في انتظار رد الأستاذ خشان على الأسئلة المطروحة ،

أود أن أشارك هنا بما أراه ، انطلاقا من تجربتي في دراسة العروض الرقمي :

إن اعتراضك، أستاذ محمود مرعي ،عن الأرقام ، يدفعني للقول أنها ليست إلا

طريقة أو وجه آخر للتفاعيل لا تخرج عن العروض الخليلي في فكرته و أصله ،

و هي طريقة وجدتُها ميسِّرة لإتقان العروض بدل صعوبة المصطلح في العروض التفعيلي .

و ليس مهما أن نعبر عنها بالأرقام أو الرموزأو الرسوم أو حروف أو أي شيء آخر ،

فهي مسألة شكلية فقط .

لكن يختلف الأمر إن أتت هذه الرموز خارجة عن نسق العروض التفعيلي - و هذا يمس الجوهر-

كما جاء في جديدك، الذي لا يمكن بأي حال نسبته للخليل كمرجعية .

و أعتقد أنه حتى لو كان هناك شاهد من الشعر على هذا

الخروج عن القاعدة ، فلا يمكن الاعتداد به ، بل يعتبر ببساطة من الشواذ

كما هو وارد في الكثير من الشعر ، في جوانب كثيرة من العروض .

و هذا ما يحدث في اللغة و في علوم أخرى ..

خلاصة فكرتي ، أن الأرقام هي مجرد وسيلة للتعبير عن العروض الخليلي ، تحترم فكرته

و تلتزم دستوره ، و لا تخرج عنه، و هي مكافئة للتفاعيل تماما باعتبارها وسيلة للدراسة ،

و تزيد عنه بكونها تعطي نظرة شاملة عن العروض ، ليست تجزيئية و تعويمية كما في التفاعيل ،

و هذا مما يجعلها أوسع نطاقا ، و أشمل معرفة ،

كما أنها توفر للدارس تجردا يفتح آفاقه لإدراك شامل لفكر الخليل رحمه الله تعالى.

و أي شذوذ ، سيعطل منطق الخليل و يخرج عليه ، سواء عبرنا عنه بالأرقام أو التفاعيل .

متابعة لهذا الحوار العلمي المفيد .