[ ما بين القوسين مني ]
ويقول الشاعر في نهاية المسرحية :
" نشأ المسرح شعريا، وأغلب الظن أنه سيعود كذلك، رغم غلبة الطابع النثري منذ أواخر القرن التاسع عشر. ولكن الإيماضات الشعرية التي تتخلل المسرح النثري الآن تؤذن بعودة الشعر إلى المسرح. وليس الأسلوب النثري المحكم – كما قال أحد النقاد – إلا محاولة الاقتراب من الشعر في تركيزه وموسيقاه.
[ يذكرني هذا بما نشر عن موضوع القصة الشعرية.
إلا محاولة الاقتراب من الشعر في تركيزه وموسيقاهْ
2 2 3 1 3 2 3 1 3 2 3 2 2 3 3 2 2 ه
إلا محاولة الإقترا = 2 2 3 1 3 2 3 = لاحق خلوف
لا محا ولة الاقتراب من الشعر في = 2 3 1 3 2 3 1 3 2 3 = المتدارك
كيزه وموسيقاهْ = 2 3 3 2 2 ه = عجز المقتضب ]
وقد واجهتني مشكلة الموسيقى، ولأهل الولع بالعروض أقول إني استعملت في مسرحيتي هذه أربعة ألوان من التفاعيل :
أولاها: تفعيلة الرجز مستفعلن [= 2 2 3 ] بما يجوز أن يدخلها من التحويرات
ثانيها [ ثانيتها تناسب أولاها – وثانيها يناسب أولها ] تفعيلة الوافر مفاعلتن = 3 1 3 وقد كان العروضيون الأقدمون يجيزون فيها إسكان الخامس المتحرك فتصبح مفاعيلن [ مفاعلْتن = 3 2 2 ، وليس الأقدمون وحدهم من أجاز ذلك ] ولكنهم يستكرهون حذف السابع لتصبح مفاعيلُ = [ 3 2 1 ] وإن كانوا لا يحرمونه ، وقد وجدت اللغة المسرحية تحبه وترتاح إليه أحيانا
[ كما في الفقرة - ( ص- 62 )
الأعرج :
أحس إذا سمعت حديثه الطيبْ
بأني قادر أن أثني الساقَ وأن الهو وأن ألعب
3 2 2 - 3 2 2 - 3 2 1 - 3 2 2 – 3 2 2
بلى فلقد أحس بأنني طير طليق في سماواته
ويلاحظ أنها في سطرها جاءت بين تفعيلتين هزجيتين إن لم نقل في سياق هزجي وربما لهذا جاءت سائغة] ولعل هذا هو ما أريد أن ألفت له، وهو أن الكتابة للمسرح الشعري ستدخل على موسيقى العروض نوعا من الطواعية.

ورابعها : تفعيلة المتدارك فعلن المحورة عن فاعلن [ عرفنا أن فعلن الخببية ليست محورة عن فاعلن البحرية ] وقد شاع استعمال هذه التفعيلة في شعرنا الحديث. وهي أقرب إلى لهجة الحوار من الرجز، وفيها موسيقية راقصة وخاصة إذا تكونت من متحرك فساكن فمتحرك فساكن [ 1ه1ه1 = 2 2] ولكنها إن حركت آخر حروفها أحيانا - وهذا لم يجزه الأقدمون – أصبحت ذات إيقاع جاد، وانكسرت الحركة الراقصة لتحل محلها تناوبات موسيقية متماوجه [ (2) = 11 ]
وتحريك الحرف الأخير [ دخول السبب الثقيل أو التكافؤ الخببي ] يمارسه جميع من يكتبون الشعر الحديث رغم تحريم الأقدمين له.
وهذه هي المحاولة الأولى ، ولا شك أن المسرح الشعري سيطور عروضه. "