مع الأسف كنت اقترحت على أخي مؤسس هذا المنتدى أن يفرع منه صفحة خاصة لقضايا العربية وفعل بكرمه المعهود ولكن شاءت الانشغالات أن لا أكون السباق للكتابة بل سبقني أخوة كرام وعلى كل حال هم قوم سبقوني فيما مضى إلى كل مكرمة فلا غرو!
وعلى أنني كنت أتمنى أن نتداول في هذه الصفحات شؤون العربية وشجونها، لا الشجون النظرية فقط بل العملية، والفقير لله ليس أكثر من محب لهذه اللغة العظيمة، وأرجو أن أجتهد فيصيبني من هذا الحب أكثر مما أصاب الشاعر الذي أمسك الماء فخانته فروج الأصابع!

مسائل كثيرة تطرح في هذا السياق، تطرح منذ القديم ولكن العرب على عادتهم يرون المشاكل ويحارون في إيجاد السبل العملية لحلها سأذكر بعضها:
1- مشكلة الضعف في الفصحى... ومشكلة إخفاق التعليم.
2- هجوم دعاة العامية واللغات الأجنبية المنظم. والموقف الذي يجب اتخاذه من العاميات العربية.
3- مشكلة الكتابة وعدم التحريك مما يسبب مشاكل في النطق الصحيح.
سأتكلم قليلاً عن المسألة الأولى:
نشأ الفقير لله في سوريا وهي بلد يهتم بالعربية ويكرس لها أكبر قدر من ساعات التدريس، ويجعلها مادة مرسبة ومع ذلك: من المذهل أن الغالبية الساحقة من خريجي الجامعات السورية لا تستطيع الكتابة دون ارتكاب أخطاء نحوية بدائية كما يقال ، بل وإملائية بسيطة للغاية.
كان فطاحل الجيل القديم يأخذ الواحد منهم مثلاً على الأستاذ محمد كرد علي استعماله لكلمة "أحفاد" جمعاً لحفيد، باعتبار أن الصحيح "حفدة"!
يا ليت شعري ما كان عسى هذا الفطحل قائلاً وهو يشاهد من جيلنا من يرتكب لا الأخطاء القواعد النحوية والصرفية بل الأخطاء المنطقية التي لا يرتكب مثلها ابن العامية إذ هي لا تخص الإعراب بل تخص التركيب المنطقي العقلي للكلام!
ألم تسمعوا رئيسنا المحبوب عرفات وهو يقول: "إن هازا القرار التي اتخزته حكومتكم هو قرار..."
لم أتضايق منه طبعاً لقلبه الذال زاياً إذ الحروف اللثوية مما يستعصي عليينا في بلاد الشام (المدن وليس البادية والقرى المتأثرة بلهجة البدو) وعلى إخوتنا المصريين إلا بتدريب طويل..
وإنما على أنه نسب الاسم الموصول لما بعده وليس لما قبله كما يقتضي المنطق (وليس القواعد!) .
وبالمثل استغربت أن بلداً كالسعودية في منهاجها الدراسي كل هذه المواد الحافلة بالفصحى الأصيلة ومع ذلك يخرج من مدارسها ويتخرج من جامعاتها من لا يعرف كتابة الهمزة، ومن يضيف ياء لكاف المخاطبة: لغة "رأيتكي".