في البنية الإيقاعية لشعر خميس لطفي

هنا نقل لبداية ما طرحه أخي وأستاذي سليمان فيما يخص الجانب العروضي في شعر أخينا خميس رحمه الله رحمة واسعة. وأضفت إلى النقل الوزن الرقمي وشرحا لبعض المصطلحات وبعض التعليق حيث يناسب .

ليت الأساتذة الكرام - خاصة من يعرفون التفعيلي والرقمي - يواصلون نقل بقية الموضوع على نفس المنوال ، ولو بالتقسيط بحيث يتناول كل جزءً.

****

القسم الأول : الإطار الوزني

البحور المستعملة في شعره وضروبها عنده :

استعمل خميس من الأوزان الخمسة عشر التي ذكرها الخليل ثمانية بحور هي البسيط، والوافر، والكامل، والرجز، والرمل، والخفيف، والمجتث، والمتقارب. كما استعمل بحرين آخرين لم يذكرهما الخليل، هما المتدارك والخبب.
[ تعليق : المتدارك والخبب لم يعتبرهما الخليل بحرين فهما سابقان للبحور ، أحدهما المتدارك يمثل الإيقاع البحري الصافي الذي يخلو من السبب الثقيل وثانيهما إيقاع الخبب ومن تداخل هذين الإيقاعين وفق شروط التخاب كانت البحور]
وأما البحور التي لم ينظم عليها فبلغت سبعة وهي الطويل، والمديد، والهزج، والسريع، والمنسرح، والمضارع، والمقتضب. وقد نبرّر له عدم استعمال هذين البحرين الأخيرين بحجة ندرتهما في الشعر القديم والحديث، إلا أن ما بقي من البحور غير مستعمل عنده، وهو ليس بقليل، لا يمكن تبريره إلا بافتراض أحد أمرين: الأول أن ما وقفت عليه من أشعاره لا يمثل كامل شعره، والثاني احتمال أن يعود سبب تجنبه لها إلى غلبة الطابع الكلاسيكي على نظمها، لا سيما وأن أيا منها لم يستعمل استعمال الشعر التفعيلي الحديث إلا عند القلة من الشعراء المعاصرين.

وقد استعمل من البسيط ثلاثة ضروب ( منطقة الضرب ) ، الأول كقوله:
هل هذه أنت؟! أم أن الخيال بدا ** كواقع لي، وذاك الصوت كان صدى
4 3 2 3 4 3 1 3 ...............3 3 2 3 4 3 1 3
والثاني كقوله:
رجعت لي بعد أحزان وآلام ** فأشرقت، من جديد، شمس أيامي
3 3 2 3 4 3 4 ..........3 3 2 3 4 3 4
والضرب السادس الذي سماه الخليل مخلع البسيط كقوله:
وقعت في الحب يا صديقي ** وغرني أول الطريق
3 3 2 3 3 2 .............3 3 2 3 3 2
واستعمل من الوافر العمودي مجزوءه، كما في قوله:
أنا المدعو غزي ** أصيل وابن غزية
3 4 3 4 .....3 4 3 4
ومن بحرالكامل بيته الرابع في قوله:
فقري هناك وأنت لي ترف ** وغناي يا وطني هنا شظف
4 3 ((4) 3 ((4) ............. ((4) 3 ((4) 3 ((4)
وبيته الخامس أيضا في قوله:
تجري دماك فترقب المجرى ** وتموت أنت فتكتب الشعرا
4 3 ((4) 3 4 ...........((4) 3 ((4) 3 4
واستعمل سداسي الكامل المرفل، الذي لم يذكره الخليل، في قوله:
لو كنتِ مثل الأخريات أكنتُ في ** بحر العيون السود أغرق والكحيلة
4 3 4 3 ((4) 3 ................4 3 4 3 ((4) 3 2
كما استعمل منه ضربا، لم يذكره الخليل أيضا، هو السداسي المذال كما في قوله:
في كل أسبوع ـ كعادتها الجميـــ**ــلـة منذ أعوام ـ تراسلني دلالْ
4 3 4 3 ((4) 3 .............((4) 3 4 3 ((4) 3 ه
واستعمل أيضا سادس الكامل المجزوء المرفل في قوله:
في البدء كنا نحن والــ** أقصى وكانت إيلياء
4 3 4 3 ........4 3 4 3 2

