النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: التشريع في الشعر العربي وما يتيحه من أوزان / مادة للحوار

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    53

    التشريع في الشعر العربي وما يتيحه من أوزان / مادة للحوار

    عطفا على تعقيبي على قصيدة الشاعرة زاهية بنت البحر (يا عائدا)،
    http://arood.com/vb/showthread.php?p=33361#post33361
    فقد ارتأيت ادراج الموضوع مستقلا، نظرا لما يتيحه التشريع في الشعر العربي ، من الوقوف على أوزان جديدة، من خلال الوزن الواحد، وقد برع أصحاب المقامات في فن التشريع في الشعر قديما وجاؤوا بالمدهش، وقد وجدت شبيه ذلك لدى شاعرنا ، محمود درويش، رحمه الله،وهذه نماذج أسوقها من مصدر واحد ، وهي على سبيل المثال لا الحصر :
    فَكانَ لِقَلْبي مُهْجَةً وَلِـخاطِري ** صِقالًا رَبا فَوْقَ الصِّقالِ /صِقالَا
    وَكُنْتُ أُسيمُ السَّمْعَ في رَوْضِ نُطْقِهِ ** وَأَسْرَحُ في السِّحْرِ الْـحَلالِ/ حَلالا
    فَلَمْ تَرَ عَيْني بَعْدَهُ قَطُّ قُرَّةً ** وَلا أَلِفَتْ بَعْدَ الْوِصالِ /وِصالَا
    وَلا خَصَّني مُذْ خَصَّني بِوِدادِهِ ** زَمانًا كَأَرْبابِ الْـمِلالِ/ مِلالا
    ( المقامات الزينية / لابن الصيقل الجزري/ ص 269 – 270)
    الابيات من الطويل المحذوف المعتمد ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيلن فعولُ فعولن)وهي مبنية على قاعدة التشريع ، ولو أخذنا من الابيات:
    فَكانَ لِقَلْبي مُهْجَةً وَلِـخاطِري ** صِقالًا رَبا فَوْقَ الصِّقالِ
    وَكُنْتُ أُسيمُ السَّمْعَ في رَوْضِ نُطْقِهِ ** وَأَسْرَحُ في السِّحْرِ الْـحَلالِ
    فَلَمْ تَرَ عَيْني بَعْدَهُ قَطُّ قُرَّةً ** وَلا أَلِفَتْ بَعْدَ الْوِصالِ
    وَلا خَصَّني مُذْ خَصَّني بِوِدادِهِ ** زَمانًا كَأَرْبابِ الْـمِلالِ
    سنجد الوزن هنا ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيلن فعولن)،
    وقد أوردنا وزن الاعجاز كوزن مستقل في عروضنا سابقا ، وعليه قصيدتنا :
    أنا القدس أهديكم سلامي ** أنا القدس في غل العبيدِ
    وقد ورد الوزن قديما أيضا، والسؤال هنا حول جواز الوزن كما هو لدى الجزري
    ( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن / فعولن مفاعيلن فعولن) ، الا يجوز اعتماده وزنا مستقلا هنا؟
    وهذا مثال آخر :
    فَنَحْنُ الْغُيوثُ إِذا اسْتُنْجِعوا ** وَنَحْنُ الرَّبابُ /وَنَحْنُ الرِّبابُ
    وَنَحْنُ الْعِقابُ وَنَحْنُ الْعُقابُ ** وَنَحْنُ الْعِذابُ / وَنَحْنُ الْعَذابُ
    وَنَحْنُ الشَّرابُ وَنَحْنُ السَّرابُ ** وَنَحْنُ الْـحَبابُ/ وَنَحْنُ الْـحُبابُ
    وَنَحْنُ الْـحِبابُ وَنَحْنُ الْـجَنابُ** وَنَحْنُ الْـجِنابُ / وَنَحْنُ الْـجُنابُ
    ( المقامات الزينية / م . ص/ ص 303).
    الشعر هنا من المتقارب التام( فعولن فعولن فعولن فعولن// فعولن فعولن فعولن فعولن) والتزم قبض التفاعيل، الثانية والرابعة والسادسة، والتشـريع جاء على التفعيلة السادسة ، ولو أخذنا من الابيات :
    فَنَحْنُ الْغُيوثُ إِذا اسْتُنْجِعوا ** وَنَحْنُ الرَّبابُ
    وَنَحْنُ الْعِقابُ وَنَحْنُ الْعُقابُ ** وَنَحْنُ الْعِذابُ
    وَنَحْنُ الشَّرابُ وَنَحْنُ السَّرابُ ** وَنَحْنُ الْـحَبابُ
