حول تجربتي في الدورة الثانية

ما الذي تغيَّر؟
* كتبتُ في السابق عدداً من القصائد على المتدارك و الخبب . كنتُ أميِّز بينهما من حيث الوزن والفرق بينهما كإيقاع و ( كتفعيلة) . لقد توسّعت فعلاً رؤيتي واتضحت في مجال التفريق بين الخبب كإيقاع وليس كبحر. ولكلٍّ خصائصه خارج مفهوم التفعيلة. أدركتُ بأنّه من الممكن أن تكون تجربتي أكثر غنىً في المستقبل وأكثر رحابةً حين ، على سبيل المثال لا الحصر، لاأضيِّق على قصيدتي إيقاعات أو تفعيلات محددة في ( الخبب). لكن السؤال الذي لم أجد له جواباً. إلى أي مدى ممكن أن تنجح تجربتي مع إيقاع الخبب تحديداً وأنا أكتب شعر التفعيلة . ويبدو أنني عندما سأدخل أكثر في العروض الرقمي، سأتمكن من التعامل معها بطريقةٍ أكثر بساطة. تُرى هل سأستعيد استخدام ربما تعبير ( الشعر الحر ) حين ينعدم وجود التفعيلة.. لستُ أدري!!

* أمّا تجربة الإنزياح من بحر المتقارب إلى بحر المتدارك، فكان لها نكهة خاصة، تجربة معرفية ستوصلنا إلى إبداع جديد. مايطمح إليه كل شاعر سواءً كان كبيراً أم صغيراً، أن يجعل القصيدة كالعجينة بين يديه يتحكّم بها لأنه مبدعها لا أن تقيده ضمن بحر معين لايعرف مداخله أو مخارجه.

* ساعة البحوركانت ترمقني بنظرات تحدٍّ وبذات الوقت تشجِّعني على الاقتراب منها. طبعتها، تأملتها، قرأتها ، استقرأتها، قرأت الجدول المتعلق بها عدة مرات ومازلتُ أنتظر التقدم بالدروس أكثر ، لربما بعد اكتمال الدورات جميعها حتى يكتمل مفهومي لها بشكل كامل ومعمَّق. هي فلسفة النظرة الشمولية للأشياء، والعَروض هو إحدى تلك الأشياء. أليس هذا هو الشّعر؟ قراءة الوجود وتأمله بعمق كاملاً قبل التوغُّل في جزئياته الناقصة. يشبه الـ ( بزل) علينا أن نرى الصورة الأصلية كاملةً أولاً ونتأملها بدقة ، ومن ثم نحاول أن نقوم بعملية التركيب لتلك الأجزاء إلى أن نحصل على الصورة أو المجسَّم كاملاً
.