كما استعمل سابع الكامل المجزوء المذال، في قوله:
أنت المسافر في الغما ** م وأنت للنفس المرامْ
4 3 ((4) 3 .....((4) 3 4 3 ه
واستعمل ثامن الكامل، وهو المجزوء ، في قوله :
قل لي كلاما مقنعا ** إن شئت أن نبقى معا
4 3 4 3 .............4 3 4 3
وأما الرجز فقد استعمل من ضروبه العمودية مجزوءه الذي ذكره الخليل وهو قوله:
أنا الذي قالت له ** الأشجار حلق فوقنا
3 3 4 3 ....4 3 4 3
واستعمل أيضا مجزوءه المقطوع ( حيث تتحول 4 3 إلى 2 2 2 سواء انتقلت إلى 3 2 أو لا كما تقدم شرحه ) ، الذي لم يذكره الخليل، في قوله:
أراك في الصباح والــ**ــمساء والظهيرة
3 3 3 3 ....3 3 3 2
في كل وقت من خلا ** ل شاشتي الصغيرة
4 3 4 3 ......3 3 3 2
ومما لم يذكره الخليل أيضا، استعمل مجزوء الرجز، الأحذ الضرب، نحو قوله:
والآن حيث لم يزل ** في زادنا عسل
4 3 3 3 .....4 3 3
واساقطت أوراقنا ** وزهرنا ذبل
4 3 4 3 ....3 3 3
وكذلك استعمل مجزوءه ( الأحذ = - 3) ( المذال = +ه) ، ولم يذكره الخليل أيضا، قال:
هاأنت منهك القوى ** مكسَّر الأطرافْ
4 3 3 3 ..........3 3 4 ه
ما زلتَ حيث كنتَ والـ** أيام في انصرافْ
واستعمل ثالث الرمل، في قوله :
لم يمت من عند ياسين ذهب ** ورأى عياش أو لاقى شنب
2 3 4 3 2 1 3 ......1 3 1 2 3 2 2 3
( زحاف 2 3 2 على 1 3 1 ثقيل )
وخامس الرمل أيضا، وهو المجزوء، في قوله:
جئت في وقتي أم لا ** افتحوا الباب وإلا
2 3 2 1 3 2 ........2 3 2 1 3 2
وكذلك سادسه، كما في قوله :
هذه المرة مرت ** هكذا دون ألمْ
2 3 2 1 3 2 ....2 3 2 1 3
واستعمل هذا المجزوء أيضا ولكن بضرب مقصور ، كقوله:
هكذا في كل مرة ** داميا تأتي إليّ
2 3 2 2 3 2 ......2 3 2 2 3 ( وبالتركيز على التشديد في إليّ =2 3 2 2 3 ه )
وهذا النوع من القصر بجعل الضرب أقرب إلى (فاعلان 2 3 ه) منه إلى (فاعلن 2 3 ) حين ينتهي بساكن مضعف..
واستعمل الخفيف في قوله :
عندما لا يمر وقتي بسرعة ** وبقلبي المشتاق تعصف لوعة
2 3 2 3 3 2 3 2 ..............1 3 2 2 2 3 1 3 2
ومجزوء الخفيف في قوله:
طلع البدر والغسق ** زال ، فانتابني القلق
1 3 2 3 3 ............2 3 2 3 3
واستعمل مجزوء الخفيف بعروض مذال، كقوله:
أسعد الله لي مساكْ ** يا ملاكي ، وجمّلهْ
2 3 2 3 3 ه .....2 3 2 3 3
وهو ما لم يقل به الخليل، والواقع أن كل شطر يعد بيتا بحاله ينتهي بضرب لا عروض ، وذلك لأن الوقف عليه تام.

ويصح ذلك في حال كون القصيدة ذات قافيتين واحدة للعجز وأخرى للعجز، على النحوالوارد في ( الذائقة والفصيح والنبطي )

http://arood.com/vb/showthread.php?p=9846#post9846

واستعمل المجتث في قوله:
هواك في القلب جمرهْ ** وحرقة مستمرهْ
3 3 2 3 2 ……..3 3 2 3 2