    وَنَحْنُ الْـحِبابُ وَنَحْنُ الْـجَنابُ** وَنَحْنُ الْـجِنابُ
    الوزن هنا لا يمكن وصله واعتباره مجزوء المتقارب ، لان ( فعو / جعوا) في البيت الاول تمنع ذلك، وننظر الوزن على الصورة التالية
    (فعولن فعولن فعولن فعولن// فعولن فعولن)
    ونسأل، ماذا يمنع اعتبار الوزن شكلا يضاف الى أشكال المتقارب؟
    وهذا مثال آخر:
    كَأَنَّها جَنَّةُ الْـمَأْوى وَساكِنُها ** حورٌ حَوَتْ حُسْنَ أَحْكامٍ/ وَإِحْكامِ
    لا يُخْفِضونَ نَزيعًا حَلَّ رَبْعَهُمُ ** بَلْ يَنْصُبونَ بِأَنْعامٍ / وَإِنْعامِ
    فيها الْأَذانُ وَفيها لِلطِّعانِ مَعًا ** مُذْ يَعْرِفونَ بِأَعْلامٍ/ وَإِعْلامِ
    لا يُسْبَقونَ إِلى الْعَلْياءِ إِذْ سَبَقوا** كُلَّ الْأَنامِ بِأَقْدامٍ/ وَإِقْدامِ
    ( المقامات الزينية / م . ص/ ص 574).
    الابيات هنا من البسيط ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ / مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعْلُنْ)، والتشريع جاء على جزء من مستفعلن المتوسطة في الحشو :
    كَأَنَّها جَنَّةُ الْـمَأْوى وَساكِنُها ** حورٌ حَوَتْ حُسْنَ أَحْكامٍ
    لا يُخْفِضونَ نَزيعًا حَلَّ رَبْعَهُمُ ** بَلْ يَنْصُبونَ بِأَنْعامٍ
    فيها الْأَذانُ وَفيها لِلطِّعانِ مَعًا ** مُذْ يَعْرِفونَ بِأَعْلامٍ/ وَإِعْلامِ
    لا يُسْبَقونَ إِلى الْعَلْياءِ إِذْ سَبَقوا** كُلَّ الْأَنامِ بِأَقْدامٍ
    (مستفعلن فاعلن مستفعلن فَعِلُنْ //مستفعلن فاعلن مستفْ// فَعْلُنْ)، ووزن العجز من أشكال مقبول حازم القرطاجني ، وهو ما ينسب خطأ للدكتور عمر خلوف باسم ( لاحق خلوف)، والسؤال هنا ، ألا يمكن اعتبار الوزن الناتج بالتشريع شكلا من أشكال البسيط؟
    وهذا مثال آخر:
    لَـحاكَ اللهُ مِنْ عُمْرٍ عَميمِ ** تَقَضَّى بِالدَّميمِ/ وَبِالدَّميمِ
    وَإِزْعاجي الْأَوابِدَ في الْفَيافي ** وَشُرْبي لِلذَّميمِ /مِنَ الذَّميمِ
    وَتَقْريعِ الْقَريعِ مَتى لَـحاني ** وَتَـجْريعِ الْـحَميمِ/ مِنَ الْـحَميمِ
    وَإِظْهارِ الْـمَساوي لِلْمُساوي** وَإيصالِ الرَّسيمِ/ إِلى الرَّسيمِ
    وَإِتْحافِ الْـمَزايا بِالرَّزايا ** وَإِلْـحاقِ الْكَليمِ/ إِلى الْكَليمِ
    وَخَوْضي لِلْمَناهي وَالْـمَلاهي ** وَفَتْكي في الظَّليمِ/ مَعَ الظَّليمِ
    ( المقامات الزينية / م . ص/ ص 590)،وللابيات تكملة .
    الشعر هنا من الوافر ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن // مفاعلتن مفاعلتن فعولن)، مع استعمال العصب، والتشريع وقع على جزء من (مفاعلتن) المتوسطة المعصوبة في الاعجاز :
    لَـحاكَ اللهُ مِنْ عُمْرٍ عَميمِ ** تَقَضَّى بِالدَّميمِ
    وَإِزْعاجي الْأَوابِدَ في الْفَيافي ** وَشُرْبي لِلذَّميمِ
    وَتَقْريعِ الْقَريعِ مَتى لَـحاني ** وَتَـجْريعِ الْـحَميمِ
    وَإِظْهارِ الْـمَساوي لِلْمُساوي** وَإيصالِ الرَّسيمِ
    وَإِتْحافِ الْـمَزايا بِالرَّزايا ** وَإِلْـحاقِ الْكَليمِ
    وَخَوْضي لِلْمَناهي وَالْـمَلاهي ** وَفَتْكي في الظَّليمِ
    الوزن الناتج من التشريع ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن // مفاعيلن فعولن)
    باعتبار مفاعلتن الاولى في الاعجاز جاءت كلها معصوبة، والسؤال، ماذا يمنع من عد هذا الوزن الناتج شكلا مستقلا يضاف الى الوافر ؟.

