مرحبا بالأخوة الأعزاء ،،،،،،،،
أنا سعيد لهذه اللفتة الطيبة من أستاذنا خشان خشان في استذكاره لبعض ما طرحته في كتابي " في نظرية العروض العربي " حول ظاهرة فصل نقرة الوتد الثانية التي لاحظتها في بعض نماذج مغناة من الشعر العامي ولم أجد شاهدا لها في الشعر الفصيح . فأما البيت الذي ذكره الأستاذ خشان وهو قول أبي نواس :
تَرَ أَثراً مِنَ الصَلاةِ بِوَجهي ...... توقِنِ النَفسُ أَنَّها مِن عِبادَه
فأنا مع الأستاذ محمد ب في أن الثاء في ( أثرا ) ساكنة ، والأمر لا يعدو أن يكون ضرورة شعرية لجأ أليها أبو نواس ليتحاشى ما يعرف بورود خمسة متحركات متوالية .
وأما السلاسة التي وجدها الأخ محمد في هذا التوالي فترجع في نظري إلى نمط تلحين هذه القطعة حيث يسري النغم بطيئا في إيقاعه مما يؤدي إلى إطالة زمن نقرة الوتد لتصبح مقاربة لزمن السبب الثقيل .
وترى الأمر نفسه في مثال آخر ذكرته في كتابي وهو قول بيرم التونسي :
الأوله في الغرام والحب ّ شبكوني
والثانية بالإمتثال والصبرِ أمروني

وهي ترجع في تلحينها إلى نمط الموال ، هذا النمط الذي يتميز بالبطء في غنائه مما يؤدى إلى تراخي مقاطع الصوت ويمكن أن تلحظ فيه ظاهرة تحريك ساكن الوتد .