[QUOTE=غالب أحمد الغول;32436]
أخي الأستاذ الفاضل خشان :

أنا أعرف بأنك ــ يا عزيزي ـ تعلم النبر , وتفهم ما أقوله , واطلعت على كثير من المختصين بالنبر , ولكنك تريد أن ترهقني أكثر فأكثر [/QUOTE]


أقسم لك يا أخي وأستاذي الكريم أن معرفتي بالنبر وإحساسي به حتى الآن يقتصر على ما يلي

1 – نبر كما في الإنجليزية يقوم عليه الوزن كليا ولا أستشعره
2- نبر في العربية يقتصر على أمرين
أ – طريقة الكلام ففي المشرق نلفظ كلمة ( العربية) وفي المغرب يلفظون كلمة ( العربية ). وكذلك كما يلفظ أهل الكويت كلمة ( قشمرة ) مختلفة في اللهجة عن طريقة لفظنا لها، والاختلاف في لهجة النطق هذا هو ما أحس به. ولا أدري إن صح اعتباره نبرا أم لا.
ب – نبر متعلق بالمعنى وإبرازه كأن تخاطب شخصا مرة بقولك ( من القائل ؟ كذا وكذا ) وأنت تسفسر ولا تعرف من القائل. وأخرى تخاطب شخصا بقولك ( من القائل ؟ كذا وكذا ) وأنت تعرف أنه هو القائل وإنما تؤنبه بذلك.

جـ_ وأني لا أحس به كما تفضلت بشرحه ذا علاقة بوزن الشعر العربي، ولست الوحيد في ذلك. فهذا الأستاذ سليمان أبو ستة يقول وفي السياق الذي يتفق مع ما ذهبت إليه من أن النبر ذو علاقة بالمعنى لا بالوزن :

http://arood.com/vb/showpost.php?p=2815&postcount=3

وسأطرح إحساسي بالنبر الشعري في المثال المصنوع التالي :
كَتَبَ الكِتابَ وَلَيتَهُ كَتَبا............كُتُباً فَقَد كَتَبا الكِتابَ هُما
الشطر الأول طبيعي ولا يبدو عليه اضطراب في موسيقاه ، أما الشطر الثاني فيبدو مضطرب الإيقاع في موضعين ، الأول : في قولنا " كتبا الكتاب " ، حيث يبدو النبر قويا على حركة المقطع المديد ، وبهذا النبر القوي يميز المستمع بين حالة المفرد في " كتب الكتاب " وبين المثنى في " كتبا الكتاب ".
ولما كان الأستاذ غالب الغول يؤثر إنشاد بحر الكامل بجعل النبر على السبب الخفيف الثاني من ( متفااااااعلن ) فمعنى هذا أنه لا يجد الشطر السابق مضطرب الإيقاع .
وأما الموضع الثاني فهو في قولنا : " الكتاب هما " ، ومرة أخرى ، يرى الأستاذ الغول أن النبر ملتصق بالسبب الثاني وهو ( مااااا ) في هما . وعليه ، فليس ثمة اضطراب عنده في ضرب البيت بينما أرى أن الاضطراب واضح فيه وسببه أن المقطع المنبور هو محل السبب الخفيف وهو ( بَ ) من "الكتاب هما " . ولما كانت كلمة ( الكتاب ) لا تحتمل نبرا قويا على مقطعها الأخير نشأ الشعور باضطراب الإيقاع نظرا لتباعد النبر اللغوي للكلمة عن نبرها الشعري .

كنت أحاول أن أبين بالأمثلة لك ما يحول دون إحساسي الصادر من انطلاقي من الرقمي بدور للنبر مقرر في الوزن، والذي أتوقع أن كثيرا من أهل الرقمي يقف ذات الحائل بينهم وبين فهم دور النبر في الوزن . لعلك تجد سبيلا يجعلنا نفهمه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت أسئلتي ومتابعاتي إظهارا للتجاوب مع ما تكتب وتقديرا لك.

وتقول إني إنما أريد أن أرهقك أكثر فأكثر.

لك أن لا تصدقني رغم أني أقسمت لك، ولكن لي عليك في هذه الحالة أن تسامحني فقلبك كبير.

لعلي أسير فكرةٍ مسبقة حالت دون تلمسي لما تطرح على الوجه الذي تتبنى، ولعل الأستاذ سليمان أبو ستة كذلك. ها أنذا أتوقف وأقف مستمعا مراقبا والمنتدى منتداك ومشاركوه كلهم يطلب الحقيقة فلعل بعضهم يتخرج على يديك في هذا المجال وينفع الله بك وبهم. أتمنى لك التوفيق. وأقترح عليكفي الحالة هذه أن تبدأ بتعليم مبادئ منهجك ثم ترتقي في تطبيقاته.
والله يرعاك.