    قصيدة/ اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْـجَميلات/ محمود درويش

    جاءت القصيدة على بحر المتدارك ، دون التزام بعدد محدد للتفاعيل في كل بيت ، بل تراوح العدد بين (6 – 10 ) تفاعيل ، وقد التزم فيها التشريع كما في قصيدة سابقة له ، بفارق ان التقفية الأولى هناك، جاءت بعد التفعيلة الرابعة ، وهنا جاءت التقفية في تفعيلة العروض ، وننقل القصيدة ثم نسجل استنتاجنا :
    (اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْـجَميلاتُ ** [ نَقْشُ الْكَمَنْجاتِ فـي الْـخاصِرَهْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الضَّعيفاتُ ** [ عَرْشٌ طَفيفٌ بِلا ذاكِرَهْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْقَوِيَّاتُ ** [ يَأْسٌ يُضيءُ وَلا يَـحْتَرِقْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْأَميراتُ ** [ رَبَّاتُ وَحْيٍ قَلِقْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْقَريباتُ ** [ جاراتُ قَوْسِ قُزَحْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْبَعيداتُ ** [ مِثْلَ أَغانـي الْفَرَحْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْفَقيراتُ ** [ كَالْوَرْدِ فـي ساحَةِ الْـمَعْرَكَهْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْوَحيداتُ ** [ مِثْلَ الْوَصيفاتِ فـي حَضْرَةِ الْـمَلَكَهْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الطَّويلاتُ ** [ خالاتُ نَـخْلِ السَّمـاءْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْقَصيراتُ ** [ يُشْرَبْنَ فـي كَأْسِ ماءْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الْكَبيراتُ ** [ مانْـجو مُقَشَّرَةٌ وَنَبيذٌ مُعَتَّقْ]
    اَلْـجَميلاتُ هُنَّ الصَّغيراتُ ** [ وَعْدُ غَدٍ وَبَراعِمُ زَنْبَقْ]
    اَلْـجَميلاتُ، كُلُّ الْـجَميلاتِ، أَنْتِ ** إِذا ما اجْتَمَعْنَ لِيَخْتَرْنَ لـي أَنْبَلَ الْقاتِلاتْ
    هنا يمكننا أن نعتبر صدور الابيات قائمة بذاتها ، واخر تفعيلة فيها مقطوعة (فاعِلْ) وهذا يوجب اشباع حركة التاء في كل منها ، ونسجل اوزان الاعجاز ، ففيها مجموعة من الاوزان ، وسبق ان قلنا في غير هذا المقام ، ان الوقف عند محمود هو علامة مقصودة ، وكما يقول هو (والوزن ليس واحدا، ولو كانت له العروض نفسها). نأخذ الان أعجاز ، لنرى الاوزان فيها .
    [ نَقْشُ الْكَمَنْجاتِ فـي الْـخاصِرَهْ] – (مستفعلن فاعلن فاعلن) مقبول حازم.
    [ عَرْشٌ طَفيفٌ بِلا ذاكِرَهْ] - (مستفعلن فاعلن فاعلن) مقبول حازم.
    [ يَأْسٌ يُضيءُ وَلا يَـحْتَرِقْ] – (مستفعلن فَعِلُنْ فاعلن) مقبول حازم.
    [ رَبَّاتُ وَحْيٍ قَلِقْ] – ( مستفعلن فاعلن) سريع.
    [ جاراتُ قَوْسِ قُزَحْ] - ( مستفعلن فَعِلُنْ) سريع/أو كامل أحذ.
    [ مِثْلَ أَغانـي الْفَرَحْ] – ( مُسْتَعِلُنْ فاعلن) سريع.
    [ كَالْوَرْدِ فـي ساحَةِ الْـمَعْرَكَهْ] - (مستفعلن فاعلن فاعلن) مقبول حازم.
    [ مِثْلَ الْوَصيفاتِ فـي حَضْرَةِ الْـمَلَكَهْ] – (مستفعلن فاعلن فاعلن فَعِلُنْ).
    [ خالاتُ نَـخْلِ السَّمـاءْ] – ( مستفعلن فاعلان) سريع.
    [ يُشْرَبْنَ فـي كَأْسِ ماءْ] - ( مستفعلن فاعلان) سريع.
    [ مانْـجو مُقَشَّرَةٌ وَنَبيذٌ مُعَتَّقْ] – (مستفعلن فَعِلُنْ فَعِلُنْ فاعلاتن).
    [ وَعْدُ غَدٍ وَبَراعِمُ زَنْبَقْ] – (مُسْتَعِلُنْ فَعِلُنْ فَعِلاتُنْ) مقبول حازم.
    [إِذا ما اجْتَمَعْنَ لِيَخْتَرْنَ لـي أَنْبَلَ الْقاتِلاتْ] – (فعولن فعولُ فعولن فعولن فعولن فعولْ) متقارب مجزوء.
    والسؤال : هل كان الشاعر يقصد هذا التنوع تحديدا ، سواء هنا ، أو في شعره السابق من هذا النمط ؟، نحن نرجح هذا الامر ، ونرى انه قصده تحديدا ، اذ اراد ان ينوع كما نوع في الشعر الدائري وقصيدة الدائرة، وما يبرز كل ذلك هو علامة الوقف.
    نشير إلى أن كلمة (الجميلات ) في الابيات وردت مع اثبات الهمزة (أَلْـجَميلاتُ)، والصواب كما أثبتناها.

    ارجو تعديل الموضوع كما في الرابط
    http://belahaudood.org/vb/showthread...4970#post94970
    التعديل الأخير تم بواسطة محمود مرعي ; 08-17-2010 الساعة 10:23 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط