.

أيهما سيكون الصواب برؤيتك ! ....
في أمور كهذي وما سبق من ردود مني لا تنتظر أستاذي أن أقرر ما الصواب برؤيتي لسبب :
/ ربما لاحظت أستاذي أني لا أبتني ردودا من بنيات أفكاري عملا بـــ ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب) ...!!!
و الله تعالى يقول : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون .


وحتى لا تذهب هذه الكلمات التي سُردت في ثلاثة أيام دون فائدة ،، سنكون بين صورتين :

الأولى : تدهورت أحوال المسلمين ،، وستعود العزّة للمسلمين إذا أردنا ذلك ،، وليس لله علاقة بذلك فهو في دور المراقب ...

الثاني : تدهورت أحوال المسلمين بإرادة الله ومشيئته ،، وستعود بإرادة الله ومشيئته فهو مسبب الأسباب .......
في صفحة من كتاب : همسات للسراة مقال بعنوان :ما قضى كان فحواه :
فلو خلائق الاله اجتمعت,لضر عبد واحد ما قدرت,او نفعه فافهم هديت للعمل , ان لم يكن قد خط قبل فى الازل .
ماقضى كان , وما سطر منتظر ,وكل شىء بسبب,ولن يجد عبد طعم الايمان حتى يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه
((ما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الافى كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على يسير )) فكل شىء بقضاء وقدر ,والكل فى ام الكتاب مستطر ,والله لايضع امرا الافى موضعه , ولا يوقعه فى موقعه انه حكيم عليم .
ما حدثٌ مؤلم يحل الا بحكمة الله , لتتميز الصفوف ,وتتعرى النفوس , وتظهر الحقائق , ويتميز الحق من الباطل , انه حكيم عليم .يبتلى عباده المومنين ليستخرج عبوديتهم وذلهم وافتقارهم له , اذ لو كانوا منصورين دائما لدخل معهم من ليس منهم وبطروا, ولو كانوا مقهورين مغلوبين دائما ما قامت للدين قائمة ولم يدخل معهم فيه احد ويئسوا
انه حكيم عليم , فلتعلم الامة ان ما اصابها من شدة ولؤاء وهزائم , انما يتم بعلم الله وحكمته , والعاقبة لاولياء الله ولدين الله الذى تكفل بحفظه , ونصرة اهله فلا ياس
جنين النصر يصرخ فى سنى العـــجز والياس
دعوا الاحزان ياقومــــى على ابـــواب يؤاس
وصوغوا البشر ولتحيوا ليالكم بإينــــــــــاس
قريبا تغــــــسل الارض التى خبثت بانجاس
بشـــــــــارات نتيه بها تحطم صخرة الياس
وعد من الله , ولن يخلف الله وعده(( ولن تجد لسنت الله تبديلا )) لكنها سنة لاتحقق الا باسبابها من عمل بكل ما فى الوسع والطاقة , مع ايمان ويقين بان المدافعة مستمرة والعاقبة للحق .
والنصــر اتى يومه والحق لايتبدل
هذا يقين صادق انى لاقســــم مقبل
فلاعجز ولا استسلام ولا تواكل , بل سعى وجد وعمل , ودفع لقدر بقدر الله ,وفرار من قدر الى قدر الله , مع ثقة بو عد الله وجزم بقرب نصر الله ,فاذا قضى الامر ولم تنفع المدافعة , وجب التسليم مع رجا ء الخير العظيم .

وفي آخر:
ما كان ربك غافـلا**** وهو الحكيم المنتقـم
لو شاء اهلك من طغى****لوشاء دمر من ظلم
فرعون اغرقه ******ولــم تعجزه عاد او ارم


وفي غيرما موطن من ذات الكتاب:
النصر للمؤمنين وعد من الله ما من شك فى تحققه فى واقع الحياة وان تاخر عن حساب البشر , مهما فشت الضلاله ,واستحكمت الغواية , فسينصر الله دينه , وستكون خلافة على منهاج النبوه, وسبيلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار,بصدق العلماء , وجهود الدعاه ,ودماء الشهداء,بالجد لابالهزل , بالاعمال لا بالاقوال ولابالامان,بالقلوب الصادقة لا النفوس الخائنه,وعد الله لايخلف الله وعده ولكن اكثر الناس لايعلمون ,(( ان لننصر رسلنا والذين امنوا ــ وان جندنا لهم الغالبون ـــ كتب الله لاغلبن انا ورسلى ))
كيف تياس امة معها هذه النصوص من كتاب الله ,بل معها كتاب الله وسنة رسوله (ص)
كلما اطفا منها قبس اشرق القران بالفجر الجديد
كيف تياس امة معها خبر صادق ثابت لا شك فيه , انها باقية ظاهرة منصورة الى قيام الساعة ,
كيف تياس امة هى غيث لايدرى خير اوله ام اخره ,
كيف تياس امة معها خبر يقين انها سوف تهيمن وتحكم الدنيا وتملى الارض عدلا بعد ان تملى جورا وظلما ,
كيف تياس امة عبوديتها لرب كريم رحيم ,لايزداد على السوال الا كرما وجودا ,
كيف تياس امة تقرا فى قرانها ((ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ))
كيف تياس امة او تستسلم وهى مدعوة حين تنقطع بها الاسباب ان تتصل بمسبب الاسباب وتظل تامل فى زوال الغمة , وتحسن الاحوال .
فاطرح الياس جانبا واتخذ مئزرا الثقات
ما التفات الى الورى بالذى يوصل السعاد
ما ارتماى على الثرى بالذى ينقل الحفـــــاة

