تستطيع أن تتفق على طريقة لكتابة الهمزة حتى لو كان الاستعمار موجوداً!

لأجل توحيد المناهج العربية وتوحيد طرق الكتابة لا تحتاج إلى أن تصرخ بأعلى صوتك يا ابن الحلال قائلاً إن الأعداء يتآمرون على العربية وإلى آخره.فإن الاتفاق على طريقة واحدة لكتابة الهمزة بين العرب لا يلزمه عناء طويل وشتائم للحكومات والصهيونية والاستعمار وإلى آخره!
إلى الآن أنت لا تستطيع أن تقول: هذه طريقة كتابة الهمزة إذ يخالفك في الكتابة لا الطلاب الصغار بل العلماء الفطاحل!
وليس كل شارع وسخ في مدننا الاستعمار سبب وساخته!
هذا مع التأكيد الدائم طبعاً أن الاستعمار هو حقاً نشيط وفعال ويريد أن لا يبقى من عوامل وحدتنا الداخلية شيء.
ولكن هل كل شيء يجب أن نعيده إليه؟
حين بدأت بدردشة حول ما بدا لي من مشاكل في تعلم طلابنا للغة العربية وجدت ميلاً غامراً عندنا إلى طرح الأمور بشكل هجائي وتحويل المسائل إلى معركة مع الأعداء المتآمرين.
وبهذا لن يحل شيء من أمورنا أبداً.
تستطيع شوارعنا أن تكون مرتبة نظيفة حتى مع وجود الاستعمار!
ويمكن لنا أن نعلم طلابنا بشكل أفضل يزيل في المجتمع القابلية للاستعمار وهي أسوأ من الاستعمار نفسه لأنها هي التي تجلبه وتمهد له دون أن نكون مضطرين إلى تحويل النقاشات عن الإجراءات العملية سواء في التربية أو في نظام البلديات أو في سلوك المواطن حين يقف بالدور إلى نقاش سياسي بل إلى ما هو شر من ذلك: إلى مهرجان خطابي تلقى به القصائد الحماسية.
لنفكر قليلاً فيما يمكن أن نعمله حتى مع وجود حكومات فاسدة وقوى أجنبية متآمرة.