نادرة من كتاب البخلاء للجاحظ
قصّة شيخٍ من أَهْلِ البَصْرَة

" قال : اشتكيتُ أيّاماً صــدري مـن سُعال كان أصَــابني.. وكَرِهْــتُ الكُلفةَ. ورجَوْتُ العافيةَ. فبينما أنــا أدافع الأيّام إذ قال لي بعضُ المُوَفَّقِينَ: عليكَ ماءَ النُّخالة فاحْسُه.. فَحَسَوْتُ فإذا هو طيِّــبٌ جدّا، وإذا هو يَعْصِمُ ، فما جُعت ولا اشتهيتُ الغذاء في ذلك اليوم إلى الظّهر.. ثُمَّ مــا فرَغْتُ من غذائي وغَسْلِ يديّ حتّى قارَبتُ العصر فلمّا قرُبَ وقت غذائي من وقت عشائيَ طويتُ العشاء وعرفت قصدي. فقلت للعجوز: لمَ لا تَطبُخِينَ لعيالنا في كلّ غَــدَاةٍ نُخالة؟ فإنَّ مــاءها جلاء وقُوتها غِذَاء وعِصْمَة ثمّ تجَفّفين بعدُ النّخالة فتعود كما كانت."