التخلص في الشعر العربي هو فن انتقال الشاعر من غرض ظاهر يستهل به قصيدته هو الغزل غالبا إلى الغرض الحقيقي وهو غالبا المدح.
وقد برع المتنبي في ذلك
ساجعل أبيات الغرض الظاهري سوداء ، وأبيات الغرض الحقيقي زرقاء وبيت التخلص أو أبياته حمراء، ليت المشاركين الكرام يأتون بأمثلة أخرى، لتكون هذه المشاركة مرجعا لهذا الفن الرفيع.

للمتنبي
مْـعٌ جَـرى فقضـى في الرَّبع ما وَجَبا = لأهلــهِ وشَــفى أنّــى ولا كرَبــا
عُجْنـا فـأذهبَ مـا أبقـى الفِـراقُ لنا =مِــن العقـول ومـاَ ردَّ الـذي ذَهَبـا
ســقيتُهُ عــبَراتٍ ظنّهــا مطــراً =ســوائلا مِـن جـفونٍ ظنهـا سُـحُبا
دار المُلــمِّ لهــا طيــف تَهــدَّدني =لَيــلاً فَمـا صَـدَقَت عَينـي ولا كذَبـا
أَنأيتُـــهُ فَدَنـــا أدْنيتُــهُ فنــأى =جمَّشْـــتُهُ فنَبـــا قبَّلتُــهُ فــأبى
هــامَ الفُــؤادُ بِأعرابيــةٍ ســكنَتْ =بيتـا مِـنَ القَلـب لـم تمـدُد لَـهُ طُنُبا
مَظلومَــةُ القَـدِّ فـي تَشـبِيهِهِ غُصُنـاً =مَظلومَـةُ الـريقِ فـي تشـبيههِ ضَرَبـا
بَيضـاءُ تُطمِـع فـي مـا تَحـتَ حُلَّتِها =وعَــز ذلــكَ مطلوبــاً إذا طُلِبــا
كأنهـا الشـمسُ يُعيـي كَـفّ قابضِـهِ =شُــعاعها ويَــراهُ الطَّـرْفُ مُقتَرِبـا
مـرتْ بِنـا بَيـن تِربيهـا فقُلْـتُ لهـا =مِـنْ أَيْـنَ جـانَسَ هـذا الشَّادِنُ العَرَب
اسْـتَضْحَكَتْ ثُـمَّ قـالَتْ كالمُغيثِ يُرى =لَيـثَ الشَّـرى وهوَ مِن عِجْلٍ إذا انْتَسَبا

جـاءتْ بأشـجَعِ مـن يُسْمى وأسمحَ مَنْ =أعطـى وأبْلَـغ مَـنْ أمـلَى ومَـنْ كَتَبا
لَـو حَـل خـاطِرُهُ فـي مُقْعَـدٍ لَمشَـى =أو جــاهِلٍ لَصَحـا أو أخـرسٍ خَطَبـا