هذا غزل فلسطيني!
له قواعده وأسسه الحزينة.
في قصيدة لاحقة "أعراس" يقول:
هذا هو العرس الفلسطيني!
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا قتيلاً أو شهيد
أما هذه القصيدة فمن شعره المبكر-ديوان عاشق من فلسطين 1966-. وهي بعنوان "مناديل":

محمود درويش
شاعر لم يأت "متسلبطاً" على الشعر الحديث كحال الأغلبية من "شعراء الحداثة" بل له قدم متينة في الشعر العمودي ومعرفة لصيقة بالوزن تتبدى في استعماله أبحراً عسيرة كالبحر السريع في شعر التفعيلة (أمر نادر لم يكد يفعله أحد غيره وانظروا قصيدته الجميلة"جواز سفر") وقد دمج المجتث والخفيف في قصيدة أخرى آتيكم بها لاحقاً إن شاء الله.
وهذه المهارة لا يمكن أن يتعامل معها بإتقان الجيل الجديد من "المثقفين" وهذا ما جعل المغنين كمارسيل خليفة يخطئون لجهلهم في غناء شعره أخطاء لا تغتفر مثل غناء مارسيل لقوله الجميل: وكان جرحي عندهم معرضاً لسائح يعشق جمع الصوروهو "المعرض" بتسكين العين. مارسيل غناها بتشديد الراء وشتان بين المعرض والمعرّض فضاعت الصورة واختل المعنى!.

القصيدة"مناديل"

كمقابر الشهداء صمتك..والطريق إلى امتداد
ويداك...أذكر طائرين يحوّمان على فؤادي
فدعي مخاض البرق للأفق المعبأ بالسواد
وتوقعي قبلاً مدماة.. ويوماً دون زاد
وتعودي ما دمت لي
..موتي وأحزان البعاد!
كفن مناديل الوداع وخفق ريح في رماد
ما لوّحت إلا ودمّ سال في أغوار وادي
وبكى، لصوت ما، حنين في شراع السندباد
ردي، سألتك، شهقة المنديل مزماراً ينادي
فرحي بأن ألقاك وعداً كان يكبر في بعادي
ما لي سوى عينيك، لا تبكي على موت معاد
لا تستعيري من مناديلي أناشيد الوداد
أرجوك! لفيها ضماداً حول جرح في بلادي