أسعد الله مساء أستاذي بكل خير ......
أستاذي الغالي ،، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ،،،، هذا هو محور مايحدث برمته بحسب رؤيتي القاصرة ...أخي وأستاذي العزيز البحر الأحمر
أحسن كل من أخي فيصل والأخت نادية الرد وأضيف إلى ما تفضلا به
قولك : "الأمر الفلاني رباني لو اجتمعت الأمة على التغيير فيه فلن تستطيع ..... لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله"
حيرتني هذه العبارة .
فإني عندما أجلت فيه النظر وجدته خطيرا يحدث في الفكر والعقيدة هزات تنداح دوائرها وتتسع بشكل لا أظنك تقصده ولا ترغبه. ومما زاد من حيرتي مناقضته لكلام قلته لي قديما في ما رأيته أنت حينها أمرا ربانيا . ولهذا أرجوك أن توسع صدرك وترد على أسئلتي جميعا بما تراه بشكل مباشر، فإني أرى الأمر يستحق ذلك بالنسبة لي ولسواي.
يا أستاذي ،، سقطت الخلافة بإرادة الله ،، وستعود بإرادة الله ..... أتمنى أن نكون مختلفين في هذه النقطة ،،، فقد بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ وكل ذلك بإرادة الله ...... ولا راد لمشيئتة ...
وإلغاء مشيئة الله أو جعلها تبعًا للو كان ولو حصل ولو فعل ولو لم يفعل لتكون تحت مشيئة البشر ،، أنا لا استسيغه بأي حال كان ........
1- هل معنى هذا أن الأمة إذا رأت مصلحتها في أمر وكان ربانيا فعليها أن تكتفي بالانتظار ولا تعمل شيئا ؟ ثم ماذا إذا كان التكليف بالأمر الرباني فريضة ربانية هل تمتثل لواجب التكليف الرباني أم تحجم بانتظار تنفيذ الله لأمره الرباني طالما أنها لن تستطيع عمل شيء في الأمر الرباني.
بل تعمل وبيقين أن النصر والنجاح بيد الله وحده ،،،
2- وهل إذا عملت أو عمل بعضها شيئا لما يرونه تحقيقا للأمر الرباني فإن ذلك يعتبر دليلا على ضعف الإيمان ؟ من حيث أن كلامك قد يفهم منه أن الله قادر على تحقيق ما يشاء دون أن تعمل الأمة شيئا .
نعم إن الله قادر على كل شيء وإذا أراد شيء فإنما يقول له كن فيكون ،،، أوليس الله بقادر على كل شيء ! ،، رجاء التأكد من صيغة التساؤل باللون الأحمر ...
3- وكيف تنظر إلى ما تجشمه المصلحون من مشاق انتهت بنصر رباني للحق على يدي أمثال صلاح الدين وأحمد بن حنبل والشيخ محمد بن عبد الوهاب ؟
جهود مبذولة كتب الله لها النجاح بقدرها ......
4- وهل في الحياة أمور ربانية وأخرى غير ربانية ؟
فلنتساءل عن انتصار إسرائيل ،، هل هو رباني أم اجتهاد بشري ! .. أوليس كل شيء بقضاء وقدر ! .....
5- وهل اقتراف الفرد للسيئات عمل رباني أم غير رباني ؟ فإن كان غير رباني فهل تم رغما عن الله وإن كان ربانيا فلم يعاقب مقترفه ؟
يا أستاذي وفقك الله ،،، ( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم ) ،،،،، فلنتساءل عن سقوط الخلافة وإعادتها ودور الأسباب البشرية في ذلك ،،، وسيكون جوابه في الآية السابقة .....
6- أليس فشل الأحزاب في غزة الخندق أمر رباني ؟ فما رأيك بحفر المسلمين للخندق ؟ على ضوء شرحك المتقدم ؟
هل تريدني أن أقول ليس لله علاقة به ،، وهو اجتهاد بشري تم رغمًا عن الله تعالى الله علوًا كبيرا ...... طبعًا أمر رباني ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ) .......
7- ثم - وأنا أعرف صدق إيمانك – كيف توفق بين قولك المتقدم وقوله تعالى :
" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
وقوله تعالى :
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
وقوله عليه السلام :" إعقل وتوكل "
علينا تأدية ماعلينا فقط ،،، وليس أكثر ..... كقطرات المطر تجتمع فتكون سيل ( بإذن الله ) ...
8- أين موقع الأخذ بالأسباب في ضوء تعليقك المتقدم.
الأسباب لماذا ! ،، لما نشاء أم لما يشاء الله .. إن كانت الأولى فلا أعرف ،، وإن كانت الثانية ففي إجابة السؤال السابق ......
9- " لابد من التعامل مع ما أراده الله كما أراد الله"
كيف يكون ذلك ؟ وكيف يريدنا الله أن نتعامل مع إرادته كما يريد ؟ هل تعرف أنت ذلك وفي أي الأمور تعرفه وفي أي الأمور لا تعرفه ؟
ثم ما موقع التكاليف الشرعية لبلوغ الأمور الربانية على مستوى الفرد والجماعة في ظل هذا الطرح؟
* ابتسامة * تخونني ذاكرتي في استرجاع القصة ،، ولكنها في هذا السياق : جاء رجل في زمن الإمام الغزالي من فلسطين ،، وقام بعد صلاة الجمعة وخطب في المسلمين بما يفعله الصليبيين في المسلمين حتى ضج الجامع بالبكاء ،،،، انتهى الرجل فقام كل واحد إلى عمله وكأنه لم يسمع شيء ..... فعكف الإمام الغزالي رحمه الله على تأليف ( إحياء علوم الدين ) ومن ثمراته كان صلاح الدين ...
يا أستاذي نحن الآن أمة بعيدة عن الله ....
علينا تأدية ماعلينا فقط ،،، وليس أكثر ..... كقطرات المطر تجتمع فتكون سيل ( بإذن الله ) ،، فإن لم يرد الله لها ذلك ،، فنكون قد أدينا ماعلينا ( ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ) ...
والله يرعاك.
وإذا أراد الله ،،، سقطت الجبرية ،، وقام الخليفة بين الركن والمقام وحولة نفر قليل من المسلمين ،،، وليس الأمة كاملة .........
وأسعد اله مساءك بكل خير ....
المفضلات