وعلى ذكر التعدد خذوا هذي:

.
أتاني بالنصائح بعض نــــاس *** وقالوا أنت مقدام سياسي
أترضى أن تعيش وأنت شهم *** مع امرأة تقاسي ما تقاسي
وإن غضبت عليك تنام فردا *** ومحروما وتمعن في التناسي
تزوج حرمة أخرى لتحيا *** سعيدا سالما من كل باس
فقلت لهم معاذ الله إني *** أخاف من اعتلالي وارتكاسي
لي امرأة وشاب الرأس منها *** فكيف أزيد حظي بانتكاسي
فصاحوا سنة المختار تنسى *** وتمحى أين أرباب الحماس
فقلت أضعتم سننا عظاما *** وبعض الواجبات بلا احتراس
لماذا سنة التعداد كنتم *** لها تسعون في عزم وباس
وشرع الله في قلبي وروحي *** وسنة سيدي منها اقتباسي
إذا احتاج الفتى لزواج أخرى *** فذاك له بلا أدنى التباس
ولكن الزواج له شروط *** وعدل الزوج مشروط أساسي
فقالوا أنت خواف جبان *** فشبوا النار في قلبي وراسي
فخضت غمار تجربة ضروس *** بها كان افتتاني وابتئاسي
يحز لهيبها في القلب حزا *** أشد علي من حز المواسي
رأيت عجائبا ورأيت أمرا *** غريبا في الوجود بلا قياس
وقلت أظنني عاشرت جنا *** واحسب أنني بين الأناسي
لأتفه تافه وأقل أمر *** تبادر حربهن بالانبجاس
فإحداهن شدت شعر رأسي *** وأخراهن تسحب من أساسي
وإن عثر اللسان بذكر هذي *** لهذي شب مثل الالتماس
وكم من ليلة أمسي حزينا *** أنام على السطوح بلا لباس
ويوم أدعي أني مريض *** مصاب بالزكام وبالعطاس
وإن لم تنفع الأعذار شيئا *** لجئت إلى التثاؤب والنعاس
وإن فرطت في التحضير يوما *** عن الوقت المحدد يا تعاسي
وإن لم أرض إحداهن ليلا *** فيا ويلي ويا سود المآسي
يطير النوم من عيني وأصحو *** لقعقعة النوافذ والكراسي
يجيء الأكل لا ملح عليه *** ولا أسقى ولا يكوى لباسي
وإن غلط العيال تعيث حذفا *** بأحذية تمر بقرب رأسي
وتصرخ ما اشتريت لي احتياجي *** وذا الفستان ليس على قياسي
وإن أشري لأحداهن فجلا *** بكت هاتيك يا باغي وقاسي
رأيتك حاملا كيسا عظيما *** فماذا فيه من ذهب وماسي
تقول تحبني وأرى الهدايا *** لغيري تشتريها والمكاسي
واحلف صادقا فتقول أنتم *** رجال خادعون وشر ناس
فصرت لحالة تدمي وتبكي *** قلوب المخلصين لما أقاسي
أروح لأشتري كتبا فأنسى *** وأشري الزيت أو سلك النحاس
ولا أدري عن الأيام شيئا *** ولا كيف انتهى العام الدراسي
فيوم في مخاصمة ويوم *** ندواي ما اجترحنا أو نواسي
فلما أن عجزت وضاق صدري *** وباءت أمنياتي بالإياسي
دعوت بعيشة العزاب أحلى *** من الأنكاد في ظل المآسي
وجاء الناصحون إلي أخرى *** وقالوا نحن أرباب المواسي
ولا تسأم ولا تبقى حزينا *** فقد جئنا بحل دبلوماسي
فصحت بهم لئن لم تتركوني *** لانفلتن ضربا بالمداس
الشاعر ناصر الزهراني