ان تاخر النصر لايعنى عدم تحقق وعد الله , لكن ذلك لسبب يبحث عنه بلا ياس ولا كلال, ومن سعى باحثا لم يعدم السببا, يقول سيد ـ رحمه الله ـ ما مضمونه
قد يبطىء النصرلان بنية الامة المومنة لم تنضج نضجها بعد , فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا , ولم تحمه طويلا ,فاتئدوا فى امركم ,وائتلفوا وامشوا على الهدى ولا تستياسؤا .
قد يبطىء النصرحتى تبذل الامة المؤمنة اخر ما فى طوقها من قوه , وما تملكه من رصيد ,فلا تبقى عزيزا ولا غاليا الا بذلته هينا رخصيا فى سبيل الله , وحالها
وهبت نفسى لمولى لايخيب له راجى على الدهر والمولى هو الواقى
انى مقيم على عهدى وميثاقى وليس لى غير ما يقضيه الخـــــــلاق
قد يبطى النصر حتى تجرب الامة كل قواها , فتدرك ان هذه القوى بدون سند من الله لاتكفل لها النصر , فتكل الامر بعدها الى الله وحالها
فيارب ادركنا فقد بلغ الذبا من الكرب سيل الفاجعات المفرق
قد يبطى النصر لان البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق , فيظل الصراع قائما حتى تتهيا النفوس فى تلك البيئة لا ستقبال الحق واستباقه ,
]فالنصر يا قوم لن تهنى سحـــائبه الا بجيل عظـــــيم البــــــــذل مغوارى
هبوا ولبوا فما فى البؤس من رغد فالــــــــجذع من مكة والغصن انصارى
ولم تزل راية التوحيد خــــــــــافقة ومرهب الحــــــــد مسنون على النار

قد يبطىء النصرلتزيد الامة صلتها بالله ,وهى تعانى وتتالم وتتورع ,فاذا ما اذن الله لها بالنصر , لم تطغى ولم تنحرف عن الحق الذى نصرها الله به ,
لكنها كالجبال الشمى قد ثبتت فما يزعزعها بغى وارجاف
قد يتاخر النصر لان الامة المؤمنة لم تتجرد فى جهادها لله , فهى تجاهد لمغنم او حمية او شجاعة , والله يريد ان يكون الجهاد لاعلاء كلمته , وفى سبيله بعقيدة
]لو هزت الاجبال مـــــــن ذعر لما اهتزت مع الاجبال
عقد الاله عراها جل جلاله اتــــــرى لعقد الله من حلال

قد يبطى النصر لان فى الشر الذى تجاهده الامة بقية من خير , يريد الله ان يجرد الشر منها , ليتمحض خالصا , ويذهب وحده هالكا ,فلو كان ملقا بظهر الطريق,لم يلتقط مثله اللاقط .
]وقد يبطىء النصر لان الباطل الذى تحاربه الامة لم ينكشف زيفه للناس ,فيشاء الله ان يبقى الباطل حتى ينكشف ويذهب غير موسؤف عليه , ولذ فان علينا تعرية الباطل والكشف عن وجهه القبيح , وفضح اهله لتكفر الامة بهم وتتبرى منهم فذلك من اعز مقاصد التشريع ,(( ولتستيبن سبيل المجرمين ))

