نقلا عن الرابط:

http://www.ro2aa.com/vb/showthread.php?t=7525&page=4

وأرجو من الأخت عنود الليالي التكرم بنقل الرد لذلك الرابط.

الكلام للأستاذ محمد عبد الحفيظ شهاب الدين:


أختي الكريمة / عنود الليالي ....

لم آخذ الأمر بحساسية ..... مطلقا .....ولكني دائما - وهو دأبي طيلة حياتي - أشفق أن أرى أحدا يمشي وراء آراء مغلوطة , وأكمم فمي

للأستاذ خشان من قلبي كامل التقدير ...وآرائه على عيني ورأسي معاً .....

يا أختي .....

سأعطيك مثالا واحدا ...... ومرريه للأستاذ خشان ..... وأنا لكما ناصح أمين ....

الزحاف المسمى بالـ ( خبل ) ... أين مكمنه في الشعر العربي .؟ أعطوني نموذجا واحدا - بعيدا عن النماذج النظرية التي وضعت في كتب العروض - زيفا - باسم الفراهيدي .......

الخبل ليس زحافا فراهيديا ...ولن يكون زحافا فراهيديا ....

أريد بيتا واحدا على البسيط فيه زحاف الخبل هذا ....بيتا واحدا فقط ....

ثم مثلا ... كما ورد في النموذج المخبول على البسيط :-

وزعموا أنهم لقيهم رجلٌ ...فأخذوا ماله وضربوا عنقه

يااااااااارب العالمين ...!!!!!!!!!!!!!

منذ متى كانت تفعيلة ( مستفعلن ) الثانية , في بحر البسيط يجري عليها أي نوع من أنواع الزحافات ؟؟؟؟

هل العروض الرقمي يجيز الزحاف هكذا دونما قواعد ؟

حقيقة أنا لا أفهم !!!

أختي الكريمة - ابحثي في قصيدة (نهج البردة) ليس عن الخبل - ولكن عن أي زحاف أجري على التفعيلة الثالثة ( مستفعلن الثانية) .....ثم سلي نفسكِ سؤالا واحداً

لماذا لم يقم أحمد شوقي - وهو أمير الشعراء - باستخدام هذه الأنماط العروضية الغريبة - هل كان جهلا منه مثلا ؟ أم لأنها- في أصلها -غير موجودة وغير صحيحة ؟

ابحثي في قصائد المتني التي على البسيط بل في كل قصائد فحول الشعراء العرب المنظومة على البسيط عن بيت واحد فيه هذا الخبل أو أي زحاف استخدم في مستفعلن الثانية ......

يعني أنا لا أجد تصويرا لما يقدمه العروض الرقمي من ضلالات, أفضل من أنه محاولة استدراج شخص ما يقف أمام دولاب ويراه بأم عينيه , ثم يأتيه أحدهم ويحاول اقناعه بأنه ليس دولابا وأنما كرسي - لأنه يمكنه الجلوس فوقه !!!

أختي الكريمة .... أنا لا أحاربكِ .... ولا احارب هذه الآراء .... لسبب بسيط , قلته سالفا ... وهو أنها- بالنسبة لي شخصيا - لا تقدم ولا تؤخر في شعري شيئا .....

يعني هذا الـ (خبل ) لا ولم ولن استخدمه على بحر البسيط ... لأني لو استخدمته وعرضت قصيدتي , فسأسمع ما لا يرضيني حتما ........

ثم أن يقنعني أحد أن الشعر يمكن أن تتوالي فيه أكثر من ثلاث متحركات , هو أشبه بأن تقنعيني بأن عسكري الشطرنج يمكن تحريكه أكثر من خطوتين للأمام - وهو حده الأقصى إذا استهلت به اللعبة -

أو أن سيارتي ذات ناقلات الحركة الخمسة - فيها 7 ناقلات للحركة

يعني استدللتم على خطأ بخطأ - اي منطق يقبل هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟

استدللتم على جواز وجود اكثر من 3 متحركات - بالخبل !!!

أختي - استحلفتك بالله أن تمرري سؤالي للأستاذ خشان - وهاتوا لي بيتا واحدا على البسيط فيه هذا الخبل - وسأعتزل بعد ذلك الشعر نهائيا .....

وحين تعجزون عن إيجاد هذا البيت ..... سأترك لكم أنتم شخصيا الحكم النهائي على هذا الخبل وغيره مما لا يمت للشعر بصلة قريبة ولا بعيدة ....

تحياتي
أخي الكريم وأستاذي الفاضل محمد عبد الحفيظ شهاب الدين
أتابع ما تتفضل به حول هذا الموضوع وتداخلت بين ردي وردك قضايا يحسن تفصيلها للتوضيح.

1- كان الأولى بي أن لا أستثار من طريقة تعرضك للدكتور أحمد مستجير هذه الاستثارة التي جعلتني أتأثر بأسلوب كلامك عنه مخرجة إياي بذلك عن معهود أسلوبي في الحوار. فلك اعتذاري.
2- قضية الخبل في مستفعلن خاصة وتجاور أربعة متحركات عموما.
هنا أمران تقرير واقعين شعري وعروضي من جهة والحكم على ذلك من جهة أخرى
من حيث العروض : هي موجودة في كتب العروض كما ذكرت لك.
وحكمها : أنها قبيحة حيثما وردت وهي في البسيط أقبح منها في السريع والرجز. فهي في البسيط تكاد تخرجه من الشعر كما في البيت الذي تفضلت به والذي دائما أشير إليه ( وزعموا أنهم لقيهم رجل ).
3- قولك حول موضوع الخبل:" يعني أنا لا أجد تصويرا لما يقدمه العروض الرقمي من ضلالات, أفضل من أنه محاولة استدراج شخص ما يقف أمام دولاب ويراه بأم عينيه , ثم يأتيه أحدهم ويحاول اقناعه بأنه ليس دولابا وأنما كرسي - لأنه يمكنه الجلوس فوقه !!!"

نا أنقل هنا عن كتب العروض التفعيلي وتقييم ذلك لا صوابا أو خطأ لا علاقة له بالرقمي.
أما إن أردت معرفة رأي الرقمي فيما هو أدنى من ذلك في مستعلن = 2 1 3 فإنك تجده في التخاب ضمن رؤية شاملة تظهر استثقالها في البسيط توافقا مع قول أبي العلاء المعري:


http://www.geocities.com/alarud/79-a...warraqamy.html

نقلا عن (نظرية في العروض العربي للأستاذ سليمان أبو ستة ) قول أبي العلاء المعري في بيت المتنبي:
ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا ...... وربّ قافية غاظت به ملكا
حيث قال:" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموضع ولا ريب أنه قال على البديه ولو أن لي حكما في البيت لجعلت أوله (كم من نجيعٍ ) لأن رب تدل على القلة ) ..." وهو هنا يلحق بالعروض المعنى من حيث التصحيح.
ربْ بَنَ جي عِنْ بسيف الدولة انسفكا = 2 (2) 2 2 – 3 4 3 1 3 ......(4=22)
أرايت إنه هذا الرهق الخببي الذي انتقده المعري المتمثل في أربعة اسباب متتالية.

أما قضية زحاف السبب الأول من السببين مستفْ في (مستفعلن - البسيط ) و عيلن في ( مفاعيلن ) الطويل فلا تجوز إلا في أول البيت وآخره لأن ورود 3 3 3 في حشو البيتين مخرج لهما عن تميزهما الإيقاعي.

وهكذا ترى اتفاقي معك فيما تفضلت به من رأي سديد بهذا الخصوص وقد ذكرته في الرقمي كتفصيل في سياق عام يشمله كما يشمل سواه.

الرقمي نظرة شمولية للأوزان تحاول وضع قواعد عامة لها وهذا يؤدي إلى التوقف عند بعض الأوزان الشاذة في التقعيد كما في السمع وبالتالي تأخذ ما قال به الخليل في هذا الصدد مأخذ التسليم وتميل إلى ترجيح كونه شاذا لا يقاس عليه. ويلخص ذلك ما ورد في الرابط:

http://www.arood.com/vb/showthread.p...2557#post12557

حظي النحو العربي بتصنيف يختلف نهجا عما حظي به العروض. فتم في النحو اعتبار الحالات النادرة حالات لا يقاس عليها. واعتمد الشائع منها على خلاف العروض حيث لم يقتصر الأمر على اعتماد الحالات النادرة كقواعد، بل يقال - وأظنه لا يخلو من صحة – أنه تم وضع شواهد لزحافات لم يرد عليها شعر. كما يرى ذلك في شاهد (مستفعلُ ) التي في الخفيف الدكتور مصطفى حركات.
4- قياسك الخبب على البحور
أنت تقول إن ورود أربعة متحركات لا يجوز في البحور فنعمم ذلك على الخبب، وأنا أفهم هذا من وجهة نظرك في محاولة إلحاق الخبب بالبحور.

