المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عبد العزيز غانم
وأقول إن كافة العلوم إذا ما بدأت ببعض الأسماء أو التعريفات فإنها مهما تطورت تظل تستخدم تلك الأسماء التي بدأت بها ما لم يكن في تغييرها ضرورة ؛ فمثلا عنصر الحديد في الكيمياء سيظل اسمه الحديد إلى ما شاء الله طالما لا يوجد ضرورة لتغيير هذا الاسم ؛ وكذلك البوصة - وحدة قياس الأطوال - سيظل اسمها هكذا ، وغير ذلك من الأسماء التي صارت ثوابت في العلوم فإنه لا يجب تغييرها لأن تغييرها سوف يؤدي إلى بلبلة ولبس ؛ وهذا ليس في صالح العلم.
نفس القاعدة ينبغي تطبيقها على العروض والبحور : فمثلا إذا نشأت الكنية الأولى لبحر الطويل كالآتي :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
فما الداعي لأن نغيرها بعد أن عرفها الجميع بهذه الكنية ؛ فيقول أحدهم مثلا سأبدل هذه الكنية بأخرى للتيسير هكذا :
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
ويقول آخر : وأنا سأجعلها هكذا :
فعولن فعولن فاعلاتن مفاعيلن
ويقول ثالث : وأنا سأجعلها :
فعولن فعولن فاعلاتن فعولن فع
وكما نرى فإن جميع هذه الكنى تصح في التعبير عن وزن البحر ؛ ولا مانع من استخدامها كوسيلة شرح فقط وليس لتأسيس علم.
وإني أقول : يجب توحيد الكنية على الأصل الذي بدأت عليه ؛ لماذا ؟ هل لأن صاحبها الخليل ابن تسع ونحن أبناء سبع ؟؟
ليس الأمر كذلك وإنما إلى جانب الاعتراف بالفضل لهذا العبقري الفذ ؛ فهناك أيضا الفائدة العامة التي تنتهجها جميع العلوم وهو تجنب اللبس والخلط بغير ضرورة وأيضا لأن تلك الكنية الأولى وضعت بإحكام بناء على تدبر وتعقل من جانب واضعها جعلتها تفي بجميع المطالب في حالة سلامة التفعيلات من التغييرات أو تعرضها للتغيير فإنها تتفاعل مع التغيير بقواعد محددة لتعطي في النهاية نتائج سليمة.
ومن هنا فلا داعي أبدا أن يطلق كل من يحب على كل بحر كنية من اختراعه ؛ ويظل كل واحد يسأل عن المقصود بالكنية التي أطلقها غيره ويضيع الوقت في محاولة التعرف على ذات البحر التي أطلقت عليه الكنى المتعددة.
دمتم بخير
أخي وأستاذي الكريم د. عبد العزيز غانم
الرقمي غير معني أصلا بالكنى. وإن كان لا بد منها فإن تفاعيل الخليل هي الأجمل.
ولكن لتقريب المسافة وتوضيح وجهةنظري حول الموضوع أنقل هذا الموضوع من حوار مع أستاذي مؤمن
أخي مؤمن
أجدها مناسبة لتوضيح الموقف من التفاعيل
وزن المنسرح = 2 2 3 2 3 3 1 3
وكل صيغة لفظية تجسد الوزن وتعبر عن خواص التفاعيل تفي بالغرض
وقد تكون إحدى الضيغ أفضل من الأخرى توضيحا لحالة معينة وسواها لحالة أخرى، ولمعرفة أحكام هذه الأوزان انطلاقا منه يفيدنا في هذه الحالة خاصة أن نعتبر الوزن كالتالي
مس تف علن مس تف عي لتن ف علنينتج منها... مس تف علن مس تف عي لتن ف علن
مس تف علن مس ت عي لتن ف علنينتج منها... مس تف علن مس ت عي لتن ف علن
مس تف علن م تف عي لتن ف علنينتج منها... مس تف علن متف عي لتن ف علن
وهذا يفيدنا في توحيد أحكام الرقم 2 2 2 في الخفيف والمنسرح
حيث نعتبر
المنسرح = مستفعلن مستفعيلتن فعلن
والخفيف = فاعلن مستفعيلتن فاعلاتن
وهذا يزيح ما حد من بصيرة عروضي كبير كالجوهري في الورقة في ربطه المنسرح دون الخفيف بدائرة (جـ) كما أشرت إلى ذلك مرارا.
كما يفيدنا في مقارنة المنسرح بالبسيط مثلا
اعتبار البسيط = مستفعلاتن فعل مستفعلاتُ فعل = 4 3 2- 3 – 4 3 1- 2
اعتبار المنسرح= مستفعلاتن مستفعلاتُ فعل = 4 3 2- 4 3 1- 3
وهذا لا يعني أن نلغي الوزن الأجمل والأعم لكل منهما
ولكنه يجعل التفاعيل أو التراكيب أدوات طيعة في أيدينا ولا يفرضها جدرانا تصوغ تفكيرنا على مقاسها.
وقل مثل ذلك في الرقم 6 في كل من حشو الخفيف والمنسرح
وليتك تراجع هذا الأمر في مظانّه في المنتدى.
والتحكم في التراكيب من أهم أهداف موضوع الجراحة والتجميل في الدورات.
والله يرعاك
المفضلات