خاطرة شعرية عنوانها :عانقني كثيرا

عانقني كثيرا و طوق أطراف قلبي بالغرام

إنني غابات حزن استوائية
ودموعي كأشعة الشمس عمودية
تنصب من مدار السرطان
وتزداد لهيبا بالشهور الصيفية

وفؤادي ينام بالأسكيمو ! يلتحف البرد حتى تفتت مني العظام !!

لا تعجب فأنا امرأة مدارية !
إنني مزيج من المجموعة الشمسية
تارة أنا الشتاء وتارة أنا الصيف !

وتارة أصبح أنا الكرة الأرضية ! أصحو على وجعي وأنام !

عانقني كثيرا ..

كم أنا أحتاج لساعات من العناق
وكم هو كبيرا جدا وجعي بلا حدود وبلا أفاق
إنني إمرأة تقيم بالحزن وتكتحل الدمع بالأحداق

صديقي هو القمر وأنا رفيقة النجمات والسهر وعالم الأحلام

عانقني كثيرا ..

لعلني أنسى تاريخ وساعة ميلادي !
وكن مائي وهوائي وكن معي حتى بزادي !
وكن كالنهر حين يسيل بأحضان الوادي !

واغسلني من وجعي .. وامسح خلاصة دمعي

وأوقد شمعي فكم أنا كالطفلة أخشى من الظلام !

عانقني كثيرا

فبداخلي سلسلة ممتدة من الحزن و العذاب !
تنافس سلسلة جبال هملايا من قممها وحتى التراب!
فزلزل جبالي فرحا وحطم بداخلي أسوار الاكتئاب
أحتاج أن أضحك فبداخلي غيمة سوداء أمطرت بالآلام !

عانقني كثيرا

وكن لي الأرض والسماء
واقطف لي النجم عقدا وحلق معي بالفضاء
فلقد تعبت ولقد سئمت النوم في حضن الشقاء

عانقني كثيرا كي أطير وأحلق فرحا كالحمام

أحتاج لرحلة طيران طويلة
فالأرض عندي أضحت مستحيلة
والعيش بها صعب فهي ثقيلة !

لن تحملني أو تستوعب حجم الريشة من بين الأحجام !

عانقني كثيرا

وكن كالشمس دافئا حنونا
أنا لست إلا بقايا وجه لا ترى مني إلا عيونا
قد لف الدمع أرجائي وزادني الحزن جنونا

شباكي يلتحف الضباب كل صباح
وبداخلي يغفو ويصحو شعب من الجراح

فأطعمني كسرة فرح صغيرة واخنق بداخلي جيشا من الأوهام

وحررني من معاقل يأسي
وضعف روحي ونفسي
وأعد عقلي برأسي ولتملأ بالمسرات كأسي!

لعلني أثمل فرحا وأنسى حزنا أنجبته الأيام

عانقني كثيرا

وعلمني كيف أرقص
وأغدق عليَّ فرحا عل حزني ينقص
و بع من أجلي الكون فليرخص

واحرس فؤادي بالهوى وبلل روحي بالهيام

إنني امرأة من عالم مختلف
إن لامست يدي أثمرت مني الأكف
ودا و تحنانا لا ينقطع أو يجف

فاغزل بيدي وردة حمراء وقصاصة شعر خطتها الأقلام

وعلمني كيف أقف وكيف أنهض
من وجعي وكيف أمشي إليك بل أركض !
فأنا حين أحزن أصبح كالقطة وأربض

بمكاني دهرا لا أتحرك لا تحملني الأقدام

عانقني كثيرا مثل عناق الأطفال
فكم أحب البراءة واللطف والدلال
وكم أحب الغرق بأساطير الخيال

قل لي أقصوصة عشق عاشت رغم مرور الأعوام

عانقني عند لحظات الغروب
لعلها تختلط بناظري الدروب
عانقني فكل امرأة بالعناق تذوب

إن عانقتْ قلبا صادقا تنسى جميع الكلام !

عانقني كثيرا .. عانق أحاسيسي
وشكِّل وجهي واحفر تضاريسي
وكن رفيقي بوحدتي وأنيسي

فكم أنا بوحدتي فقيرة جدا من الأنام !!

وكم أنا لدي ألف شخص !!!!
لكنني مازلت أشعر بالنقص !!
فجميعهم لا يجيدون غير الرقص !!

فوق جراحي وطعن فؤادي بأنياب السهام!

عانقني كثيرا فأنا ينقصني الأحتواء العقلي
أحتاج عقلا كبيرا وكم أفتش عن أحد مثلي
يفكر بالأشياء البسيطة ويراعيها لأجلي !

لا يحتقرها أو يتجاهلها دون اهتمام

فالوردة الحمراء تلامس وجداني
والشمعة حين تذوب تصهر بركاني
والشعر حين يقال يزلزل كل كياني

وأحبك تقتل كل أحزاني إن أطلقتها على الدوام

عانقني عانق تفكيري البسيط !
فأنا امرأة من ألف خليط !
معجونة بالدفء وقلبي كالمحيط

وبداخلي ألف دولة تنشد الأمن والسلام

تارة أصبح هادئة كهدوء النسيم
وتارة أثور غضبا كثورة الجحيم
فكم أكره الصمت وكم أكره الحوار العقيم !!!

وكم أناشد عقلا يحتوي كل شيء بمنتهى الرقي والاحترام

عانقني جزءً جزءً .. ابدأ من عقلي
ثم قلبي ثم من روحي ولا تتأمل شكلي
بل تأمل رباطة جأشي وصمود جبلي

فأنا كالجبل وأخشى أن أتساقط وأتحول لركام

مازلت واقفة على النار
أتعلم التسبيح وأكثر الاستغفار
وألجم الغيمات بعيني
وأجهض الأمطار

فمازال الأمل يحتويني ولست أعرف الانهزام

عانقني كي أعود امرأة من جديد !!
كي أتذوق طعم الفستان بالعيد
كي أمشط دمي إليك بالوريد

وأعطر نبضي بالحب والوجد والهيام

عانقني واستمع إلى صوت نبضاتي
واشتعال الجمر في دمي وعزف آهاتي
دعني أرى وجهي بعينيك
وكن لي مرآتي

كي أرى نفسي بلا مساحيق وبلا آثام !

أتعرف أن الحب يغسلنا من الخطايا
ويبدل نظرتنا بكل الزوايا
أتعلم أن الحب من الله أسمى الهدايا

فلنشكر الله كثيرا في كل وقت ومقام