طيب نأتي الآن إلى قضية ورود ( فعْلن فعِلُن ) = سبب خفيف – سبب خفيف – سبب ثقيل – سبب ثقيل أو م ا نعبر عنه بالرقمي 4 1 3
هذا التركيب ممتنع تماما في حشو البحور فهو لا يرد إلا في الدوبيت

إن كنت أسأت في هواكم أدبي ..........فالعصمة لا تكون إلا لنبي
إن كنْ (تأَ) سأ = 2 2 11 2

والحالة التي يقول عنها د. مصطفى حركات إنه لا وجود لها في واقع الشعر وهي مجيء مستفعلن في الخفيف ( مستفعلُ )

حيث يصبح الوزن : فاعلاتن مستفعلُ فاعلاتن = 2 3 2 2 2 1 3 3 2

فهل تعتبر هذه الخاصية في بحور الشعر العربي مقياسا يسري على الخبب كما اعتبرت عدم ورود أربع حركات متتابعة مقياسا يسري عليه أسوة ببحور الشعر ودعما لاعتباره منها.

ما بالي أعقد الأمر ؟

أنت تقيس الخبب على البحور في رفض تتابع أربعة متحركات

فلم تقبل ورود أربعة أسباب (خفيفة= فعْلن فعْلن ) متتابعة فيه خلافا للبحور ولا تقيسه عليها؟

تخطر لي ثلاث صياغات لآراء محتملة بهذا الصدد

1- الأولى
أ‌- يسري على الخبب ما يسري على البحور من عدم تجاور أربعة متحركات– ولنسلم به جدلا
ب‌- لا يسري عليه ما يسري عليها من عدم جواز تتابع أربعة أسباب خفيفة
جـ_ لا يسري عليه ما يسري عليها من حذف ساكن السبب الخفيف
د- لا يسري عليه ما يسري عليها من وجوب وجود الوتد فيها
النتيجة : هو بحر من البحور

2- الثانية :
أ - لا يسري على الخبب ما يسري على البحور من عدم تجاور أربعة متحركات
ب - لا يسري عليه ما يسري عليها من عدم جواز تتابع أربعة أسباب خفيفة
جـ_ لا يسري عليه ما يسري عليها من حذف ساكن السبب الخفيف
د- لا يسري عليه ما يسري عليها من وجوب وجود الوتد فيها
النتيجة : هو إيقاع مستقل بذاته

3- الثالثة :
لا يسري على الخبب ما يسري على البحور من عدم تجاور أربعة متحركات – ولنسلم به جدلا ، إذن نعتبره بحرا من بحور الشعر العربي ولكنه يتميز عنها ببعض التفاصيل البسيطة التالية :
أ - لا يسري عليه ما يسري عليها من عدم جواز تتابع أربعة أسباب خفيفة
ب_ لا يسري عليه ما يسري عليها من حذف ساكن السبب الخفيف
جـ- لا يسري عليه ما يسري عليها من وجوب وجود الوتد فيها


فأيها ترى دام فضلك؟ أم ترى هناك سواها ؟

أدعو أخي إلى الحكم على الرقمي بعد معرفة مضمونه، فإن الحكم عليه بناء على افتراضات وتصورات مسبقة هو حكم على هذه الافتراضات والتصورات وليس حكما على الرقمي.

ثم إني أخطئ في العروض كما يخطئ غيري في العروض بطريقة التفاعيل فلماذا يكون خطؤهم خاصا بهم ويكون خطئي ساريا على العروض الرقمي. ولو درست الرقمي لوجدته ممثلا لفكر الخليل نابعا منه وليس ندا له ولا بديلا عنه، وأملي لو فعلت ذلك أن تجد استنارة وشمولا لما تنادي به تفيد الفكر والعروض والعربية.

يرعاك الله.