أخي الكريم الأستاذ خشان

يجب أن نعترف انه يوجد في كل علم بل في كل دين مناطق خلاف ؛ بل إن الحلال والحرام فيه مناطق خلاف ومناطق شبهات ، ولا بأس من مناقشة كل هذا بالتي هي أحسن ، دون تعصب أو غضب.

وإنني على اقتناع أن مناطق الخلاف الدقيقة لا نستطيع الجزم أي الآراء على صواب وإنما هو في أغلب الأحوال ترجيح رأي عن رأي ، أما القول الفصل فلا يملكه إلا الله عز وجل الذي يحكم بين عباده يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.

وأما قولي أن التشعيث من الأولى أن يجيء في الحشو ما دام أنه يطرأ ويزول في العروض أوالضرب ؛ فلا شك أن الحشو هو أصل موضع التغييرات التي تطرأ وتزول ؛ ولذا فمن الأولى أننا إذا ما رأينا وزنا مخترعا يستخدم هذا التشعيث في الحشو ؛ فإنه من الأولى أن نقول إنه استخدم التشعيث بدلا من أن نبحث عن أوزان بعيدة أو بها مشكلات أكبر؛ بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر حول جواز التشعيث في الحشو أم عدم جوازه.

وعلى كل حال فإن لي وجهة نظر لا ألزم أحدا بها ؛ وهي أنه كما يوجد بحور كاملة لم يتطرق إليها أحد ؛ وكما يوجد أوزان داخل بحور مستعملة ولم يتطرق إليها أحد ، فإنه أيضا يوجد إيقاعات داخل بعض الأوزان المستعملة ولم يتطرق إليها أحد.

فما المشكلة إذا كان التشعيث مباحا في الحشو - كما أفهمه من كتب العروض - ولكن لم يتطرق إليه أحد؟؟

فليست كل الإيقاعات الممكنة والمباحة في العروض قد طرقت ؛ بل إن المهمل فيها أكثر كثيرا من المستعمل.

وهنا أرى أنه يجب على العروضيين أن يقوموا بوضع منهج علمي مقنن لتصنيف البحور وما يستجد من الأوزان بناء على قواعد محددة تخرج بنا عن الصدام والخلاف أو على الأقل تحد من شدة الخلافات وتحصرها في أضيق نطاق.

وحبينئذ عندما نجد وزنا جديدا سنقول جميعا بصوت واحد : حسب قوانين التصنيف فإن هذا الوزن يمكن ضمه إلى بحر كذا أو وزن كذا.

وأرى أنني كنت قد بدأت الكتابة في تمهيد لهذا الموضوع بعنوان : أسس تصنيف أوزان الشعر ؛ على هذا الرابط :

http://kenanaonline.com/users/masry500/posts/141250

وليت الأساتذة العروضيون يضيفون وينقحون ويناقشون في مساعدة منهم لوضع قواعد علمية لتصنيف كل جديد.

شكرا لكم أساتذتي الكرام