هذه قصيدة مؤثرة بذاتها ويزيد تأثرها عندما تشدو بها أسمهان
سلاسة وبساطة كلماتها طالما جعلتني أتساءل من أي عصر هي.
ووجدت في الموسوعة العشرية أنها من أقدم ما وصلنا من قصائد الجاهلية، وهذا رد على من يقول بصعوبة الشعر الجاهلي، حيث لا أرى الصعوبة فيه إلا فيما يخص البيئة كما في وصف الناقة والصيد ونجده صعبا على درجات متفاوتة التباين بين بيئتهم وبيئتنا، وتغير الظروف، لكني أجد الشعر الإنساني الجاهلي أقرب للنفس من كثير من الشعر في العصور اللاحقة. بل ربما من كثير من الشعر الحديث.

ليلى العفيفة
? - 143 ق. هـ / ? - 483 م
ليلى بنت لكيز بن مرة بن أسد، من ربيعة بن نزار.
شاعرة جاهلية، أسرها أحد أمراء العجم وحملها إلى فارس، وحاول الزواج بها فامتنعت عليه، فجاءها خطيبها (البراق بن روحان) فأنقذها وتزوج بها


لَيتَ للِبَرّاقِ عَيناً فَتَرى = ما أُقاسي مِن بَلاءٍ وَعَنا
يا كُلَيباً يا عُقَيلاً وَيلَكُم = يا جُنَيداً ساعِدوني بِالبُكا
عُذِّبَت أُختُكُمُ يا وَيلَكُم = بِعذابِ النُكرِ صُبحاً وَمَسا
يَكذِبُ الأَعجَمُ ما يَقرُبُني = وَمَعي بَعضُ حِساساتِ الحَيا
قَيِّدوني غَلّلِوني وَاِفعَلوا = كُلَّ ما شِئتُم جَميعاً مِن بَلا
فَأَنا كارِهَةٌ بُغيَتُكُم = وَمَريرُ المَوتِ عِندي قَد حَلا
أَتَدُلّونَ عَلَينا فارِساً = يا بَني أَنمارَ يا أَهلَ الخَنا
أَتَدُلّونَ عَلَينا فارِساً = يا بَني أَنمارَ يا أَهلَ الخَنا
يا إِيادُ خَسِرَت صَفقَتُكُم = وَرَمى المَنظَرَ من بَرد العَمى
يا بَني الأَعماصِ إِمّا تَقطَعوا = لِبَني عَدنانَ أَسبابَ الرَجا
فَاِصطِباراً وَعَزاءً حَسَناً = كُلُّ نَصرٍ بَعدَ ضُرٍّ يُرتَجى
واعقدوا الرايات في أقطارها = واشهروا البيض وسيروا في الضحى
يا بني تغلب سيروا وانصروا = وذروا الغفلة عنكم والكرى
واحذروا العار على أعقابكم = وعليكم ما بقيتم في الورى
واحذروا العار على أعقابكم = وعليكم ما بقيتم في الورى

وهنا فائدة : الروي هنا حرف الألف لأنه أصيل في الكلمات.