شكرا لك أخي الحسين وما تفضلت به يتقاطع مع الحوار الذي تم هناك وأنقله هنا. لعلاقةالحوار بموضوع (فلنفكر )

رد الأستاذ محمد سالم :

هناك تداخل بين العادة و الشرع كثيرا ما يوقعنا في متاهات و تذوب علينا الحدود بينهما فنُدخل ما كان من العادة في الشرع و أحيانا ندخل ما كان من الشرع في العادة فننوي به إخلاصا لها لا إخلاصا له..
يروى أن الرسول صلى الله عليه و سلم رفض أن يقال فيه شعر لا يبدأ بغزل و من المعلوم أن القصيدة كانت تبدأ بالغزل لتتسلسل بعد ذلك إلى وصف الناقة ثم غرض القصيدة النهائي..
يمكن لأي منتدى أن يسن قوانين و يرسم حدودا و يضع قيودا، لا غبار على ذلك و ينبغي علينا كموقعين على قانونه الداخلي أن نحترم ذاك الخيار، لكن نحترمه على أساس أنه حدود بشرية لا حدود إلهية، تلك يتم وضعها في إطار أن صاحب الضيافة له الحق في أن يسن ما بدا له من قوانين يتعامل بها الضيوف دون المطالبة بالدليل، و هذه لابد فيها من دليل حتى يتم اتباعها عن بينة..
كان ذلك مجرد رأي فإن كان صوابا فمن الله، و إن كان غير ذلك فأستغفر الله من الزلل..
******
ردي:

أخي الكريم محمد
أتظن أن اقتصار معظم الصفحات الأدبية في كثير من المنتديات على شعر أو بالأحرى كلام الغزل أمر يروق لإنسان سليم الذوق ناهيك عن إنسان يحب لأمته الخير في إطار القيم التي أرساها دينها.

نعم هناك البشري وهناك الإلهي وهناك حق إدارة المنتدى ووجوب التقيد بما تراه. لا خلاف على ذلك.
وهنا حوار فكري حول ما أحسنت توصيفه من فارق بين حدود التشريع الإلهي والاختيار البشري. والحوار فحواه حول هذا الفارق. لماذا هو ؟ ومدى حكمته ؟

هذا التساؤل مناسبته ما تقدم من قول في المنتدى ومجاله كما ترى أعم من موضوع المنتدى ويأتي في ضوء انطباع عام عن حال المسلمين في التشدد في بعض الأمور بما يضيق عن الحد الإلهي. وما يصاحب هذا من التساهل بأمور أهم كثيرا كثيرا كثيرا - تعرف أنه لا مجال لذكرها - بحدود تنداح أوسع بكثير جدا من الحد الإلهي. وترافق هذين النمطين حتى كأنهما وجها السبب الخببي الخفيف والثقيل هو ما حدا بي إلى الكتابة في الموضوع.

هو كما قلت حوار فكري مناسبته - شعر الغزل العذري - ولكنه كطبيعة شمولية التفكير المتجذرة في الرقمي يتناول مدى أوسع من الشعر العذري والمنتدى.

طبعا كل هذا مع احترام شروط المنتدى.

والله يرعاك.

*****
رد الأستاذ محمد سالم:

عندما تكلمتُ عن شروط المنتدى و قوانينه لم أكن أريد إن اقول أن عليك أنت شخصيا الالتزام بها، معاذ الله، فأنت أول من يلتزم بتلك القوانين حسب علمي بك،
أردت أن أفرق بين درجة قبول البشري و درجة قبول الشرعي، واحد هو الذي يرسم حدود العادة، و عندما يطالبني أحدهم الالتزام به ينبغي أن يطالبني بالالتزام به انطلاقا من تصنيف الأمر على أنه غير إلهي بل خيار قد أوافق أنصاع له مرغما و لكن ليس تعبدا ، أردت أن أشدد على أن من يتوقع مني الاتزام بحد بشري ينبغي أن يبني توقعه على قبولي له في إطاره الصحيح البشري لا أن يبحث لي عن مسوغات غير موجودة لأتعبد به ربي.
الآخر الذي هو شرعي يُقبل إما بنصه أو بمقصده لكن لا بد فيه من دليل قطعي حتى أوافق على مصدره.
هذه الضبابية في الحدود بينما هو شرعي و بشري كما أسلفت تنسحب على مختلف مناحي الحياة، فنحن للأسف لا نعرف كيف نستخرج القوانين الإلهية نتيجة لعدم صبرنا على عملية التفكير التي هي تعبدية،
التعميم عندنا هو المسلمة الأولى و الأخيرة التي نركن إليها فقد نحكم على منظومة سلوك بانهيارها نتيجة انهيار جزئية منها، لأننا نركز على الجزئيات ولا ننظر إلى الشمولية،
قد نحكم على شعب بالفساد لفساد بعض أفراده، على حرمة فن لأن بعض ممارسيه شذوا عن القاعدة العامة، على حرمة شعر غزل لأن فيه غزلا بذيئا..و هكذا..