ومع ذا فالنصر ات ,لكنه لاياتى عفوا ,بل له سنن خلده الله فى كتابه ليعمل ويتعامل به المؤمنون . ومنها ,
(( ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده ــ وما النصر الا من عند الله )) ونعم الناصر الله , كتب الله بان الحق غالب ,وبان الرسل منصورون باسم الله مهما ارجف الطاغوت واستعلى وافنى وتكالب , ان دين الله غالب , ان امر الله غالب , ان وعد الله غالب ,ان حزب الله غالب , ومنها,
ان الله لاينصر الا من ينصره (( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ــ ولينصرن الله من ينصره )) ومنها
ان النصر لايكون الا للمؤمنين وبالمؤمنين (( هو الذى ايدك بنصره وبالمؤمنين ))
قد ينصر الله بالملائكة, وبالريح, وبالرعب , وبالجنود الاترى ,لكن هذه كلها تتوقف على وجود المؤمنين ..
فالملائكة نزلت فى بدر على المؤمنين(( فثبتوا الذين امنوا )) والجنود التى لاترى ارسلها الله يوم الاحزاب حين ابتلى المؤمنون (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ))(( متى نصر الله الا ان نصر الله قريب ))
لاتياسؤا ليل الشقاء سينجــــلى والفجر سوف يزف صوت البلبل
وستحمل الدنيا معاشل نصرنا فى كفها وتــــدك كل مضـــــــــلل

الهمسة الخامسة ( قل هو من عند انفسكم )

(( وما اصابكم من مصيبة فبما كسبن ايديكم ويعفوا عن كثير )
) ان سبب الهزيمة واحد لاينبغى تجاهلو ولا طمسه بكل الاعذار الواهية ,انه سبب داخلى ,فلا تلموا احدا ولوموا انفسكم ,هذا هو فج الحقيقة الذى يسلكه ويؤمن به العقلاء,فلا يضل بهم سبيل ,اذا ما انهزم المسلمون فى نيادين الدعوة والجهاد ,فعليهم ان يتهموا انفسهم , ويقوموا مسيرتهم ,ويزنوا اعمالهم بميزان الحق ,فمن من سنن الله ان الله لايسلب قوما نعمة الا اذا غيروا او بدلوا (( ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم)) ومن سنن الله ان النصر لايكون الا بخلاص النية لله , وحسن التوكل عليه والاخذ بكافة الاسباب ,فلا يستحق نصر الله من تنكر لهذه السنن واعتمد على قوته وحوله وكثرة جنده ,صدق الله تعالى وحده ,انما النصر ثواب المخلصين ,(( ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا)) وعد قطعى لايختص بعصر دون عصر ,حقيقة لايحفظ التاريخ الاسلامى كله واقعة تخالفها ,فنقول فى ثقة بوعد الله ان الهزيمة لاتلحق بالمومنين من خلال تاريخهم كله الا من خلال ثغرة ,وبقدر هذه الثغرة يكون الهزيمة ثم يعود النصر للمومنين ,ففى احد كانت الثغرة فى ترك طاعة رسول الله (ص) والطمع فى الغنيمة,وفى حنين كانت الثغرة فى الاغترار بالكثرة والاعجاب بها ,لن نغلب اليوم من قله ,فمن الخير للامة ان تدرك ذلك جيدا ,لقد طرقت الامة كل الابواب ,ومدت ايديها مستخزية الى كل الامم ,فجاءت بالوشل , وباءت بالفشل ,كذب الرعد , واخلف الوعد ,واورد الابل سعد ,وما رجعت الابالخيبة صفر العيبة مع المهانة والصغار والضعة والخسار , فان بقيت على حالها فهى بحاجة الى لطمات وضربات وصفعات توقظها حتى تعى ,وستعى اليوم او غد او بعد غد ,فان قالت فى خضم محنتها انى هذا ؟ ((قل هم من عند انفسكم ))
لو عرفنا الله ما شطت بنا سبل التضليل لو ذقنا الهوان
.هذا مافهمه قادة امتنا الذين اعز الله دينه ,يذكر ابن النحاس ان جند المسلمين حاصروا حصنا للكفار فاستعصى عليهم فتحه فقال اميرهم انظروا ماذا ارتكبتموه من البدع , او تركتموه من السنن ,فنظروا فاذا هم قد اهملوا السواك , فبدروا اليه واستعملوه فقذف الله الرعب فى قلوب عدوهم وفتح الله عليهم
ان اللائى تيقى وهو غالية وانما تعصف الامواج بالزبد
فلو ذهبنا نتتبع كل مرة تخلف فيها النصر عن المسلمين فى تاريخهم , لوجدنا شيئا من ذلك نعرفه او لا نعرفه , اما وعد الله فهو حق فى كل حين ,والهزيمة حقا هى هزيمة الروح ,اما اذا بعثت الهزيمة الهمة ,وبصرت بالمزلق,وكشفت الزيف ,فهى مقدمة لنصر اكيد ,ان قاعدة قهر الباطل هى ايجاد الحق ,(( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق )) فلنراجع انفسنا والا كنا :
مثل الفراشة حين تلقى نفســــــها فوق السراج بلهفة فتحطم
او كالسعاة الى السراب وكلما زاد اقتراب القوم زاد المندم
انى هذا ؟ ((قل هو من عند انفسكم ))


هذا و سلام عليكم .