اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام اوس مشاهدة المشاركة
الاستفاضة بالدراسه تهم ربما العروضيين حصرا ناهيك عن ان التفاعيل لاغنى عنها ابدا ويجب ان ترافق الرقمي لانها الاساس ولانها تظبط الايقاع ويجب ان تربط مع الدراسه
أستاذتي الكريمة

الرقمي يتدرج ارتفاعا وهو واسع ويمكن لأي شخص أن يصعد فيه ويأخذ منه قدر حاجته وقدر استعداده.

أما المستوى الأول والمباشر وهو وزن الشعر فيمكن أن يكون لدى المرئ سليقة تغنيه عن العروض . ويمكن أن يتعلم العروض بالتفاعيل ولكنه سيقف في أمره عند هذا الحد.

وعلى هذا المستوى بالذات يمكن للمرئ أن يحفظ وزن الطويل مثلا بإحدى الطرق التالية :

هها هم هها هم هم هها هم هها ههم ...... هها هم هها هم هم هها هم هها ههم

نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم للا ........ نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم للا

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ..........بسقط اللوى بين الدخول فحومل

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن .............. فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن


وأنا أجد أجملها طريقة التفاعيل

ولكن لدى استعمالها لما هو أبعد من حفظ شكل لفظي للوزن، كدراسة زحافات وخواص كل بحر على حدة فإنها لا تبقى مجرد أداة بل تصبح السيدة الأشد قوة والأمنع حاجزا في طريق الإحاطة بشمولية فكر الخليل. بل إنها تغدو رمزا يقولب الفكر في جزئيات بمنأى عن الوعي على الصورة الكلية بل حتى باستبعادها في أغلب الأحيان. ولا مجال هنا لشرح كيف غدا التركيز على شكل التفاعيل على حساب جوهر فكر الخليل رمزا لقرون طويلة من التركيز على الشكل على حساب الجوهر عموما وفي الخطير الخطير من الأمور.إنه الفرق بين التجريد إعلاء للفكر وشموليته وهو روح عبقرية الخليل الفكرية، والتجسيد كوسيلة إيضاح لشرح جزئيات لا ضرر منها كأداة بل هي مفيدة ولكن عندما تصبح نهجا فكريا تكون خطيرة. وليس ذلك ذنبها ولكنه ذنب الفكر عندما يتجمد فلا يرى إلا الجزء الذي يطغى على الكل والمظهر الذي يحجب الجوهر .


أما من فهم مضمون وشمولية الرقمي أولا ثم استعمل التفاعيل فإنه يكون سيدها.

ولا يمكن اقتران الرقمي والتفاعيل من البداية على نفس المستوى.

فمن بدأ بالتفاعيل أضحى الرقمي عنده مجرد تعبير شكلي عنها وعن كل ما يترتب عليها. وذلك ما حصل معي في بداية أخذي بالرقمي. وهو يذكرني بنكتة تروي أن أحدهم ذهب لطبيب العيون يشكو من رؤيته أشباحا تتراقص وبعد أن فحصه الطبيب وفصل له نظارة، سأله : كيف رؤيتك الآن ؟ قال تمام يا دكتور فالأشباح أصبحت في غاية الثبات والوضوح.

ولهذا فإن من أتقن التفاعيل يبذل جهدا أكبر في فهم مضمون شمولية الرقمي إذ تقيده التفاعيل بقيودها. والانطلاق من هذه القيود يتطلب جهدا كبيرا.

أما من فهم الرقمي ثم اتجه للتفاعيل فإنها ستكون أداة طيعة في يده.

كل هذا على المستوى الأول. أما ما بعد هذا المستوى اتساعا وارتفاعا وهو كما تفضلتِ يهم العروضيين والباحثين ويكاد لا يهم الشعراء فلا سبيل إليه إلا بالرقمي.

يرعاك الله.

---------

الأخت الأستاذة أم أوس

شكرا لك.

باختصار التفاعيل في ظل فهم جوهر فكر الخليل أداة جميلة.

ولكنها بدون اعتبار شمولية فكر الخليل تظل تصف الوزن وهذا جيد. ولكن خطرها يمتد عندما يهمل الناس منهج الخليل ويهتمون بها على حسابه فتصبح قوالب فكرية تجزيئية وكأنها في العروض رمز لهذا النهج فيما سواه. وليس هذا خطأ التفاعيل ولا خطأ الخليل.

يعلم الأستاذ طلابه في الصف الأول 3 تفاحات + 4 تفاحات = 7 تفاحات

ويريهم التفاحات ويعدونها ويستمتعون برائحتها ويوزعها عليهم ليتذوقوا طعمها تبسيطا وتيسيرا وتشجيعا .

كل ذلك استغلالا للمتعة الحسية في وسيلة الإيضاح أداة للوصول للهدف وهو جوهر الفكر وشموليته .

وبعد ذلك يأتي جدول الضرب وبعد ذلك الكسور وبعد ذلك التفاضل والتكامل والهندسة والجبر و و و . ولا يلزم استحضار التفاح في كل ذلك.


رحم الله الخليل شغلت تفاحاته زكية الطعم والرائحة الناس ونسوا فكره.