أخي وأستاذي لحسن عسيله ذو باع طويل في الرقمي والتفعيلي، نشر في منتدى الفصيح ما يثلج الصدر حول الرقمي ولا أدري لم يضن بما ينشره على منتداه هذا.



http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=71046


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذ-لحسن عسيلة مشاهدة المشاركة
تحية طيبة
أستاذي خشان ، صدقا أقول لك إنه ليس من حقي أن أوافق أو أن أعترض عما تتفضل به لسبب وحيد هو أن طروحاتك الجادة بصدق لإخضاع الشعر العربي لقواعد شاملة جامعة مانعة ، بعيدا عن التجزيئ التفعيلي ، من خلال رؤية عامة عبر لغة الأرقام ،لغة الحاسوب ،أي نعم ، فو الله إني لأدرك ما يستلزم ذلك من مجهودات جبارة بحثا واستقراء وتمحيصا وإنعام نظر وتثبت و تقليب الفكرة وجها لظهر ، واحتمالات ووو..الخ.
وحتى يتسنى لي و لغيري أن ينتقدها ، فعليه أولا أن يتثبت و يجرب وينال نصيبه من ذلك كله ، ليستنتج ثم ليكون بعدها كفؤا لأن ينتقد .
ولكم قرأت من ردود ، هناك من يرد على السطرين و الثلاثة في الحال ، بما شاء الله من الكلام العام ،يتكلم من أجل الكلام ، كما يقول المثل الفرنسي := il parle pour rien dire = يخبط خبط عشواء بلا وازع أخلاقي ، وهو لا يعلم أن السطرين أو الثلاثة ما هي إلا عصارة وزبدة و نتاج وتعب و نصب و ما لا يعلمه إلا الله من البحث و السهر ، فرأينا من عادى الرقمي لأنه استعصى عليه تعلمه لما يتطلبه الأخير في جانبه الشمولي من صبرومصابرة و تركيز فلم يستطع المتابعة فنصب له العداء استنكافا و استكبارا ، و الناس أعداء ما جهلوا ،أو لأنه ران على عقله ما اعتاد من تفاعيل و حدودها ، فعادى التجديد ، لأنه تجديد ليس إلا .
وما نقموا من الرجل إلا أنه نظر إلى البيت كوحدة كاملة في تآلفها بغض النظر عن تخوم التفعيلات ، ومرة نظر إلى مناطق محددة وحاول تتبعها بالاستقراء و التمعن ليقعد لها ، ولله دره من صبور .
وهل سبق هذا الرجل أحد تحدث عن مصطلح الأوثق والذي يعني آخر وتد ثابت قطعا ، وما ترتب من أحكام قبله وبعده ولعمر الله هذه واحدة تندرج ضمن قائمة من الاستنتاجات المعقولة ، لصاحبها عظيم الثواب عند الله .
ولئن كتب الله لهذا التجديد ، النجاح الأخيرالمؤزر ، فلسوف يقدم جليل الخدمات لأبناء أمتنا أولها وليس آخرها ،
الاستغناء عن كل المصطلحات العروضية المعقدة التي لا توحي بدورها كما قال د عمر خلوف في كتابه : كن شاعرا ،
والانتقال بأبنائنا النجباء من النظرة الضيقة التجزيئية ، إلى النظرة الشمولية ، حيث ستفيض أنهار الإبداع على مساحات كببيرة من الآداب و الفنون الأخرى ، ولقد درست العروض التفعيلي من حوالي واحد و عشرين سنة خلت ، حملت معي فيها جملة من الأسئلة التي لم يجبني عنها وليس عليها ، أحد حتى درست الرقمي وتخرجت منه ، ليس هذا إشهارا لهذا المنهج العقلاني الجميل منهج العروض الرقمي ، ولكنها الحقيقة كل الحقيقة .
ولهذا الإبداع كما باقي الإبداعات ، مؤيدون و معادون ، ولطالما تمنيت أن أجد ناقدا موضوعيا ينتقد المنهج الرقمي بمنتهى الموضوعية ، بدون خلفيات ،فلم أجد . أتدرون لماذا ؟ لشيئين اثنين لا ثالث لهما :
1- لأن نقد مثل هذه الطروحات يستلزم البحث والاستقراء و التجريب والتتبع، وهذا مدعاة للنغص و الملل و التعب والضجر و السهر ، وهو ما لا يتحمله إلا صبار بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
2- لأن معظمنا خضع لجبروت التفاعيل وحدودها ،فصارت هدفا في حد ذاتها ،فأسست عبر العصور للنظرة التجزيئية ، والتي لم تكن في الحقيقة إلا أمثلة للتبسيط و التقريب عند صاحبها الخليل عليه رحمة الله ، فحال ذلك كله بيننا وبين استيعاب قراءة جديدة لفكره ومنهجه، قراءة لا تنفك عنه و لا تخرج عن منهجه قيد أنملة وتجيب في بساطة عن كم هائل من الأسئلة العروضية .

وإذا أغراك أخيك القارئ هذا الرد، وأردت أن تتأكد بنفسك فما عليك إلا مطالعة ما جاء في موقع العروض رقميا
وأخيرا فإن الأستاذ محمد خشان ، لا يصادر العروض التفعيلي و منهج الخليل كما تصوره البعض ، وإنما يصدر عنه ويرد عليه في إبداع غير مسبوق .
يمكن لأستاذي خشان أن ينفل هذه السطور إلى ورقتي الخاصة بالدورة الثامنة في إطار اللمسات الختامية مشكورا قصد الاطلاع و المشاركة .
تحياتي العطرات .