الأستاذة رباب محمد مصطفى مشاركة في إحدى المجموعات الأدبية.

وصلني أحد نصوصها فدعوتها لمنتدانا فلبت مشكورة.

الأخت الكريمة رباب ،

أهلا ومرحبا بك، وهذه صفحتك للدورة الأولى

http://arood.com/vb/showthread.php?p=26637#post26637

وللمشاركين الكرام هذا تعريف بالأستذاة رباب :


رباب محمد الخطيب ...................... rababkhateeb@gmail.com


انا معلمة لغة عربية منذ خمسة عشر عاما واتمنى ان اجد مجالا مناسبا لتنمية موهبتي الادبية واليكم سيرتي الذاتية
سيرة ذاتيّة

الاسم : رباب محمد مصطفى الخطيب
مكان وتاريخ الولادة : عمان ، 28/10/1972
الجنسية : الأردنية
الديانة : الإسلام
المؤهل العلمي : بكالوريوس
وهذا نموذج آخر من اعمالي
بسم الله الرحمن الرحيم

مقالة أدبيّة
السّوبر ستار أكاديمي
وضياع الثقافة

1) من برأيكِ سيحظى بالعدد الأكبر من الأصوات الليلة ؟

2) من سيخرج الليلة من السوبر ستار ؟

3) هل من العدل أن يخرج فلان من ستار أكاديمي وهو صاحب أجمل صوت ؟

4) هل شاهدت َ برنامج السوبر ستار أمس ؟ لقد فاتتني الحلقة ، ولم أعرف من فاز .

5) أرأيتِ خفّة دم فلان أمس ؟

6) ما أسوأ حظي . لقد تعطّل الستلايت ، ستفوتني حلقة الليلة من ستار أكاديمي . ماذا أفعل ؟ سأموت إن لم أشاهده .

أسئلة وأسئلة تدور وتدور ، لم نعد نسمع غيرها ، حفظتها آذاننا عنوة ، وأضحت وكأنّها طقوس أو مراسم أو ما شابه . لا ينطق شباب وشابات هذا العصر بغيرها . فقد أصبحت الهمّ الأوّل والأخير في حياتهم ، بل هي جلّ اهتمامهم ، وسبب أنسهم وأرقهم .

كلّ من يتابع هذه البرامج العنكبوتيّة يقضي أمام التلفاز السّاعات الطّوال غير آبه بما يضيع من ساعات عمره ، يقتل فيها الوقت الثمين الذي كان من الممكن الاستزادة فيه ممّا تحويه الكتب من كنوز ومعارف باختلاف قيمتها وتنوّع موضوعاتها .

والمصيبة العظمى أنّ هذه البرامج وما شابهها لا تنتهي بنصف ساعة أو ساعة بل يستمر بعضها أياماً وأياماً ينتظر أبطالها فارس الأحلام بلهفة قد تقل عن لهفة الجمهور . وهكذا يُفني المتفرّجُ حياته ونشاطه وجهده العقليّ . فهي كالمخدّر يتجرّع منه المدمن حتى لا يكاد يستطيع الاستغناء عنه .

وكلّ من جرّه فضوله للاطّلاع على مثل هذه البرامج ، وسمح لنفسه أن يذوق سمّها ، حكم على ثقافته بالإعدام ، وعلى عقله بالجمود والاستسلام . فأوّل جرعة تكون بنظرة خاطفة ، ثم يدفعه الفضول لمعرفة جنسيّات المتسابقين ، ثم الاستماع لصوت أجمل واحد منهم ، ثم المقارنة بين هذا وذاك ، ثم التفكير بالنتائج . حتى يجد نفسه مضطرّاً لأخذ جرعة مضاعفة ، وهي التصويت لهؤلاء المتنافسين الذين أصبحوا يشكّلون جزءاً مهماً في حياته ، وكيف لا وهو يقضي معهم من الوقت أكثر مما يقضي مع عائلته ، فكيف ستهون عليه العشرة بعد أن تعرّف إليهم وإلى صفاتهم وتصرّفاتهم . هاهم أصبحوا كإخوته لا تخفى عليه منهم خافية . ولم لا وهم تحت المجهر صباحاً و مساء ، في شربهم وأكلهم ، في نومهم وصحوهم ، والآن هل يعقل أن يدير لهم ظهره . لن يطاوعه قلبه أن يخون أمانة التصويت ، لن يتخلّى عنهم في آخر المطاف لن يتمكّن من التهرّب من انتظار مصيرهم .

وماذا بعد هذا ؟ الجواب معروف ، سيجد هذا الوفيّ نفسه محصوراً في حلقة لا يستطيع الخروج منها حتى تُفتح هي بانتهاء البرنامج إن انتهى . هاهو أضحى أسيراً لدى فضوله ، عبداً لأهوائه ، خالي الذّهن إلّا من صوت فريد ووجه جديد .
أضحى هذا المتعب معدوم الثقافة ، محدود التفكير ، لا يملك حصيلة يُجالسُ بها أهل الاطّلاع والثقافة وهم قلّة نادرون . فيجد نفسه يبحث عن جليس ، فلا يجد إلّا عاشقاً لهاوٍ غنائيٍّ جديد . يمضي معه الساعات الطّوال ، كلاهما يعيد ويكرّر ما يقوله صديقُه ، فلا جديد ، ولا مفيد .

وهكذا تتدفّقُ من المجتمع أجيالٌ ذات ميولٍ واحد ، وعقل واحد ، وفكر جامد . لسان حالهم تلك الأسئلة الكثيرة المؤرقة ، ولسان حال الثّقافة أين أنا بين هؤلاء الشباب ؟

وإلى لقاء مع ستار جديد من هذا الجيل الفريد .



بقلم : رباب الخطيب