أهلاً وسهلاً بك يا أخي الأستاذ حسن صلاح .
ما أحوجنا لتناول العروض بنظرة شاملة , ونضع أيدينا على الغموض والضبابية فيه .
أخي حسن , ليس الموضوع كما تفضلت به , فالزحاف مهما كان قبيحاً , فهو يصلح كبديل لأصل التفعيلة , ولكن متى وكيف ؟؟
هذا هو الموضوع الذي نريد علاجه .
وتضمن الشرح السابق التفعيلة ( متعلن ) كتفيلة مكروهة الآستعمال , وقبيحة النطق .
وسؤالنا هو :
لماذا نقول عن (( وكتبوا )) مرة قبيحة ومرة ثقيلة ومرة مكروهة , ؟؟؟
أليست هي كلمة عربية , بلفظها الممتع الذي لا يوجد به تعقيد لفظي ؟؟

لآ أظن إنها قبيحة , ولا أظن أنها مكروهة بلفظها العادي اللغوي , ولا يجب أن نطلق عليها اللقب الخليلي ( مخبول ))) لأنها غير مخبولة في اللغة الدارجة والمحكية , إذن أين الإشكال يا صاحبي ؟؟؟

المشكلة إذا كانت كلمة (( وكتبوا (ب ب ب ــ )) كلمة لغوية غير شعرية , فليس لنا عندها أي حق في الاتهام بخبلها أو كراهيتها أو بقبحها .
ولكن عندما تدخل الشعر , فإن للفظها طعم آخر , وصوت آخر , وإيقاع آخر , هذه الكلمة التي تمثل القالب الأصلي (( مستفعلن )) يجب أن تعود إلى وزنها الرباعي الموسيقي , أي يجب أن تعادل في لفظها ( جملة موسيقية زنتها يساوي زنة أربعة أسباب تامة .

لكن وجودها على الحروف التي هي فيها, فإن عدد حروفها ينقص عن عدد أصلها بمقدار ( سبب ونصف )) , وينقص زمنها اللفظي بمقدار وحدة زمنية ونصف , فكيف نعوض هذا الزمن وهذه المقاطع , لتلحق بالوزن الرباعي الموسيقي ؟
والجواب , لا يمكن أن تتزن مع أصلها في الوزن الرباعي إلا بمط الحروف أو بالصمت بعد لفظ الحرف , مما يثقل علينا ذلك , فسميت عندئذٍ بالمخبولة والمكروهة والقبيحة ؟
مما أوجب القول بأن :
(ب ب ب ــ ( 1 1 1 2 ) لا تساوي ــ ــ ب ــ ( 2 2 1 2 )ولا تتزن مع أصل التفعيلة , إلا بعد المعالجة الصوتية والتعويض في الكم المقطعي والكم الزمني معاً .

شكراً لك يا أخي الأستاذ حسن
تحياتي
غالب احمد الغول