أخي وأستاذي سليمان

سألني اليوم أخي الباز عن ورود مفاعيلُ = 3 2 1 في الطويل وفي ثنايا الحوار تبادلنا النكتة التي أوردها تحت عنوان ابتسامة، وكنا نناقش قصيدة له وردت فيها مفاعيلُ وودت أن أشرح له ما أعتنم إعادته مفصلا هنا عن مضمون الشمولية على ضوء ظاهرة واحدة اختلفت تسميتها بين الطويل والبسيط من جراء حدود التفاعيل.

قلت له رأي الدكتور إبراهيم أنيس من أنها مستقبحة. مع ورودها في الشعر الجاهلي كما في قول امرئ القيس:

ألا ربّ يومٍ لك منهنّ صالحٍ ....ولاسيما يوم بدارة جندل

ألا ربْـ (بَ يومٍ لـ)ـكَ ،

بيو من لَ = 1 2 2 1 = 3 2 1

وقال الدكتور إبراهيم أنيس إن ورود مستعلن في البسيط لا تستريح إليه آذاننا وتأباه ومثل لذلك بالبيت

ثمّتَ أطعمت زادي غير مدّخرٍ .............أهلَ المحلّةِ من من جارٍ ومن جادِ

(ثمّةّ أطـ) ـعمت زادي غير مدخر

ثم مَ تأطْ = 2 1 1 2 = 2 1 3

ما تقدم تعبير رقمي مباشر عن التفاعيل.

أما شمولية الرقمي فتقول
من بيت البسيط خذ 2 1 3 2 3 4 3 ((4)
ثمْ مَ تأطْ = 2 1 3 = مستعلن في البسيط

ومن بيت الطويل خذ
3 2 3 2 1 3 2 3 3
من لك منْ = 2 1 3 = عيلُ فعو

2 1 3 سياق خببي = 2 1 1 2 = 2 (2) 2 ووروده في البحور المختلطة التفاعيل أو بحور مجموعة (2و4) قبل الأوثق يورث الوزن رهقا خببيا.

هذا جانب يمثل معنى شمولية الرقمي ووهمية حدود التفاعيل.

قد أكون أثقلت على أخي، ولكنه واجب شعرت به أولا تجاه نفسي في الاستمتاع بحوار عقل مستنير، وثانيا تجاه أخي فيما أراه مفيدا له في كتابه الذي يعتزم تأليفه. وإن كنت تجاوزت مقامي بهذا النصح فقد فعلت ذلك بفعل الحب والاحترام الذين أجدهما تجاه أخي والذين خففا من نفسي التكليف تجاهه. ومنه إن صح هذا لاحتمال أطلب السماح.

وفي هذا السياق أوصي أخي بقراءة كتابي الشيخ جلال الحنفي وكتاب الدكتور محمد صالح الثمالي ( أنظمة إيقاعات الشعر العربي ) فكلاهما يتعاملان مع الرقمين 1 و 2 فحسب من منظورين وكذلك كتاب أستاذي أحمد مستجير (مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي)

وعلى ذكر الكتب أعتزم أن أنشر قريبا كتاب ( التخاب) الذي يقدم العروض العربي من زاوية أن إيقاعات الشعر العربي تفسرها نظرةالعلاقة بين الإيقاعين الخببي والبحري

أما قولك:" وكأن لسان حالك يقول : دعنا نشجعه وهو لا يزال يضع قدميه على بداية الطريق ، فلا زال في العروض الرقمي كنوز عليه أن يشق الصخر حتى يستخرجها بنفسه" فاسمع لسان مقالي وحالي معا

" ليس بينك وبين كنز الرقمي وهو إدراك شموليته إلا قشّة "

ونحن ضيوفك هنا. والرقمي وسيلة وليس غاية.