أخوايَ الحبيبان الأستاذ خشان والأستاذ غالب

ردا على الأستاذ خشان بكل المودة أقول له إنني أتفهم جيدا ما تقول وعند ك جزء من الحق ؛ وعندي أنا أيضا جزء ولست متشبثا به كما قلت ؛ ولكن فقط هذا للتوضيح :

الأمر أخي الفاضل أبسط مما أسهبت فيه ؛ فإن الخليل حسب ما ذكرنا من مقولته رأيه كالآتي :

1- لا يجيز دخول الحذف كزحاف إلى العروض أو الضرب بدليل أقواله التي أوردناها ؛ وأنا لن أطلب إليه أن يجيزهما لأجل خاطري حتى يجيزهما بعد ذلك في الحشو.

2- التشعيث له ثلاث احتمالات بالنسبة إلى الخليل ليس عندي دليل على ترجيح أحدها ولكن عندي الدليل مما ذكرنا على أنه لا بد أن يكون واحدا منها :

أ- إما أنه يقبل التشعيث كزحاف في العروض والضرب وبالتالي فهو يقبله في الحشو حسب قاعدته التي ذكرها.
ب - أو أنه يقبله كعلة لازمة في العروض أو الحشو ؛ وبالتالي لا يدخل الحشو.
ج - وإما أنه لا يقبل التشعيث إطلاقا لا كعلة لازمة ولا كزحاف لا في العروض أو الضرب ولا في الحشو.

وهكذا ترى أنني استندت إلى الاحتمال (أ) ، ألست ترى أن معي حجة أو بعض حجة فيما أبديته؟

ولكن أن يقول أحد أن الخليل يقبل التشعيث كزحاف في العروض أو الضرب ولا يقبله في الحشو فهذا ما أعترض عليه بمعنى أنني قد أوافق على قبول العمل بمقتضى ذلك ؛ ولكنني أنفي أن يكون هذا هو رأي الخليل ؛ بل إن قبول ذلك يعني أننا قبلناه بالمخالفة للخليل ولا بأس ما دامت الآراء أغلبها تميل إلى ذلك ولا نملك إلا الاعتذار لأستاذنا الخليل رحمه الله.

والخلاصة أنه إذا ما سألني أحد : ما رأي الخليل في دخول التشعيث إلى الحشو كزحاف ؟
أقول له : أخبرني أنت أولا ما رأي الخليل في دخول التشعيث إلى العروض أوالضرب كزحاف ؟ فإن قال : الخليل يبيح ذلك أقول له : إذن يبيحه في الحشو أيضا.
وإن قال : هو لا يبيحه في العروض ولا الضرب ؛ أقول له إذن لايبيحه في الحشو أيضا ، وإذا قال لي : أنا غير متأكد من رأي الخليل في دخول التشعيث إلى العروض أو الضرب كزحاف ؛ أقول له : وأنا أيضا غير متأكد لأن الأمرين مرتبطان عند الخليل فإما يجيزهما معا أو يرفضهما معا.

وأنا أسأل الأستاذ خشان والأستاذ غالب أيضا بكل المودة لكل منهما : ترى ما رأي الخليل في دخول التشعيث إلى العروض أو الضرب كزحاف ؟؟

فإن كان الخليل يجيزه في العروض أو الضرب فقد خالفناه بتحريمه في الحشو ؛ وإن كان الخليل لا يجيزه في الحشو فهو إذن لا يجيزه في العروض ولا الضرب وقد خالفناه بإباحته فيهما مثلما فعلنا بعلة الحذف في المتقارب ومثلما يفعل البعض في علة الحذف في الطويل.

وفي الحقيقة فإنني كنت أستند إلى الاحتمال (أ)على أنه رأي الخليل لعدم علمي برفضه للتشعيث أن يزاحف العروض أو الضرب ؛ ولكني بعد بحث الموضوع رأيت أن أغلبية الكتب أو بالأحرى كلها تبيح دخول التشعيث إلى العروض أو الضرب ولا تجيزه في الحشو أو على الأقل تسكت عنه.

لذلك فلا بد لي من اتباع الأغلبية.

وأقول لا بأس بمخالفة الخليل في بعض الأمور التي يجمع عليها الأغلبية ؛ فيكفيه ريادة أننا نتبعه في كل العروض عدا صغائر مختلف عليها.

وختاما

دمتم بخير