أولا أشكرك أستاذتي على مبادرتك بالتصحيح للآخرين.
وهذا يجعلني متفائلا بالتعويل عليك في المشاركة قريبا بفعالية في إدارة المنتدى.
.


التقدم في الرقمي لمن لا يعرفون التفاعيل أسهل كثيرا منه لمن يعرفونها.

ودراسة التفاعيل بعد فهم الرقمي ممتعة. ودراسة الرقمي لمن يعرفون التفاعيل فيها معوقات حدود ومصطلحات وتجزيئات التفاعيل.

وأنصح بمحاولة تناسي التفاعيل مؤقتا مع أني أعرف وعانيت صعوبة ذلك.

التفاعيل وسيلة إيضاح وضعت لها حدود اصطلاحية. هذه الحدود برمجت العقول وقسمتها حسب حدودها فصعبت على العقول رؤية الصورة الشاملة. ما أشبه الحدود في العروض بالحدود في سواه.

أنقل لك من الرابط :

http://www.alfaseeh.com/vb/showthrea...t=44984&page=2

أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة

إن ما ألحقـته حدود التفاعيل في العقول وصرفها عن جوهر العروض له مظاهر شتى. وهاأنا أقع في أحدها ومن هذه المظاهر

مقاربة الخبب بأدوات المتدارك

ومنها مقاربة الدوبيت بأدوات الرجز

ومنها مقاربة هذا الوزن الذي يلتزم هذه الصيغة في سائر أبياته بأدوات الرمل

رجعت إلى الرابط في الوراق وقد صرفتني عنه على ما فيه من فائدة صعوبة إجراءات تأشيرة الدخول كل مرة.

إليك هذه النظرة التي أظننا تطرقنا لها سابقا

ليس كل من أراد حاجة ..... ثم جد في طلابها قضاها
2 3 3 3 3 3 ..... 2 3 3 3 3 3 2"

ليْ سَ – كلْلُ – من أَ - را دَ – حاجَ – تن قَ - ضا هَـــ ...ـا
2 1 – 2 1 – 2 1 – 2 1 – 2 1 – 2 1 – 2 1ه

ومثلها أبيات سعيد عقل
ردَّنـي إلـى بِلادي .....فـي النَّياسِمِ الغَوادي
في الشعاعِ قد تهاوى .... عـنـدَ ربـوةٍ ووادِ

كأننا أمام شعر المقطع على غرار شعر التفعيلة

وهذا ما يعادل عن الغربيين ال Trochee ويزيد عنه بساكن آخر الشطر تقتضيه طبيعة العربية.

يذكرني هذا بقول للدكتور أحمد رجائي بأن العربية تحوي كل أنواع الشعر العالمي.

إن التزام تشكيل جديد في كافة أبيات قصيدة ما ( يُرى أنه منتسب لبحر ما ) بزحافات وعلل تفترض على ذلك البحر، يخرجه من ذلك البحر إلى وزن جديد سواء صحت تسميته بحرا أو لم تصح. وفي نسبته إلى البحر المظنون مصدرا له عنت.

يصح هذا على نسبة الخبب للمتدارك، والدوبيت للرجز وهذا البحر للرمل.

أنظر كيف أننا نكذب آذاننا فنرى هذا الوزن على سلاسته قبيحا لأنه خالف حدود التفاعيل التي تحولت من مصطلح إلى حواجز لا تعطل النظر فحسب بل تلغي الإحساس السمعي وهو أصل العروض والشعر.

سأضيف هذه المشاركة بإذن الله إلى موضوع ( جناية التفاعيل على فكر الخليل )

يرعاك الله.

------



رأيت من المناسب أن أعيد هنا طرح موضوع التغيير الكبير ليقرأ ومشاركتي الأخيرة في ذات الإطار الذي يبين معنى شمولية الرقمي وعبوره لحدود التفاعيل والبحور. بل الأدق أن يقال وشموله لها فإنما هي تفاصيل تجسيدية لشموليته التجريدية التي تظهر بأن الذائقة العربية فيما يخص وزن الشعر ليست اعتباطية بل هي محكومة ببرنامج رياضي أودعه الله الوجدان العربي، وقد كشف العروض الرقمي جوانب كثيرة منه ويبقى المجال واسعا لإدراك المزيد من دقة وتكامل وشمولية هذا البرنامج وربما امتداده إلى لغات الإنسان عامة بشكل أو آخر. وتناول هذا المجال هو ما يليق بالخليل وفكره الذي انصرف الناس عنه إلى وسائله.

التغيير الكبير والعروض الرقمي

إن الآفاق الجديدة التي يتيحها الرقمي في تناوله للعروض تفرض أحيانا استعمال ألفاظ جديدة للتعبير عن منجزات الرقمي في هذه الآفاق.

