الأخت لينة
أهلا بك

في القصيدة العادية يفترض أن التعبير عن النفس هو الغاية ثم تأتي الأبيات بشطريها المعهودين أداة لذلك. وقد ألفتها النفس العربية لدرجة باتت قصيدة الشطرين تتطلب من الجهد في ضبط موسيقاها القليل، بل بات وزنها لدى الشعراء المطبوعين لا يتطلب جهدا، ومثل ذلك ما نجده اليوم لدى كثير من شعراء الشعر النبطي.

وهنا أمران الموسيقى الجزئية للشطر ثم الموسيقى الكلية للشطرين، وهما متماثلتان.

أما في الموشح فإن التعبير عن النفس والتركيب الموسيقي غايتان متساويتان بل إن التأليف الموسيقي للموشح يتقدم في الأهمية أحيانا على مضمونه. كما رأينا في الرابط:
http://www.arood.com/vb/showthread.p...=2067#post2067
ولا يمكن أن يأتي هذا البناء المعقد للموشح إلا بسابق تخطيط وتصميم.

فكأن القصيدة ( الشطرين) أشبه بالغناء والموشح أشبه بالموسيقى.

وفي الموشح نجد أن الوحدات الجزئية ( الأشطر ) تتطابق في الأغلب مع أوزان الخليل، مع وجود وزنين أو أكثر لهذه الوحدات، أما تركيبها معا فيتم على صورة مغايرة للصورة المألوفة للقصيدة.

وعليه فإن الحكم على الجزء بموجب عروض الخليل ممكن على الأغلب، ولكن الحكم على الصورة الكلية للموشح فيتم وفق هندسة خاصة به.

وأغتنم هذه الفرصة لتقديم هذين المقتطفين عن الموشح:

"عرّف ابن سناء الملك الموشح فقال الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص
ومن هنا نعلم بأن الموشحات تختلف عن القصائد بخروجها عن مبدأ القافية الواحدة ، بل تعتمد على جملة من القوافي المتناوبة والمتناظرة وفق نسق معين وهي تختلف عن الشعر من ناحية أخرى في أنها تنطوي في بعض أجزائها وبخاصة خاتمتها على العبارة العامية دون الفصحى
كما تتصل الموشحات اتصالاً وثيقاً بفن الموسيقى وطريقة الغناء في الأندلس، وأغلب الظن أنها تنظم لغرض التلحين ، وتصاغ على نهج معين لتتفق مع النغم المنشود "
http://www.syriagate.com/musicnet/types/muwashah.htm


"أجزاء الموشح ومصطلحاته:
الموشح يتكون من أجزاء معينة، اصطلح عليها الوشاحون، والتزموها في صنع الموشحات. وهذه الأجزاء هي:
المطلع: وهو ما يفتتح به الموشح - إذا كان تاماً - وهو يتألف من شطرين كما في المثال الأول، أو أربعة كما في المثال الثاني.
الدور: هو ما يأتي بعد المطلع في الموشح التام، فإن كان الموشح أقرعا جاء الدور في مستهل الموشح، ثم يتكرر الدور بعد كل قفل.
ويشترط في الدور أن يكون على وزن مخالف للمطلع أو القفل وقافيته كذلك، أما الأدوار فيجب أن تتحد فيما بينها في الوزن وعدد الأجزاء، وأن تختلف في القافية.
البيت: ومفهوم البيت في الموشحة غير مفهومه في القصيدة التقليدية، فالبيت في الموشح يتكون من الدور ومن القفل الذي يليه مجتمعين.
فالبيت الأول في المثال الأول هو:
وللنـسـيمِ مجـالُ
والروضُ فيه اختـيالُ
مُدَّتْ عليه ظــِلالُ
والزهرُ شـقَّ كِماما .... وَجْداً بتلك اللـحونِ

الخرجة: آخر قفل في الموشح، وهي تماثل المطلع والأقفال في الوزن والقافية وعدد الأجزاء.
وعلى هذا فالقفل الذي يأتي في مطلع الموشحة (إن وجد) يسمى المطلع، والقفل الذي يأتي في نهايتها (لا بد من وجوده) يسمى الخرجة.
الغصن: اسم اصطلاحي لكل شطر من أشطر المطلع أو الأقفال أو الخرجة في الموشِح، ولا بد من تساوي المطلع والأقفال والخرجة في عدد الأغصان كما ذكرنا سابقاً، ومطلع المثال الأول وأقفاله وخرجاته يتكون كل واحد منها من غصنين، أما في المثال الثاني فمن أربعة أغصان.
السمط: اسم اصطلاحي لكل شطر من أشطر الدور، ولا يقل عدد الأسماط في الدور الواحد من الموشح عن ثلاثة أسماط، وقد يكون السمط مفردا أي مكونًا من فقرة واحدة كما في المثال الأول، وقد يكون من فقرتين كما في المثال الثاني أو أكثر من ذلك، والمهم هو تساوي الأدوار في عدد الأسماط.
هذه بعض اصطَلاحات الموشحات الأندلسية "
http://membres.lycos.fr/makuielys/2/adab/25.htm

وفي الموشح الذي تفضلت به تمثيل لذلك

فالأشطر هنا جميعا من الخفيف مع اختلاف في الروي والقافية بين جزء وآخر، وكل ثلاثة اشطر تمثل وحدة قائمة بذاتها . وتتكرر بين كل وحدتين هذه اللازمة

والله يرعاك.