السلام عليكم

أخي محمد الشاعر المخبوء خلف أرقامه ،

المعاني الجميلة التي صببتها في كؤوس القصيدة ، تنم بجلاء عن مدى وضوح الرؤية لديك، و من اتضحت له الرؤية فإنه يرى ما لا يراه الأعشى .
وضعت اليد على أسباب المأساة و ما آلت إليه الحال ، كما ركزت الراية حيث يجب ان تكون ، ولسان حالك يقول ملء السماء : ' الطريق من هنا '
.
الواقع أخي محمد علقم مرير و الله المستعان .

وبعيدا عن المأساة أجمل و أنضر بصور هذه الأبيات المطهمة ! ! ! جمال ، نضارة و خلابة و ماء سيال :

وأوسعَها الرَذاذُ السَحُّ لَثْماً........ فَفيها مِنْ تحرُّشِهِ اضطِراب
و ' يافا ' والغُيومُ تَطوفُ فيها........ كحالِمةٍ يُجلِّلُها اكتئاب
وعاريةُ المحاسن مُغرياتٍ........ بكفِّ الغَيمِ خِيطَ لها ثياب

وموجُ البحرِ يَغسِلُ أخْمَصَيْها........ وبالأنواءِ تغتسلُ القِباب

وبعد رؤيتك ههنا صببته صبا ، فلا عدمناك :

أحقَّاً بينَنا اختلَفَتْ حُدودٌ ........ وما اختَلفَ الطريقُ ولا التراب
ولا افترقَتْ وجوهٌ عن وجوهٍ ........ ولا الضّادُ الفصيحُ ولا الكِتاب
فيا داري إذا ضاقَت ديارٌ ........ ويا صَحبيْ إذا قلَّ الصِحاب
ويا مُتسابقِينَ إلى احتِضاني ........ شَفيعي عِندَهم أدبٌ لُباب
ويا غُرَّ السجايا لم يَمُنُوا ........ بما لَطُفوا عليَّ ولم يُحابوا
ثِقوا أنّا تُوَحَّدُنا همومٌ ........ مُشارِكةٌ ويجمعُنا مُصاب


رحم الله شاعرنا فقيد أمته .
وحفظ لنا أستاذنا العزيز