http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...E3%E4%DE%E6%E1

أخي وأستاذي الكريم أبا إيهاب

تمتعني معك شجون العروض وتداعيات الحديث حوله.

عندما قال الجوهري: "ويجوز كف فاعلاتن مع خبن مستفعلن، لعدم الفاصلة الكبرى بين الجزأين، بيته:
ثم بالدبران دارت رحاهم ** ورحى الحرب بالكماة تدور
2 3 1 3 3 2 3 2 .......1 3 2 3 3 1 3 2
وهذا شعر قديم"
كان في ذلك مؤيدا لقول الخليل،

بل إنه زاد الأمر تأكيدا بقوله بعد ذلك:
"وقال الآخر:
ثم نادِ إذا دخلتَ دمشقا ** يا يزيدَ بْن خالدِ بْنِ يزيدِ
2 3 1 3 3 1 3 2 ....2 3 2 3 3 1 3 2
فهذان البيتان أولهما: فاعلاتُ مفاعلن، كما ترى."
ولم يقل الجوهري إنه يجوز كف فاعلاتن مع طي مستفعلن (نحو ما ذكر الأخ السائل) لأنه لم يجد شاهدا يؤيد هذا القول،

الأمر هنا مشكل، فهناك ثلاثة اعتبارات حول الوزن
فاعلاتُ متفعلن فاعلاتن = 2 3 1 3 3 2 3 2

1- كف فاعلاتن وخبن مستفعلن ليس ناقضا لقول الخليل بعد ( طي ) مستفعلن.
2- هو كذلك ليس مؤيدا لقول الخليل. ولنا أن نصفه موضوعيا بأنه غير ذي علاقة بطي مستفعلن.
3- قوله بكف فاعلاتن وخبن مستفعلن مناقض لقول الخليل بالمعاقبة بينهما

وهنا قاعدة مطردة في العروض العربي وهي أن 1 3 3 المتبوعة برقم زوجي ( أو غير المتبوعة بالرقم 3) في الحشو هي من مستأثرات دائرة (هـ المؤتلف ) وظهورها في حشو غير الكامل والوافر يشكل على أقل تقدير قلقا في وزن البيت ذلك أنها تعتبر في هذه الظروف متفاعلن((4)3ويجوز في فاصِلتها التكافؤ الخببي (الإضمار) . بل إن كثيرا من تقنينات العروض بمصطلحات التفاعيل تجد أن ما يجمع بينها في الجوهر ضبط العلاقة بين الأسباب الخفيفة والثقيلة أو الفاصلة والسببين وهو ما تحكمه في جوهره بعيدا عن ملابسات الوزن والبحر والتفعيلة قوانينُ التخاب.

وهذا ما يظهر من حكمة التعاقب بين كف فاعلاتن وخبن مستفعلن

طبعا أقول هذا من منظور شمولية الرقمي، أنظر الكامل المحذوف أدناه وتأمل:

تأمل معي :

أمودّعي في ناظريّ ستبقى ....... من ثمّ نادِ إذا دخلتَ دمشقا
1 3 3 2 2 3 1 3 2 ..............2 2 3 1 3 3 1 3 2
أمودّعي في ناظريّ ستبقى ....... من ثمّ إهتف إن دخلتَ دمشقا


واكتفى الجوهري بذكر شاهد وجده لبعض المحدثين، على طي مستفعلن وحدها، وهو قوله:
ظفرتْ نفسي بمُنى مطلوب ** فعُلالاتُ الفَرَس المعبوبِ

وإذن فلا معنى لقول السائل إنه يجوز أن يأتي بيت هكذا: فاعلات مستعلن فاعلاتن

هو ما تفضلت به أستاذي الكريم، مضافا إليه أن ذلك منطقيا يعتبر ضعفا في الدفاع عن وجهة نظر الجوهري وليس ضعفا في وجهة النظر ذاتها. مع العلم أن وجهة النظر تلك ضعيفة لمخالفتها الشائع من شعر العرب.

إلا إذا جاء بشاهد قديم (ولا يهم إن كان محدثا من عصر الجوهري) على ذلك، أو إلا إذا تطوع الدكتور عمر خلوف وفتح له إرشيفه العملاق من الشواهد لينصره ببعض منها إن وجد

أخي أبا إيهاب،
في النحو كما في سائر العلوم شوارد وقواعد فهل العروض استثناء ؟
يرعاك الله.