أخي الكريم الأستاذ خميس المكدمي
أعدت بتعليقك لذهني ما يلي :

............... والشاعر ذو عقل وذو روح شفافة تنطلق في آفاق الحس وما وراء الحس وقد تستشرف الآتي فتلتقط في انطلاقها ومضات منه. وأحيانا يصل ذلك الاستشراف إلى حد مذهل من الدقة.

هذه قصيدة للشاعر عبد الرحيم محمود يرحمه الله قالها في استقبال الأمير سعود بن عبد العزيز يرحمه الله لدى استقباله في القدس في 14/8/1935

http://ofouq.com/today/modules.php?n...ticle&sid=1510

نَجمُ السُعودِ وَفي جَبينِكَ مَطلَعُهْ = أَنّى تَوَجَّهَ رَكبُ عِزِّكَ يَتبَعُهْ
سَهْلاً وَطِئتَ وَلَو نَزَلتَ بِمَحمَلٍ = يَوماً لِأَمرَعَ مِن نُزولِكَ بَلقَعُهْ
وَالقَومُ قَومُكَ يا أَميرُ إِذا النَوى = فَرَقَتهُ آمالُ العُروبَةِ تَجمَعُهْ
مالوا إِلَيكَ وَكُلُّ قَلبٍ حَبَّةً = يَحدو بِهِ شَوقاً إِلَيكَ وَيَدفَعُهْ
يا ذا الأَميرُ أَمامَ عَينِكَ شاعِرٌ = ضُمَّت عَلى الشَكوى المَريرَةِ أَضلُعُهْ
المَسجِدُ الأَقصى أجئتَ تَزورُهُ = أَم جِئتَ مِن قَبلِ الضَياعِ تُوَدِّعُهْ
حَرمٌ تُباحُ لِكُلِّ أَوكعَ آبِقٍ = وَلِكُلِّ أَفّاقٍ شَريدٍ أربُعُهْ
وَالطاعِنونَ وَبورِكَت جَنباتُهُ = أَبناؤُهُ (1) أعْظِمْ بِطَعنٍ يوجِعُهْ
وَغَداً وَما أَدناهُ لا يَبقى سِوى = دَمعٍ لَنا يَهمي وَسِنٌّ نَقرَعُهْ
وَغَداً وَما أَدناهُ لا يَبقى سِوى = دَمعٍ لَنا يَهمي وَسِنٌّ نَقرَعُهْ
وَيُقرِّبُ الأَمرَ العَصيبَ أسافلٌ = عَجِلوا عَلَينا بِالَّذي نَتَوَقَّعُهْ
قَومٌ تَضِلُّ لَدى السَدادِ حَصاتهُ = وَيُسَيطِرُ العادي عَلَيهِ وَيُخضِعُهْ
شَكوى وَتَحلو لِلمضيمِ شَكاتُهُ = عِندَ الأَميرِ وَأَن تَرَقرَقَ أَدمُعُهْ
سِر يا أَميرُ وَرافَقَتكَ عِنايَةٌ = نَجمُ السُعودِ وَفي جبَينِكَ مَطلَعُهْ

____________

1- الشاعر الشهيد هو والد الطيب عبد الرحيم.