أنقل إليكم هذه القصيدة لصاحبها : السّيّد حميد الشّرخات - البحرين-
عن مجلّة العربي ، العدد 489 ، أغسطس 1999، ص 13.

فاعلاتن


حبّـذا الشّعـر تفاعيـل بحـورٍ كاللّجـج=يحمل القلـب عليهـا قاربـا إمّـا اختلـج
هادئاتٌ كالصّبا تنسـم مـا بيـن الفُـرج=هائجاتٌ كالأعاصير ترامـى فـي مـرج
فاعلاتن كم حوت معنى بوجدانـي عـرج=كم لهـا مـن غانيـات عابقـات بـالأرج
مـا تغنّيـن هـوًى إلاّ و أطربـن المهـج=أسهر اللّيـل أناغيهـنّ لا أخشـى الحـرج
غير أنّي لم أضق ذرعا فيضنينـي الفـرج=مثلما ضقت بما في الشّعـر إسفافـا ولـج
ذلـك المنثـور فـي طغيانـه ازداد ولـجّ=انظر الصّحف تجدْ حُجّاجَه من كـلّ فـجّ
غرّهم في الشّعر من هم فيه أصحاب لجـج=أوهموهم أنّـه ولّـت بمـا قيـل الحجـج
وزمان القول أن تنفكّ مـن تلـك الرّتـج=ما القوافي ما التّفاعيل و ما هـذا الهَـزَج
ثورة التّجديد غطّـت كـلّ بـال بالرّهـج=فانثنوا يجنون ممّـا أوهموهـم كـلّ فـجّ
كلّ غثٍّ مـجّ أدنـاه سليـم الـذّوق مـج=لفظة حسناء في نسجٍ مـن القـول سمـج
حيث لا مبنى ولا معنى مع القلب امتـزج=من أراد الشّعر فليَسْعَ إذا ما الشّعـرُ حـجّ
إنّ حجَّ الشّعرِ إحساسٌ إلـى الصّـدر درج=أيُّ سعيٍ دون هـذا الحـجِّ إثـمٌ وحـرج
و حقيق من سعـى لاقـاه جهـدٌ وحـرج=لا ينال الأمر حتّى تنقضـي فيـه الحجـج
ليس رمحا أيّ عودٍ لم يُقـوّم مـن عـوج=ما انتهى مهما مشى من كان في النّاس همج