السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بالأمس كان بداخلي شاعر يحمل هموم الطفولة وشقاء الحاضر وتفاؤل المستقبل ، كم تمنيت أن أتعلم العروض حتى أسمع صوته من أشاء وأقول بلسانه ما أشاء كم كنت أسمع صوته داخلي يبوح لي بأجمل الأحاديث يصوغها بأعذب الكلمات ولكنها وللأسف لا تخلو من الكسور كم حرم عيني من النوم حتى الصباح كم كان شريفاً يحب الخير للجميع يبكي إذا رأى الظلم أو سمع به ، بل كان رقيقاً يحمل الحب للجميع ، يبهجه أن يرى البسمة في عيون الآخرين ، أنا أجزم أنه كان يملك كل شيء ولكنه فقط لا يملك العروض ، آه كم كان يملك ريشة رسام ولكنه للأسف لا يملك العروض ، واليوم وبعد أن قطعت شوطاً في تعلم العروض لأجله ،بت أفتش عنه فلا أجده داخلي ، في البداية كنت احسبه طيلة انشغالي عنه ( في تعلم العروض ) نام حتى أعود ولكن وبعد أن عدت أبحث عنه في كل زاوية من زوايا داخلي لم أجده ،صرخت أناديه يوماً بعد يوم حتى تأكد لي أنه قد رحل .
رحل رفيق طفولتي وصباي ، رحل ليتركني أحمل أدوات الوزن بلا شعر وهو الذي أقنعني بالأمس أنني شاعر لا أملك أدوات الوزن .
ولهذا أهديه كلماتي السابقة لأثبت له أني تعلمت الأوزان أو كدت عله يعود .
محبك فيصل الصاعدي ( الصابر )