أخي بندر

أغتنم فرصة مداخلتك لأبين بعض الأمور

من وجهة نظر العروض الرقمي فإن الواو والياء في القافية لهما ثلاثة أحوال

1- أن تأتي الواو والياء متحركتين فتعاملان معاملة المتحرك. فيستوي هنا في آخر الأبيات القول (الغِيَرْ ، الزّهَرْ، النّهَرْ)


2- أن تأتيا ساكنتين وتعاملان معاملة الأحرف الساكنة ولا تعتبران ردفا كما في بيت المتنبي

تُريــدين لُقْيــانَ المَعـالي رَخيصـة *** ولا بُـدَّ دُون الشّـهدِ مِـن إبَـرِ النَحـل
حَـذِرْتَ علينـا المَـوت والخـيَلُ تدَّعِي ***ولـم تعلَمـي عَـن أي عاِقِبَـة تُجْـلِي
ولســتُ غَبِينـاً لـو شـربتَ مَنِيَّتـي ***بِــإِكرام دِلِّــيرَ بْـنِ لَشـكرَوَزٍّ لـي
تَمَــرُّ الأَنــابيبُ الخَــواطِرُ بَيْنَنـا ***ونَذكُــر إِقبـالَ الأمـيرِ ((فَتَحْـلو لـي ))
ولَــو كُـنتُ أَدْرِي أَنهـا سـبب لَـه ***لـزَادَ سُـرورِي بِالزِيـادَةِ فـي القَتْـلِ

وعلى هذا يعتبر السناد في البيتين التاليين سناد ردف
لقد ألج الخباء على جوارٍ
................كأنّ عيونهنّ عيونُ عينِ ...........حيث القافية = ( 2 1يو) – ( 2 = ني)
كأني بين خافيتَيْ غرابٍ
..................يريد حمامةً في يومِ غَيْنِ .........حيث القافية = ( 2*) – (2 =ني)

ولا داعي لاعتباره سناد حذو ( اختلاف حركة ما قبل الردف) فليست ياء الغين هنا ردفا لأنها ساكنة كواو (فتحلولي) في بيت المتنبي

وهذا الموضوع طويل وفيه نظر والذي أراه أن قصيدة كل أبياتها قافيتها = 2* -2 كقصيدة المتنبي تقبل الواو الساكنة أو الياء الساكنة

ولو جاءت قصيدة كل قافية أبياتها : 2*= 1َوْ – 2 كأن تنتهي جميعا
بـ (صَوْتِ – مَوْتِ – جَوْتِ ) فإنّ ورود أي من الكلمتين التاليتين مع هذه القوافي غير مستساغ

الأولى – قُوتِ : حيث هنا سناد ردف

الثانية ( كَبْتِ) ذلك أن الواو الساكنة إن التزمت في قافية سائر أبيات القصيدة كانت أقرب للروي، وكانت التاء في

الكلمات(صَوْتِ – مَوْتِ – جَوْتِ ) أشبه بالوصل. وهذه النقطة بالذات تستحق أن نتقصاها فيما ورد من قصائد العرب لتمحيص صحتها.

3 – أن تأتيا ممدودتين وهما إذ ذاك الردف.

وعليه فإن ما استقبحه أبو العلاء اجتماع ساكنين كما ذكرتَ

أما عن استساغة العرب لذلك فهم لم يستسيغوه كما تفضلت. فهم لم يستسيغوا التقاء الساكنين في النثر ناهيك عن الشعر ناهيك عن ضروب الأبيات وقوافيها وهي الأكثر حساسية وأهمية موسيقيا.