http://arood.com/vb/showpost.php?p=55859&postcount=17

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي العُمَري مشاهدة المشاركة
أستاذي خشان، مهما يكن من أمر، فإنه يظل للتفاعيل حضورها الذي لا بد أن يدوم في العروض العربي، كونها تلتحم به التحام الكلمات المستخدمة في السلم الموسيقي تعبيرا عن النغم، وكونها تستطيع وصف كافة التشكيلات الإيقاعية بطريقة أقرب إلى الواقع المسموع من الأرقام التي هي أقرب ما تكون إلى التمثيل البصري المجرد، وهو تمثيل غايته نظرية وليست عملية،
أخي وأستاذي الكريم

في مجال العروض، ليست التفاعيل بذاتها ولا استعمالها تعبيرا عن النغم محل خلاف أو حتى محور بحث. فالمضاهاة الصوتية في هذا الصدد أمر لا بد منه.

كلامي في الموضوع هو في مجال علم العروضوأدواته.

يقول د. محمد جمال صقر :

http://www.odabasham.net/show.php?sid=4132

بين العروض وعلم العروض والصرف وعلم الصرف ، من الفرق مثل الذي بين الموسيقا وعلم الموسيقا والنحو وعلم النحو ؛ فالأول من هذه الأزواج ، هو الكائن الطبيعي ، والآخر هو كاشفه وضابطه وقانونه

أنقل من الرابط:

https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd

العروض هو الإحساس بنظام الوزن الذي قد يدرك بالفطرة أو التعلم الذي يشمل القدرة على توصيفه بالتفاعيل أو سواها، وعلم العروض هو منهج البحث المفضي إلى نظريات وقواعد ضابطة.

ولعل هذا هو ما تصفه أنت بأن ( غاينه نظرية وليست عملية )


من ملك العروض وأدواته وكان اهتمامه محصورا بمجرد إقامة الوزن عمليا فلا حاجة له بالعروض الرقمي.
وأنقل لك من الرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha



س2 – إذا كان الشخص شاعرا أو غير شاعر وهمّه معرفة الوزن صحيحه من مكسوره ويتقن التفاعيل فما حاجته للرقمي

جـ2- لا يحتاج الرقمي
ومن يقوم من العروضيين بالانتقال من العروض إلى علم العروض وذخيرته مقتصرة على التفاعيل فإنها تقف في هذا المجال عائقا ضد بصيرته ولك في ( الرقمي قبس من نور الخليل ) أدله.

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/-qabas

ومن أراد أن يكون عالما في العروض ( وهذا غير العروضي ومن باب أولى غير الشاعر ) فلا بد له من الرقمي. ومن ملك الرقمي كانت التفاعيل له تحصيل حاصل، وكان دورها هنا مجرد وسائل إيضاح لا أدوات تفكير.

وحتى تتضح الرؤية فالمقارنة بين الرقمي والتفاعيل تعتمد على الغاية والهدف .

فمن اقتصرت غايته على معرفة العروض توصيفا للوزن وإقامته في كل بحر على حدة وكان يحفظ التفاعيل ويجيد استعمالها فلا يحتاج الرقمي، وإن تعلمه ساعده ولم يضره. ولكنه إذا استعمل التفاعيل خلافا لطبيعتها القائمة على حفظها وحفظ أحكامها وراء هذه الغاية فيما يتطلب إعمال الفكر في التقعيد في مجال علم العروض أضرت به.

ومن كانت غايته الإحاطة بالقواعد الكلية لعلم العروض وما يتطلبه ذلك من تفكير وفهم فلا بد له من الرقمي. ولكنه سيمتلك التفاعيل كأدوات ضمن غايتها وليست كأدوات تفكير فهذا ليس دورها ال1ي من أجله أوجدت.

الخليل عالم عروض بل لعله عالم العروض الوحيد الذي أقام علم العروض من الصفر وعمله فكري شمولي تجريدي.

ولم يكن الناس على مستوى عبقريته ولا يزالون دونها ولهذا استعمل التفاعيل من أجل توصيل الغاية العملية لهم اي العروض في مجال تمثيل الأوزان وأحوالها عمليا عبر فتاوى جزئية لا يحتاجون سواها في هذا الصدد. ولعله ببصيرته أدرك أنه من المستبعد أن يدرك تفكيره أحد من بعده ولكنه لم يغلق الباب وترك دوائره طرف خيط لمن أراد أن يتأمل فراح كثير من العروضيين يصفونها بأنها مجرد طرفة. بل عمدوا إلى ما فيها من بحور مهملة فنسبوها إلى المولدين الذين لا يوجد لملايينهم عبر مئات السنين إلا بيت أو بيتيان على كل من هذه البحور.

هذه المفارقة التي مرت كمسلمة بسبب دور التفاعيل في التركيز على الحفظ دون التطرق إلى العملية الذهنية لدى الخليل، هذه الذهنية التي قال حولها الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."

إن قول الأستاذ ميشيل أديب هذا قوي الصلة بـ (علم العروض)

باختصار :

من أراد الشعر وحفظ أوزانه كفته التفاعيل ولكن إن استعملها أدوات تفكير وذلك خارج طبيعتها اعاقت سعيه في تجاوز العروض إلى علم العروض.

من أراد فهم علم العروض فلا بد له من الرقمي. وتأتي له التفاعيل هينة لينة كأدوات يمتلكها لا مبرمِجات تتحكم في تفكيره .


لولا أهمية هذا الموضوع البالغة لما تابعته بهذا التفصيل، وأنا في هذا مدين بحواري مع العقلية للفذة لأستاذي الرائع علي العمري.

وأتمنى ممن أجاد الرقمي بعد إجادته للتفاعيل ويميز في الوقت ذاته بين العروض وعلم العروض أن يدلي برأيه في هذا الحوار.

والله يرعاك.