مع أن هذا الموضوع مختلف عما تقدم من حيث وجهة الكلام إلا أنه مثله يتعلق بالخفيف ولذا رأيت أن أجعله تحت عنوانه، ليت كل بحر يجري حوله مثل ما جرى حول الخفيف.

كنت في حوار أمس مع الأخت لينا ملكاوي حول وزن الخفيف في الموشح الوارد على الرابط أدناه
http://awzan.com/poetrypages/a6la3.htm

وسالتني عن هذا الوزن 2 3 6 3 2 2 ....2 3 6 3 2 3 2 ( 6 تصبح 2 3)
والشعر مكتوب على هيئة الشطرين، وقلت لها إن هذا الوزن بهذا الشكل غير معروف قي الخفيف.
ثم راجعت نفسي وفكرت في أمر هذا الوزن فتبين لي أن الخفيف قد يأتي على الوزن:
2 3 6 3 2 3 ...2 3 6 3 2 3
فإذا تحولت آخر 2 إلى 1 صار شطره
2 3 6 3 1 3 وهنا فإن الوزن في العجز يصبح 2 3 6 3 ((4) وبتطبيق مبدأ التخاب بعد الأوثق، يمكن لهذا الشطر أن يصبح 2 3 6 3 4 مع مراعاة القافية، وذلك يصلح في آخر العجز ولا يأتي في آخر الصدر، وعليه، ومن ملاحظة أن كل مجموعة أبيات لها ذات القافية وذات الروي ( وإن كتب البيت على هئية شطر)، نستنتج أن هذا الموشح هو من – جميل موزون مشطور الخفيف- الذي لحقه التخاب ونكتبه على الشكل التالي:

ولو جاز لنا المساواة بين المتقدم والمتأخر – وهذا لا يصح – لقلت:
يصبح إذ ذاك من الوارد أن نعتبر من الصواب قياسا على ورود هذا الشطر أن نتصور قراءة أبيات أمية بن أبي الصلت ومطلعها :
عين بكي بالمسبلات أبا الحا..........رثِ لا تدْخري على زَمَعِهْ
حيث العجز = 1 3 2 3 3 1 3
لتناسب هذا المطلع المحرف:
عين بكي بالمسبلات أبا الحا..........رثِ لا تدْخري على زَمْعِهْ
حيث العجز = 1 3 2 3 3 2 2

وأبيات مختار الوكيل:
بعدوا ما أراهم بعدوا...........بل همو بالممات قد ولدوا
أنجمٌ قدْ زها به بلدي..........سهروا والبغاث قد رقدوا
لا تلمني إذا أنست بهم ..........فهمو سادةٌ لمن جحدوا


تبقى منسجمة مع منطق هذا الموشح والتنظير الرقمي لو جعلناها:

إنهم بالممات أعلامُ.......... فهمو منذ ذاك قد قاموا ( مصرع)
أنجمٌ قدْ زها بها بلدي..........سهروا والبغاث قد ناموا
لا تلمني إذا أنست بهم ..........فهمو سادةٌ لمن راموا



وفي الموشح سعة كما قال أخي محمد .
أنظر إلى هذه الأبيات لابن زيدون:

ويتوالى هذا النمط مجموعات من أربعة أشطر (أبيات) بروي وقافية واحدة يليها شطر يتكرر بذات القافية وذات الروي _( الهمزة)، ولو كتبنا الأبيات على النحو:


خَليلَيَّ إِن أَجزَع فَقَد وَضَحَ العُذرُ = َإِن أَستَطِع صَبراً فَمِن شيمَتي الصَبرُ
وَإِن يَكُ رُزأً ما أَصابَ بِهِ الدَهرُ = فَفي يَومِنا خَمرٌ وَفي غَدِهِ أَمرُ

فإن هذه الصيغة توهم بأن لدينا بيتان كل من شطرين وهذا غير دقيق. لأن آخر الصدر في بحر الطويل لا يننتهي ب 3 4 إلا في حال التصريع في المطلع، كما لا يشترط في آخر الصدر أن يوافق آخر العجز في الروي.

ولو افترضنا أن الشاعر نظم مئة بيت هكذا لم يكن ذلك إلا من مشطور الطويل.
ولنا أن نستنتج أن لكل بحر مشطورا . أي يكون البيت من شطر واحد ( البيت نصف بيت )
فلو قال الشاعر ( وتركيزي على النظم - لا المعنى)

لكان ذلك مشطور البسيط، وكان كل شطر بيتا.