أخي الفاضل الأستاذ خشان , أعزه الله ورفع مقامه وبعد .
لا نزال نتحاور حول الخبب بشكل خاص , ولكنك لم تستجب لأي رأي من آرائي , وكأنني أذنبت في استنتاج ما صدر مني .
.
أخي الأستاذ خشان :
قلت لك لا يصح عروضياً أن نحول السبب المزاحف ( تف) مع حركة الوتد إلى سبب ثقيل , أي أن ( تَــَعِ ِ ) ( 1 1 ) ليست سبباً ثقيلاً بل هي زحاف + حركة الوتد . وزنتهما أعلى من زنة ( السبب الثقيل ) فلا يجوز أن يتعادلا إيقاعياً .
بمعني: لا يصح أن نقول بأن ( تــع ِ ) ( 2 ) سبب .
أو أن نقول بأن :
مستعلن ( ــ ب ب ــ ) سبب و (سبب ) وسبب 2 (1 1 )2
وبخاصة إذا كان شطر البيت مكون من التركيب نفسه هكذا:
سبب ( سبب ) سبب /سبب ( سبب) سبب ...مجزور الرجز
2 ..... (2 ).... 2 .....2 ....(2 ) ...2

هذه الأسباب ليست خببية يا أستاذ خشان . بل هي تابعة لأوتاد بحرية .
والسبب في ذلك . وكما كررتها عدة مرات في حوارنا السابق ,
لأن ترتيب الأسباب الخفيفة لا يتناسق مع الإيقاع الشعري , لأن الأسباب الخفيفة لم تكن مرتبة بترتيب إيقاعي منتظم , ونحن نعرف أن إلتقاء أي نبر مع آخر لا يجوز البتة , فكيف يلتقي السببان 2 2 في وسط البيت الشعري الخببي وقد وقعا بين سببين شبيهين بالسببين الثقيلين وليسا كذلك ؟؟؟
ثم كيف يبتدئ البيت بالتفعيلة الخببية ( فاعلً 2 11 ) وينتهي البيت بتفعيلة خببية ( فعـِلن ) ؟؟؟
فإن جاز ذلك في التحايل الموسيقي , فلا يقبل في النظام العروضي ,
أي لا يجوز الخلط بين التفعيلتين الخببيتين ( فاعلُ فعِلن ) ولا ( فعلن فاعلُ )
لقد وردت أمثلة في العروض العربي على صحة ما أقول :
أبكيت على طلل طربا
ب ب ــ ب ب ــ ب ب ــ ب ب ــ
11 2 / 11 2 / 11 2 / 11 2 ( انظر إلى التناسق الإيقاعي بين الأسباب الثقيلة والأسباب الخفيفة .
فعلن فعلن فعلن فعلن بكسر العين وباتجاه واحد وبانتظام نبري واحد , وبإيقاع واحد . وبرتابة ونطق متناسق .
وإن البيت التالي الذي ذكرته أنت , وتقول :
البيت التالي خبب فقط
لست أنا مقتحمَهْ .....عملاً بكذا كَلِمهْ
2 ( 1 1 ) 2 2 (1 1 ) 2
1 1 2 ( 1 1 ) 2 ( 1 1) 2
وأنا أقول البيت أعلاه: صدره مجزوء الرجز
وعجزه بانتظام خببي له رتابة إيقاعية
لكن البيت كله ليس من الخبب وليس من الرجز . لأنه لا يجوز أن يكون البيت الشعري مؤلف من نظامين لبحرين مختلفين .
هذا هو اختلاف الرأي بيني وبينك , وليكن من أهل العروض بيننا لينصفنا في القولين.
لك مني التحية يا أخي الأستاذ خشان , وأطالبك بسعة الصدر دائماً
ويرعاك الله .