وسأقدم هنا مثالا على ما أسميته التغيير الكبير الذي لم يطرح من قبل، والمقصود به تغير يشمل مقاطع متعددة عابرة للحدود الاصطلاحية للتفاعيل. وهو تغير مخرج من البحر لكنه غير مخرج من الشعر. وسأمزج هنا بين الأرقام والتفاعيل لأبين التيسير الذي تتيحه الأرقام في تناول هذا الأمر
وسأشرح توصلي إلى ذلك باستعراض تفكيري بصوت عال، فبداية تفكيري في هذا الموضوع كانت في المقارنة بين بحري الكامل والبسيط بدلالة التفاعيل
فالوزن التالي 4 3 1 3 4 3 2 2
من البسيط = 4 3 – 1 3 – 4 3 –2 2 = مستفعلن فعلن مستفعلن فعْلن
ويتم التعبير عن تمثيله لوزن الكامل بدلالة ما لتعابير البسيط على النحو التالي
4 3 – 1 3 – 3 11 – 2 2 = مستفعلن فعِلُن متفْعلُ – فعْلنْ
أو
4 3 – 1 3 3 – 11 22 = متْفاعلن متَفاعلن متَفاعلْ

لنقارن هذه الصورة من الكامل بنظيرتها من البسيط قبل مزاحفته

البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 2 2
الكامل = 2 2 3 1 3 1 2 11 2 2
حل التغير في بعض مقاطع التركيب ( التركيب مجموعة مقاطع عابرة لحدود التفاعيل ) 2 3 2 2 3 = فاعلن مستفعلن ) إلى ( 1 3 3 1 1 = فعِلُن متفعلُ بتعبير البسيط أو متفاعلُن مُتَ بتعبير الكامل )

وهذا التغيير يخرج البيت من بحر البسيط إلى بحر الكامل. وبعبارة أخرى هو يخرج من البحر ولا يخرج من الشعر.

هل هذه حالة متفردة بين البسيط والكامل ؟ أم لها تطبيقات أخرى

قد يقول قائل هذا مستحيل لأن ( فاعلن مستفعلن ) موضع التغيير لا توجد في غير البسيط، وهذا متوقع ممن قامت حدود التفاعيل في ذهنه كحقيقة ثابتة تتخطى كونها حدودا اصطلاحية استنسابية فتحولت من وسيلة يتوصل بها إلى وصف للوزن يقربه في الذهن إلى حقائق ذات حدود حديدية تحول دون نظرة أشمل تتخطاها أو تخترقها ( وما أشبه الحدود بالحدود )

ولتخطي هذه العقبة في ذهن من لم يألف الخروج على حدود التفاعيل يمكننا صياغة تلك القاعدة بهذا التعبير الرقمي المكتوب بالحروف

حيث يرد التركيب التالي وفي أي بحر كان (أ= سبب / ب = وتد / جـ =سبب / د=سبب -/ هـ = وتد) فإن إجراء التغيير التالي عليه ليصبح ( أ = سبب مزاحَف /ب = وتد / جـ = سبب مزاحف / د = سبب / هـ - وتد حذف ساكنه ) ينقله من بحر لآخر ولا يخرجه من دائرة الشعر.
وغني عن القول هنا أن أغلب المقاطع الجديدة في الوزن الجديد تفقد مسمياتها السابقة بل وطبيعتها السابقة

لنرَ إن كان هذا يطّرد في غير البسيط

الطويل 3 2 3 4 3 2 3 4 واتباع التغير المذكور يعني تحول
2 3 4 3 إلى 1 3 3 1 1

فيصبح الوزن الجديد = فعولُ مفاعلُن فَعُلنْ مفاعيلن

3 1 3 3 1 1 2 3 4 = 3 1 3 3 1 3 3 4 = مفاعَلـَتن مفاعَلـَتن مفاعلـْتـُنْ
وهو الوافر التام

وهنا لا فرق رقميا بين التغيير الذي طرأ على البسيط فنقله إلى الكامل وبين التغيير الذي طرأ على الطويل فنقله إلى الوافر التام.
ولكن التعبير بدلالة التفاعيل يقتضي أن نعبر
عن الأول ( البسيط للكامل ) بالقول : تغيرت فاعلن مستفعلن إلى فعِلن متفعلُ )
وعن الثاني ( الطويل للوافر ) بالقول : تغيرت ( لن مفاعيلن فعو ) إلى ( لُ مفا علن فَعُ )

وهنا بعض التساؤلات
1- يقول الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه موسيقى الشعر ( ص0 190- 191) ما يفيد أن البحور التالية ( الطويل ثم الكامل والبسيط ثم الوافر والخفيف ) هي البحور القومية التي استحوذت على أغلب الشعر العربي لدرجة يمكننا اعتبارها البحور القومية .فهل في هذا الاطراد في التغيير ذاته الذي يتم به الانتقال من زوجي الطويل والبسيط من جهة إلى الوافر والكامل من جهة أخرى ما يومي إلى علاقة ما بينها تجعلها دون سواها أقرب للذوق العربي
2- هل يمكن أن نستنتج من ذلك أن دائرتي المختلف ( البسيط – الطويل – المديد ) والمؤتلف ( الكامل- الوافر ) من أصل واحد أو أن إحداهما تطورت من الأخرى
المديد = 2 3 2 2 3 2 3
1 3 3 1 1 2 3 = 1 3 3 1 3 3 = مجزوء الكامل
3 – هل ينطبق هذا على غير هذه الدائرة

الرمل = 2 3 2 2 3 2 2 3 بتطبيق القاعدة نحصل على
1 3 3 1 1 2 3 = 1 3 3 1 3 3 4 3 = الكامل
4- هل ثمة تغييرات كبيرة سوى هذا بين البحور ؟ ربما والأمر يحتاج إلى دراسة
5- هل ثمة تغيير أكبر يشمل عددا أكبر من المقاطع بين بعض البحور ؟ ربما والأمر يحتاج إلى دراسة
6- هل ترى قارئي الكريم أهمية الرقمي في التناول العروضي؟ آمل ذلك.
أنوه هنا بأنه يشترط بالسبب الأول 2 في 2 3 4 3 أن يكون أول الشطر أو بعد وتد أي لا يشمل الحالة ( 2 2 3 2 2 3 )