جَدْبٌ وذئبٌ ووطن

.
.
.

(1)

وطنٌ نََزِقٌ أضناهُ الجدبْ
وسَنابِلُ سبعْ
في أزمنةٍ عُجْفْ
فتَشَظَّيْنَا في أنفاقِِ العُمْرِ رجالاً صُفْرًا
نبكي من غيرِ دُموعْ
أو أطفالاً رضعوا لبنَ الخوفْ
من ثدي الجوعْ
ونساءً يَخْمِشْنَ الأوْجُهَ في حضنِ الموتْ
أو يشربْنَ الحُزنَ المنقوعْ
حين التقمَ الذئبُ السَّنواتِ السَّبْعْ
والأبقارَ السَّبْعْ
وَتَجَلَّى البدرُ رغيفًا تَخْطَفُهُ الطيْرْ
في ليل الجوعْ
فتَزَلْزَلَ بالدمعْ
نهرٌ منْ أحزانِ الموتى الأحياءْ
عَلقوا بجدار الجُبّ المرصودْ
حُلْمًا بالدَّلوِ وبالواردْ
أو باليوم المشهودْ


(2)

وطنٌ نََزِقٌ أضناهُ الخوفْ
في ليل الزيفْ
فَتَهَيَّأَ يبحثُ عَمَّنْ يَعْبُرُ حُلْمَ القحْطْ
في أزمنة الجدبْ
وصُوَاعُ المُلْكِ المفقودْ
أمضينا العمرَ هباءً نبحثُ عنْه
في رَحْلِ الأيَّامِ السُّودْ
لِنُفَاجَأَ أنَّا كُنَّا نبحثُ عنْ ثَقْبٍ في رَحِمِ الغَدْ
لِنُمَرِّرَ طفلَ الحُلْمِ المعقودْ
حين اخترقَ الرِّيحُ الثَّقْبْ
وسَمعْنَا صوتَ الذِّئْبِ الجائعْ
في ليل العدلِ الضائعْ
والحقِّ المسلوبْ
يعوي في أنحاء الوطن المصلوبْ
فابْيَضَتْ أعيُنُنا من حُزنْ
وهتفنا من قاعِ الجُبّْ:
أعرضْ عنْ هذا يا وطنَ الجُرحْ
إنَّا أقرِأناكَ الصَفحْ
إنَّا أعطيناك النُصحْ


(3)

إما أن تدركنا..
أو يدركنا الذئب
!!