السلام عليكم ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي قيس

حياك الله أستاذي خشان و أهلاً بك بين طلبتِكَ..!

بارك الله فيك أخي قيس، أتشرف بالجميع في المنتدى. لكن ألا ترى أن كلمة ( طلابك ) إن انطبقت على المشاركين في بداياتهم فإنها لم تعد مناسبة لوصف من وازاني أو تفوق علي منهم كليا أو جزئيا.

ثم إني أعتبر أني تعلمت الكثير سواء من صواب إجابت كثيرين هنا وتساؤلاتهم بل وحتى بعض أخطائهم.


- قبلَ العروض الرقميِّ ، ماذا كان هناكَ بالضبط..!
أخيلة و صور تزَّاورُ عن التفاعيل و تستعصي على المخاض ، مما جعلهم يخترعون الشعر الحر كولادة قيصرية لتلك الأحاسيس؟..
حينها جاء الرقميُّ مؤذنا بإتمام التسعة ، و جاسراً الهوة بين الشاعر العربي و التفاعيل ..!
أم أنَّ الشعر الحر وليد ثراء في الذائقة و توسع في ألوان الطيف الأدبي..!
مما لا يستدعي وجود الرقميِّ كبديلٍ ، بل كترفٍ آخر ، و لو على حساب التفاعيل..!


الذي يسمع سؤالك يظن أن الرقمي قد ساد وأن لا أحد يستعمل سواه.
معرفة الرقمي مقصورة على نفر لا يكاد يلحظ لقلته.

يتداخل في سؤالك العروض والشعر والشعر الحر ( أفترض أنك تقصد شعر التفعيلة )
قبل الخليل كان الشعر.
ثم جاء الخليل واكتشف القوانين التي توصفه. وصاغها بأسلوب التفاعيل تسهيلا على الغالبية العظمى. وتركز انـتباه الناس عليها طيلة قرون وجاء الرقمي ليتواصل مع فكر الخليل.

يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
ولا أعتقد أن للعروض بطريقتيه الرقمية والتفعيلية علاقة باستحداث شكل شعر التفعيلة. كما لم يكن له أثر على وجود الشعر أصلا.
وبالتالي فالجواب على تساؤلك " أم أنَّ الشعر الحر وليد ثراء في الذائقة و توسع في ألوان الطيف الأدبي..!" هو أن شعر التفعيلة جاء في سياقه الفني والتاريخي الذي قد يكون ثراء الذاكرة عاملا من عوامله.

وأما الربط بين هذا الاستنتاج :" مما لا يستدعي وجود الرقميِّ كبديلٍ ، بل كترفٍ آخر ، و لو على حساب التفاعيل.!" ومقدمة السؤال فلا أراه قائما فلا علاقة بينهما في نظري.


هل الأدب العربيُّ بحاجة إلى تقنين جديد ، تلعب فيهِ الأرقام دور المقصلة لما سبقها من تقعيد..
و ماذا تقول للذين يقولون أنَّ الأرقام تلعب دور البطولة في مسرحيةٍ أبطالها الأصليون لم يعتزلوا المسرح بعد.. و ذلك ما يظهر جلياً على الجمهور الذي يبدو أنهُ مازال متسمكاً بالإخراج الأول..؟


قبل أرخميدس كان الحديد يغطس في الماء والخشب يطفو، وكانت الناس تعرف ذلك. جاء أرخميدس ووصف ذلك رياضيا. والأشياء لم تغير تصرفاتها بهذا القانون.

جاء الخليل ووصف الذائقة العربية فيما يخص وزن الشعر رياضيا أساسا ثم عبر عن ذلك بالتفاعيل. وجاء الرقمي ليحاول استكشاف التوصيف الرياضي الذي كان جوهر تفكير الخليل ويعبر عنه بالأرقام.

فالأرقام أداة توصيف لا إنشاء ولا تقنين، وربما تكون عبارة ( اكتشاف قوانين ) أوضح دلالة من كلمة ( تقنين ) في هذا المجال. فـ ( تقنين ) قد توحي بالتشريع لما يصح وما لا يصح ابتداء وإنشاء للمفاهيم أو الذائقة. بينما ( اكتشاف قوانين ) تعني مجرد التوصيف.

ولا أشك أن استلهام فكر الخليل من خلال الرقمي - مضمونا وأحيانا أسلوبا - قادر على أن يقدم في مجالات شتى من مجالات المعرفة الأدبية ما قدمه في العروض أو بعضه

وتجد في مواضيع : العمارة والعروض - والترجمة والرقمي - وأوزان الألحان - وعالمية الرقمي – واللسانيات - والترتيل والرقمي

أمثلة على بدايات هذا النهج


يرعاك الله
.