أخي الأستاذ خشان الفاضل
أخي الدكتور عبدالعزيز غانم
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته .
@@@@@@@@@@@@@@
العروض نغم يسري في عروقي , ولم أستطع السكوت دون مناقشة , فماذا أعمل مع الأستاذ خشان الذي سحرني بمنقاشته وغمرني بوده ...
أنقل الآن ما قاله الأستاذ خشان لأرد عليه بما تقتضي الأمانة العلمية التي يتوخاها كل إنسان @@@@@@@@

يقول الأستاذ خشان:
أخي وأستاذي الحبيب د. عبد العزيز غانم

فاجأتني في قولك عبارة أعجل بالرد عليها

وهي قولك :" وحسب الخليل فإن التشعيث هوعلة جارية مجرى الزحاف ، وإذا كان التشعيث قد دخل عروض وضرب بعض الأوزان فمن الأولىأن يدخل الحشو مادام جاريا مجرى الزحاف ؛ فيكون مثل التشعيث الذي يدخل المتدارك حالتحوله إلى خبب ؛ إن افترضنا أن البعض يقول بذلك."


أستاذي الكريم

هذا قول خطير يهدم عروض الخليل الذي تدافع عنه
لا يوجد في الشعرالعربي جميعا تشعيث إلا في الضرب أو العروض المصرع في حالة فاعلاتن.
@@@@@@@@@@@@@
وغالب الغول يقول :
لقد أصاب الدكتور عبدالعزيز في شيء وجانبه الحظ في الصواب في شيء آخر .
أصاب عندما قال : (( فيكون التشعيث مثل المتدارك حال تحوله إلى خبب ) وكان قصده أن يقول ( القطع ) لأن القطع مخصص للتفعيلة فاعلن , بينما التشعيث مخصص لتفعيلة ( فاعلاتن )
أي أن الدكتور عبد العزيز يبيح ( القطع ) في حشو المتدارك في حالة تحوله إلى خبب , وهنا لنا أقوال :

إن كان القطع قد شمل جميع تفاعيل القصيدة , فإننا نقول هذا هو الخبب بعينه ,ويجوز أن يتحول السبب الأول فقط إلى سبب ثقيل , لجميع التفاعيل ليكون وزنه من الخبب الثاني . أو أن يجعل السبب الثاني سبباً ثقيلاً ليكون الوزن على الخبب الأول , ولا يجوز الخلط بينهما , وبهذه الحالة تكون القصيدة قد خلت من الأوتاد . فهي ليست من المتدارك ( البحري ) بل هي من الخبب الأول أو الثاني .

وإن استعمل الشاعر جميع أبيات القصيدة بخبن ( فاعلن ) لتصير ( فعـِلن ب ب ــ ) فلنا أن نسمي هذا الوزن خبباً كله , أو متداركاً كله , لأن المنشد يستطيع أن ينشد قصيدة المتدارك المخبونة والمقطوعة مع غياب ( فاعلن ), على الوزن الثنائي . أي بسرعة أعلى عند النطق الإنشادي من النطق في الوزن الثلاثي في المتدارك .

وأما الخلط بين فاعلن وفعـِلن , فإنه جائز على القياس , بالرغم من قلة ورودها . باعتبار القصيدة كلها من الوزن الثلاثي , لجميع تفاعيلها .

وأما وجود فاعـِلن مع القطع ( فعـْلن ) فلم يكن هذا الوزن خليلياً , ولا يقبله أهل العروض , لأنه خالف العروض ولم يخالف الإنشاد الصحيح , وبخاصة إذا أصر الشاعر على أن يتقن إيقاعه بترتيب ثابت بعملية التبادل المتقن , فلا أحد يمنعه , لأن عمله صائباً بالرغم من أنه خرج عن قواعد الخليل وعروضه , ولكنه استحسنه فأنشده .
وأما قولي عن التشعيث :

نعم وألف نعم , لا تشعيث في حشو البيت ,للتفعيلة ( فاعلاتن ) وإن استعملناه فكأنما نضرب العروض ضربة قاضية , بل هو موت لكل مبادئ وقواعد الخليل , فلا تشعيث إلا في الضرب والتصريع فقط , بل أستطيع القول إن تشعيث فاعلاتن , هو أمر استثنائي وغير مرغوب فيه , وقد جاء نتيجة بعض الشواهد الضعيفة التي وضعت في العروض , ولو كان محبباً في العروض أو في الضرب لجاء في الرمل والمضارع , بينما القطع والحذف والكشف فقد وردت بشكل أوسع في الأضرب وبعض الأعارض , وخلت من الحشو بتاتاً .

, والسبب في ذلك , لأن التشعيث لا يخص إلا تفعيلة واحدة من تفاعيل الخليل وهي ( فاعلاتن ) لتصير ( فالاتن ) بعد سقوط أحد متحركيْ وتده ولا يكون إلا في الخفيف والمجتث كما يقول كتاب الكافي في العروض والقوافي صفحة ( 145 ) وبيته في المجتث ,
لمَ لا يعي ما أقولُ ......... ذا السيد المأمولُ
مستفعلن فاعلاتن ..........مستفعلن فالاتن

وإذا جاز التشعيث في الحشو بالتزام جميع القصيدة , فلماذا نسميه تشعيثاً , لأن القصيدة ستكون كلها خببية , بلا أوتاد ,
وأما إذا اختلط التشعيث بالتفاعيل , فهذا أمر خطير قد يؤدي إلى فساد الشعر, بخاصة إذا لم يضع المشعثون قواعد ثابتة لزحافات تفاعيلهم لسلامة إيقاعاتهم.

وأنا مع الأستاذ الفاضل خشان في هذه القضية العروضية ,

وأما إن كانت قضية التشعيث تجربة جديدة لشاعر مغامر ,خرج عن قواعد العروض , فله ما يشاء , لأنه استحسن إيقاع قصيدته على نمط معين من قواعد الإنشاد , فلا نستطيع القول أن عمله فاسداً , بل نقول له ((إن عملك هذا جديد وغريب عن الشعر كله , ولكنه محبب لأذواقنا بإيقاعه )))
ومعذرة للدكتور عبد العزيز , فربما يكون له نظرة أخرى أو رأياً آخر غير ما ذكرناه في هذا المقام .
وأشكر الدكتور عبد العزيز غانم على تعليقه , كما أشكر الأستاذ خشان على صبره .
أخوكم غالب احمد الغول