محمد السقاف مرهف الشعور جميل النفس وما الشعر إلا من الشعور والجمال، أذكر بدايته وأرقبه صاعدا، وفي أدواته الشعرية شيء من الطرافة كما سنلاحظ في وزن هذه القصيدة

هذه قصيدة عمودية إلى حد كبير فيها تملص من الروي مع التزام نوع القافية ذاته لكل مجموعة أشطر أو أبيات ثم العودة لذات الروي والقافية الذين استهل بهما قصيدته.

سأبدأ بتناول المطلع الذي حرص الشاعر على التذكير بنمطه بعد كل فقرة شعرية توحيدا للقصيدة ولما لما ينتثر من شملها الشكلي بين المجموعات التي تبدو كلّ منها وكأنها تتمتع بحكم ذاتي في اتحاد فدرالي شعاره هذاالمطلع.

أُدَجّنُ ليلي..والقصيدُ كما القطوفْ
يَدٌ تقطفُ الأبياتِ جنْيَ الغرام نَوفْ
بادئ ذي بدء سأقرأ نَوْف = 2* ه على أنها نُوف = 2 ه لضرورة التصريع وهو الموافقة بين عروض وضرب المطلع.
ووزن الصدر:
أدج جِ نلَيْ لي ولْ قصي دُ كملْ قطو فْ
3 1 3 2 2 3 1 3 3 ه = 3 1 3 4 3 1 3 3 ه

ووزن العجز
يدن تق طفلْ أبْ يا تجْ يل غرا منو فْ
3 2 3 2 2 3 2 3 3 ه = 3 2 3 4 3 2 3 3 ه
ومجيء الطويل (+ه) بعد الضرب ( مذيلا بلغة العروض التفعيلي لو كان الرقم 3 الأخير وتدا حقيقيا ) أمر لم أقرأ عنه من قبل والذي رآه الأخفش منتهيا بسكون ما انتهى ضربه بِ (2ه) وشاهده
أحنظل لو حاميتمُ وصبرتمُ
..................لأثنيتُ خيراً صادقاً ولأرضانْ
والعجز = 3 2 3 4 3 1 3 2 ه

ولا أجد موسيقى هذا العجز أخف من موسيقى العجز في مطلع قصيدة أخي محمد.
وأرى هذه القافية الجديدة الناتجة عن هذا التغيير وما أجد له اسما سوى زيادة السكون
تكسب هذا الوزن نكهة مميزة أستحبها.
ولكن رأيي هو أن نتقيد بما أورده الخليل من أوزان وقوافي الشعر، وما جد عن ذلك وندّ عنه ندعوه بالموزون وإن هذا البيت أو السطر لمن ألطف الموزون.
وأترك البقية لبقية المشاركين.
ولعل هذه القصيدة تكون تمرينا على الدرس الثالث القادم إن شاء الله من دروس مجموعات بحور الشعر مجموعة (2و4)