أخي وأستاذي سليمان

أسعدك الله كما أسعدتنا جميعا بتشريفك لمنتداك.

وكلنا نتساوى في ذلك ويبذنا الأخ الصمصام لأن ما ذكرته هنا يثبت فراسته.

كما ذكرت في موضوع تاريخ الرقمي فإن الهنود هم أول من استعمل الرقمين 1 و 2 بنفس الشكل الذي نكتبه باليد في وزن الشعر.

"والخبب مكون في رأيي من أسباب ثقيلة فقط . وأنه لو كان السبب الخفيف جزءا من تركيبه على نحو ما هو عليه الحال في الرجز لوجدنا فيه زحافات كالخبن والطي ، ولكن الزحاف الذي يجري في الخبب بأسبابه الثقيلة هو من نوع الإضمار في الكامل والعصب في الوافر"

قولك هذا أطربني لأنه شهادة لصحة تصوري المنبثق من الرقمي، ويلتقي معه في الجوهر وإن خالفه في التعبير،
حيث أن الأصل أن هناك إيقاعين
1 – خببي لا زحاف (حذف ساكن) فيه بل تكافؤ بين السببين الخفيف والثقيل وليس أحدهما أصلا للآخر.
2 – بحري يتمثل في فاعلن = 2 3 ولا ثقيل فيه بل زحاف بحذف ساكن السبب.
ويتداخل هذا ن الإيقاعان في فاصلة الكامل والوافر فيكون السبب الأول فيها مزدوج الشخصية مع غلبة الطابع الخببي عليه، ولهذا لا يعتبر اللإضمارؤ والعصب فيه زحافا بل تكافؤ خببي.


وثمة بيت شوقي من كتابك أسوقه تدليلا على قولك:

"والخلاصة أن الرجز عندي بالطي أو بغيره يظل رجزا والخبب يظل خببا ولا يتشابهان إلا ظاهريا"

وهنا السبب أزرق و الوتد أحمر :

تتخذ الشمس لها تاجا = 2 1 3 2 1 3 4 = 2 (2) 2 2 (2) 2 2 2
وضحاها عرشا وهاجا = 1 3 2 2 2 2 2 2= (2) 2 2 2 2 2 2 2

تتخذ الشمس لها تاجا ............وضحاها عرشا وهاجا

2 1 3 2 1 3 2 2 ...................1 3 2 2 2 2 2 2

هذا خبب لا شك فيه بإجماع الشطرين نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

وهذا الصدر ذاته مع عجز آخر

تتخذ الشمس لها تاجا ..........في مفرقٍ قد شابه العاجا

2 1 3 2 1 3 2 2 .............. 2 2 3 2 2 3 22

قولك:" . وأبدأ بأن أحاول شرح أمر يبدو لي أنه السبب الوحيد للتأبي الذي يلازمني على فهم العروض الرقمي إلى هذه اللحظة................... فقد فهمت العروض كله دفعة واحدة من بيت قرأته ولا زلت أتمثل به حتي اليوم وهو ما جعلته توقيعا لي في هذا المنتدى.............

تغن بالشعر إما كنت قائله .............إن الغتاء لهعذا الشعر مضمار


وأطربني أيضا قولك أنك تعلمت الوزن من

أخي جاوز الظالمون المدى = 3 2 3 2 3 2 3

وهذا جوهر الإيقاع البحري الصافي.

صدقت صدقت، فليس أفضل من تنمية الذائقة الموسيقية سماعيا لتنمية إحساس الشاعر بالإيقاع الموسيقي. ولعل بعض الألحان الشعبية في هذا الأمر أفيد من سواها لانعدام الأخطاء العروضية فيها عموما. وما الهينمة والملالة إلا نظير التنعيم الذي انطلق منه الخليل كما يقال. وهي تجمع بين الرقمية والتغني
لا للا لا للا = سبب وتد سبب وتد = 2 3 2 3 دون حدود بينها.
والشاعرية في الأساس موهبة، وكل علم العروض لا ينتج شاعرا بل قد ينتج ناظما.

أما الذي أحتكم إليك لتعدل فيه فهو حديثك عن :" السبب الوحيد للتأبي الذي يلازمني على فهم العروض الرقمي" فإما أن يتأبى عليك العروض الرقمي ويتأبى عليك معه موضوع كتابك ( نظرية في العروض العربي) وإما أن يتبع فهمَك لموضوع كتابك فهمُكَ لموضوع العروض الرقمي. بنفس المعيار.

--------------------

أخي مخلص صحيح ما ذكرته عن هذا الجانب من جواني الرقمي المتعدده.

شكرا لك.