بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصلتني عبر البريد الإلكتروني ، فأحببت أن يستفيد الجميع ...


قائمة "ما لا يجب عمله"

في أحد الاجتماعات الأخيرة العاصفة، سألتُ أعضاء الفريقين المجتمعين سؤالين غير متوقعين:
كان السؤال الأول: لماذا أنتم بطيئون في التنفيذ؟
هزت مديرة أحد الفريقين رأسها وقالت: هل تقصد أننا أيضًا بطيئون مثل الفريق الآخر؟ وبعد لحظة من التفكير أجبت: لا، بل أقصد أن سرعتكم مثل سرعة الفريق الآخر. كلاكما بطيء!

أعتقد أن الفكرة وصلتك عزيزي القارئ: فالأسئلة الغريبة تجبرنا على التفكير بطريقة مختلفة، والتفكير المختلف هو تفكير ابتكاري ومفيد مهما كان اتجاهه.


فماذا كان السؤال الثاني؟
في كل الاجتماعات وبلا استثناء، نكرر نفس الأسئلة ونحصل على نفس الإجابات. دائمًا نسأل: كيف نزيد مبيعاتنا؟ كيف نشحن أداءنا؟ وهي أسئلة تدور في كل الاجتماعات الإدارية المفتوحة والمغلقة.

كان السؤال الجديد هذه المرة: "ماذا علينا أن نعمل لنفشل؟" و"ماذا نفعل لتنخفض مبيعاتنا؟"

وما أن طرح السؤال حتى اتسعت العيون ورمشت الجفون وانتبه النائمون، وانبرى أحد الزملاء قائلاً: "ماذا نفعل لنفشل؟ هل أنت جاد؟"

أجبته: "أنا جاد فعلاً. دعونا نكتشف عشر طرق يمكن أن تؤدي بنا إلى الفشل."

دعونا نسجل السلوكيات والمواقف والأفعال التي يمكنها فعلاً المساهمة في فشلنا. وما هي إلا دقائق معدودة، حتى سجلنا أفكارًا واقتراحات غريبة وعجيبة يمكنها فعلاً دفعنا إلى الفشل.

قلبنا الاقتراحات رأسًا على عقب، فوجدنا بين أيدينا قبضة من الأفكار المثيرة والأثيرة؛ التي حتمًا لا قولاً تؤدي إلى النجاح.

بدلاً من إملاء مواصفات النجاح وإلقاء وصفات التميز على مسامع موظفيك ومستشاريك، فاجئهم ودعهم يسجلون بأنفسهم كل الطرق التي يمكن أن تؤدي بالإدارات والمشروعات والمنظمات والمجتمعات إلى الفشل.

مهما كانت العقبات التي ستواجهك، اقلب الأمور رأسًا على عقب، والق عليها نظرة جانبية، وانظر إليها من أسفل إلى أعلى، وحدق بها من زاوية مائلة. وبدلاً من إعداد قائمة بما عليك عمله، أعد قائمة مقابلة بما عليك تجنبه.

تكون نتائج اجتماعات "ما لا يجب عمله" أعمق أثرًا من اجتماعات الإملاء وفرض وجهات النظر المسبقة. فعندما نطلب اقتراحات بما يجب عمله، يتردد المشاركون في إبداء اقتراحاتهم حتى لا تكون سطحية أو غير موضوعية، وخوفًا من رفضها. كما يخشى المقترحون أن يتم إلزامهم بها. أما عندما نطلب اقتراحات بما لا يجب عمله، فإن كل ما هو مطلوب هو التفكير بكل ما هو سخيف وضعيف. وهكذا يتطوع المجتمعون لغربلة الأفكار الضعيفة، فلا يبقى على بساط البحث وفي قائمة التنفيذ سوى ما هو جديد ومفيد. فعندما لا نفعل الخطأ، فإننا لاشعوريًا نلتزم بالصواب.

جربوا الاجتماعات المعاكسة، واطرحوا الأسئلة غير المتوقعة، وستكون النتائج مذهلة. فإن لم تستطع طرح الأسئلة المناسبة في الوقت المناسب وعلى الشخص المناسب، حاول طرح الأسئلة الخطأ لتكتشف الأخطاء والأخطار والأفعال التي عليك تجنبها. وسوف تحفز كل عضو في فريقك ليكتشف بنفسه ماذا عليه ألا يفعل، لكي ينجح. من السهل على الإنسان أن يلتزم بعدم فعل الخطأ، من أن يلتزم بفعل كل ما هو صحيح فقط.

منقول عن أ. نسيم الصمادي