أخي الأستاذ / خشان

سرني تداخلك ثانية كما سرني قولك إن مثل هذا الحوار هو ما حلمت به في هذا المنتدى ، جعله الله عامرا بالود عبقا بالمحبة والإخاء . ولي تعليق بسيط على هذه المداخلة ، فقد لفت نظري قولك عن الإيقاع الخببي أنه كله أسباب خفيفة وثقيلة وأنا أزعم أنه كله أسباب ثقيلة صافية ، فكيف نصل إلى التحديد الدقيق لنوع هذه الأسباب ؟
إذا كان النسق الخببي يحتوي على أسباب خفيفة فإن لنا أن نتوقع شكلا معينا من حركتها الإيقاعية ممثلا بزحاف يسقط فيه متحرك السبب ، وهو ما لم نقع عليه أبدا ، فكيف لنا إذن أن نفترض اشتراك السبب الخفيف في صنع إيقاع الخبب . وأما السبب الثقيل فهو الوحيد الذي يتمتع بحرية الحركة على تحو واسع إلى درجة أني أحصيت لهذه الحركة ثماني متحركات متواليات في شطر واحد لمعين بسيسو من قوله :
فقد الذاكرة وفقد حقيبته الجرح
ومعروف أن العرب تتجنب توالي خمس متحركات ، إلا أن ذلك موقوف على أوزان الخليل وحدها .
وربما كان لكثرة وقوع الزحاف الذي يسكن به متحرك هذا السبب ما جعل البعض يخلط بينه وبين السبب الخفيف لاتخاذهما نفس الشكل المقطعي ... وإذن فهل يمكننا القول عن بيت عنترة التالي :
إني امرؤ من خير عبس منصبا.................. شطري ، وأحمي سائري بالمنصل
إنه من الرجز ؟!
وبالنسبة لشاهد الششتري فجزؤه الخببي يتألف عندي من أسباب ثقيلة مضمرة ( أو إن شئت معصوبة ) ، وأما ما محاولتك تثقيل أسبابه فكانت في الواقع المجيء بها على الأصل ، وسأرمز لهذا النسق على النحو التالي :
2 2 3 (2) (2) (2) (2)
حيث 2 تشير إلى سبب خفيف يتحقق مقطعيا في صورة مقطع قصير أو طويل .
وحيث 3 تشير إلى وتد مجموع يتمثل في مقطعين قصير فطويل .
وأما ( 2 ) فيشير إلى سبب ثقيل يعبر عنه بمقطعين قصيرين أو مقطع طويل واحد بلا قيد إلا في آخر النسق فيلتزم المقطع الطويل وحده تمشيا مع القاعدة اللغوية التي تمنع الوقوف على متحرك .
لي تعليق أخير على قولك إن هناك وتدا واحدا في الدوبيت ، هذا صحيح ولكن هذا الوتد جزء من تفعيلة يلتحم فيها معه سبب أو سببان ، وهذه التفعيلة هي التي يجب أن يجري عليها التدوير ، فهي مرة مستفعلن ومرة فاعلاتن وأخرى مفاعيلن . ما رأيك ؟