رسالة من الإيميل :


قصّة المحتال وزوجته بالغة في تعبيرها عن واقع العرب في تعاملهم مع دولة يهود، ومع العالم الغربيّ الّذي أسّسها لهم على ساحل بحر الرّوم، ( البحر الأبيض )، وأقام لها حبلاً سُرِّيّاً ينقل إليها مِنْ خلاله المال والرّجال والسّلاح على مدار السّاعة، كيْ تظلّ العصا التي يهُشَ بها الرّاعي على الغنم! اقرأوا هذه القصّة.



قرّر المحتال وزوجته الدّخول إلى
مدينة قد أعجبتهم ليُمارسا أعمال
النّصب والاحتيال على أهل المدينة.

في اليوم الأوّل : اشترى المحتال
حمـــاراً وملأ فمه بليراتٍ من
الذّهب رغماً عنه، وأخذه إلى حيثُ
تزدحم الأقدام في السّوق.

لمح الحمـــار مُراهقةً في السّوق فنهق
فتساقطت النّقود من فمه ... فتجمّع
النّاس حول المحتال الذي أخبرهم أنّ
الحمــار كلّما نهق تتساقط النّقود
من فمه.

من دون تفكير بدأت المفاوضات حول
بيع الحمــار، فاشتراه كبير التّجّار
بمبلغ كبير، لكنّه اكتشف بعد ساعات
بأنّه وقع ضحيّة عمليّة نصب غبيّة،
فانطلق فوراً إلى بيت المحتال،
وطرقوا الباب، فقالت زوجته إنّه غير
موجود.

لكنّها ستُرســـلُ الكلب الّذي سوف يحضره
فــــــوراً . فعلا أطلقت الكلب
الذي كان محبوساً، فهـــرب لا يلوي
على شيء، لكنّ زوجها عاد بعد قليل
وبرفقته كلبٌ يشبه تماماً الكلب الذي هرب.

طبعاً نسوا لماذا جاؤوا أصلاً، ففاوضوه
على شراء الكلب ، ثمّ اشتراه أحدهم
بمبلغٍ كبير طبعا، ثم ذهب إلى البيت
وأوصى زوجته أنْ تُطلقه ليحضره بعد
ذلك، فأطلقت الزّوجة الكلب لكنّهم لم
يروْه بعد ذلك.

عرف التّجّار أنّهم تعرّضوا للنّصب مرّةً
أخرى، فانطلقوا إلى بيت المحتال،
ودخلوا عنْوةً، فلــم يجــدوا سوى
زوجته ، فجلسوا ينتظرونه، ولمّا جاء
نظر إليهم ثمّ إلى زوجته ، وقــــال
لها: لمـــاذا لم تقومي
بواجبـــات الضّيافة لهـــؤلاء
الأكـــارم؟؟ فقالت الزّوجة : إنّهم
ضيوفك فقم بواجبهم أنت،
فتظاهر الرّجل بالغضب الشديد،
وأخــرج من جيبه سكّيناّ مزيّفاً من
ذلك النّوع الذي يدخل فيه النّصْل
بالمقبض، وطعنها في الصّدر حيث كان
هناك بالونٌ مليئٌ بالصّبغة
الحمراء، فتظاهرتْ بالموتْ.

صار الرّجال يلومونه على هذا
التهوّر فقال لهم :لا تقلقوا ... فقد
قتلتُها أكثر من مرّة وأستطيعُ
أعادتها للحياة، وفوراً أخرج مِزْماراً
من جيبه وبدأ يعزف، فقامت الزّوجة
على الفور أكثر حيويّةً ونشاطاً،
وانطلقتْ لتصنع القهوة للرّجال
المدهوشين.


نسى الرّجال لماذا جاءوا أصلاً، فصاروا
يفاوضونه على المِزمار حتى اشتروْه
بمبلغٍ كبير، وعاد الّذي فاز به
وطعن زوجته، وصار يعزف فوقها ساعات
فلمْ تصحُ، وفي الصّباح سأله التّجّار
عما حصل معه، فخاف أنْ يقول لهم أنّه
قتل زوجته، فادّعى أنّ المِزمار يعمل،
وأنّه تمكّن مِنْ إعادة إحياء زوجته،
فاستعاره التّجّار منه .... وقتلَ كلٌّ
منهم زوجته .

بالتّالي ...طفح الكيْلُ مع التّجّار ،
فذهبوا إلى بيته، ووضعوه في كيس،
وأخذوه ليُلْقوه في البحر. ساروا حتّى
تعبوا، فجلسوا للـــرّاحة فنــاموا.

صار المحتال يصرخ من داخل الكيس ،
فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب
وجوده داخل كيس بينما هؤلاء نيام، فقال
له بأنّهم يريدون تزويجه من بنت
كبير التّجّار في الإمارة، لكنّه يعشق
ابنة عمّه ولا يريد بنت الرّجل
الثّريّ، طبعا ... اقتنع صاحبنا
الرّاعي بالحلول مكانه في الكيس
طمعاً في الزّواج من ابنة تاجر
التّجّار، فدخل مكانه، بينما أخذ
المحتال أغنامه، وعاد إلى المدينة .

ولمّا نهض التّجّار من نومهم ذهبوا وألْقَوْا
الكيس بالبحر، وعادوا إلى المدينة
مرتاحين. لكنّهم وجدوا المحتال
أمامهم، ومعه ثلاثمئة رأسٍ من الغنم،
فسألوه، فأخبرهم بأنّهم عند ما ألقَوْه
في البحر، خرجت حوريّة وتلقّتْه وأعطتْه
ذهباً، وغنماً، وأوصلته إلى الشّاطيء.

أخبرته بأنّهم لو رمَوْه بمكانٍ أبعد
عن الشّاطيء، لأنقذتْهُ أختها الأكثر
ثراء الّتي كانت ستنقذٌه وتُعطيه
آلاف الرّؤوس من الغنم ...وهي تفعل
ذلك مع الجميع.


كان المحتال يحدّثهم، وأهل المدينة
يستمعون، فانطلق الجميع إلى البحر
وألْقوا بأنفسهم فيه. (عليهم العوض)

فصارت المدينة بأكملها ملكاً
للمحتال.


الممثّلون

المحتال = إسرائيل

زوجة المحتال = الغرب

أهل المدينة = العرب