*************
العروض التفعيلي و العروض الرقمي ، وجهان لعملة واحدة ،
غير أن أحدهما تفوق على الآخر بجعل العروض أوضح و أشمل و أدق .
و هذه الدقة و الشمولية تلزم لرؤيتها عين صافية ، لم ترمدها حدود التفاعيل ،
و ضبابية المصطلحات .
و هذا يبدو منطقيا ، فالداخل لعلم العروض من باب الرقمي مثله كمثل الإناء الفارغ
يتحمل أن نصب فيه ماء ، أما إن كان مملوءا ، فبديهي أن نفرغه أولا ،
و تخيلوا معي لو كان المحتوى القديم لا يتناسب مع طهر الماء و صفائه ،
حينذاك ، يجب التأكد من نظافة الإناء أولا قبل ملئه من جديد.
-أرجو أن يكون المثال في محله -
لذلك تجد من يدخل للعروض من باب الرقمي أسرع في التعلم و الفهم ،
أما - أصحاب السوابق - ممن نهلوا من العروض التفعيلي ، فيصطدمون
بحقيقة ضرورة إعادة برمجة عقولهم ، و البحث عن توليفة لاستعاب
الرقمي دون أن يخرجوا كما يقال : *لا يطالون لا عنب الشام و لا بلح اليمن *
غير أنني لا أزعم أن هذا حكم عام،فدارسوا العروض الرقمي ما بين :
- طالب لم يعرف العروض التفعيلي ، فاستصعبه وفضل عدم مواصلة السير .
- طالب لم يعرف العروض التفعيلي ، ففتح له أبواب فكره ،فنجب و تفوق .
- طالب جاء يحمل موروث التفاعيل ، فاحتار وتذبذب و تراجع .
- طالب جاء بموروث التفاعيل ، فاستطاع التوفيق بينهما ، فقارن و ساهم و أبدع .
و أخيرا أود أن أضيف أن وتيرة تعلم و استيعاب الرقمي ليست بنفس السرعة
لدى الجميع ، بل تتغير بسبب عوامل ذاتية و موضوعية كثيرة ،و لكن ربما ما
لا نختلف عليه هو أن :
من أسره سحر الرقمي ،و استهواه السير في دروبه ، يبذل أقصى ما يستطيع
لتذليل كل الصعاب التي تعترض طريق فهمه و إدراكه .
أشكر أستاذ خشان .
المفضلات