أرى الوقت مبكراً بالنسبة لي للحكم على قصيدة تفعيلة من الشعر النبطي لأنني لم أبدأ دراسة بحور الشعر النبطي. ولكن، كون القصيدة فعلاً كما سمعتها وكما قرأتها جاءت على تفعيلة بحر الرمل ومن ثم انتقلت إلى الرجز. هذا الانتقال من وزن إلى وزن، نلاحظ بأنه دفقة شعورية فيها الكثير من العفوية مع تمكن الشاعر منها. وعاد في السطرين الأخيرين إلى ذات الوزن ( الرمل)
لم أدرس بحور الشعر الخاصة بالنبطي ( أي تلك التي لاتشترك مع بحور الشعر الفصيح ) ولكني أعلم بأنها تمزج أكثر من تفعيلة واحدة. إذن هي تخرج من شعر التفعيلة النبطي. وأيضاً هذا يعني أن شعر التفعيلة النبطي كما لمسنا حتى هذه اللحظة، يتبنى مبدأ شعر التفعيلة الفصيح وهو كتابة القصائد على البحور الصافية القائمة على تفعيلة واحدة. وفي شعر التفعيلة الفصيح، هناك مزج بين التفعيلات في القصيدة الواحدة ولكن ليس بشكلٍ فوضوي. شعر التفعيلة يعتمد على إحساس الشاعر بانتهاء المقطع الشعري أو الدفقة الشعورية. هنا ينتهي وزن المقطع. في المقطع الذي يليه هو يعيش حالة شعورية تدخل في أجواء ذات القصيدة ولكن بإحساس جديد. تطوُّر القصيدة يفرض وزناً جديداً أحياناً. أما أن يخلط الشاعر كل سطر وزن دون مبرر فقط للتغيير والتفنُّن بالأوزان أو يستخدم بحوراً غير صافية مثل الهجيني أو المسحوب أو الطويل. هنا يخرج عن نطاق شعر التفعيلة والشعر العمودي معاً.