يا أستاذي يا ساهد

هناك صدر وهناك عجز
ولا يجوز تسكين آخر الصدر بعد مد إلا في التصريع وهو موافقة آخر الصدر لآخر العجز في مطلع القصيدة.
آما آخر العجز فيجوز تسكينه بعد مد ويلتزم ذلك في القافية. وليس لكلمة الرؤى أي أهمية خاصة . فقط نتجنب بها التسكين.

وأما في التعديل الثاني فيعتبر كل سطر بيتا بذاته كأنه عجز فيجوز التسكين بعد مد.

وأما الرمل فصبرك علينا

وإليك عن موضوع التصريع وما لف لفه من منتدى أهل الحديث ما يلي :



والترصيع مصدر رصَّع والنشاط وعند أهل البديع هو أن يقابل الشاعر كل كلمة من صدر البيت بكلمة في عجزه مع تساوي الوزن والروي والإعراب غالبا كقول ابن حجة الحموي من بديعته
فكم ترصَّع شعري واعتلت همي
وكم ترفَّع قدري وانجلى غمي

وقد يقع الترصيع في السجع وهو أن تتفق الفاصلتان في الوزن والتقفية ويكون ما في الفقرة الأولى من الألفاظ مقابلا لما في الثانية كذلك نحو إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ

ومنه قول الحريري
يطبع الأسجاع بجواهر لفظه
ويقرع الأسماع بزواجر وعظه

--- وقال:

التصريع مصدر صرَّع. وعند البديعيين هو أن يتفَّق آخر جزء من صدر البيت مع آخر جزء من عجزهِ في الوزن والإعراب والتقفية. وهو نوعٌ من التسجيع وأحسن ما يكون في أول القصيدة كقول امرئ القيس في مطلع معلَّقتهِ

قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ

ملاحظة مني : ( إذا لم يخرج آخر الصدر في موافقته للعجز عن الوزن السموح به سمي ذلك تقفية ) وإن خالف بقية الصدور في وزنه سمي ذلك تصريعا، كما هو وارد أدناه وإنما وددت التفريق بين التصريع والتقفية )

وقد يستعملونهُ في أثنائها كقولهِ بعد أبياتٍ منها

أفاطِمَ مهلاً بعض هذا التدلُّلِ
وإن كنتِ قد أزمعتِ صرمي فأجمِلي

وعند العروضيين هو كذلك في صورتِه واستعمالهِ غير أنهم يشترطون فيهِ أن تكون العروض (أي آخر جزء من صدر البيت) خارجةً عن حكمها الثابت لها في نفسها فتكون مخالفة لبقيّة أعاريض القصيدة كقول امرئ القيس أيضًا

قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ وعرفانِ
وربعٍ عفت آثارهُ منذ أزمانِ اهـ

السؤال هو ما هو قول أهل التحقيق: هل هو التصريع أم الترصيع



أما الترصيع فمن أنواع السجع، وذلك أن السجع – كما تقرر عند أهل البديع - ثلاثة أنواع: مطرف ومرصع ومتواز.
يقول صاحب التلخيص:
(ومنه السجع: ... وهو ثلاثة أضرب:
مطرف إن اختلفا في الوزن نحو: (ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا)، وإلا فإن كان ما في إحدى القرينتين أو أكثر مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية فترصيع نحو: فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه، وإلا فمتواز نحو: (فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة).

وجاء في الإيضاح للقزويني (ضمن شروح التلخيص 4/446 وما بعدها – دار السرور لبنان):
(وهو ثلاثة أضرب مطرف ومتواز وترصيع لأن الفاصلتين إن اختلفتا في الوزن فهو السجع المطرف كقوله تعالى: (ما لكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا)، وإلا فإن كان ما في إحدى القرينتين من الألفاظ أو أكثر ما فيها مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية فهو الترصيع كقول الحريري: فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه، وكقول أبي الفضل الهمذاني: إن بعد الكدر صفوا، وبعد المطر صحوا، وقول أبي الفتح البستي: ليكن إقدامك توكلا وإحجامك تأملا؛ وإلا فهو السجع المتوازي، كقوله تعالى: (فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة)، وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أدرء بك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم).
انتهى.

وفي حاشية الدسوقي (ضمن شروح التلخيص 4/447 وما بعدها – دار السرور لبنان):
(... يسمى ترصيعا تشبيها له بجعل إحدى اللؤلؤتين في العقد في مقابلة الأخرى المسمى لغة بالترصيع)


ونظم صاحب الجوهر المكنون هذه المسألة بقوله (175 – مع شرحه حلية اللب المصون (عن دار الفكر)):
والسجع في فواصل النثر *** مشبهة قافية في الشعر
ضروبه ثلاثة في الفن *** مطرف مع اختلاف الوزن
مرصع إن كان ما في الثانية *** أو جله على وفاق الماضية
وما سواه المتواز فادر *** كسرر مرفوعة في الذكر


أما التصريع ففي الشعر هو:
(جعل العروض مقفاة تقفية الضرب كقول أبي فراس:
( بأطراف المثقفة العوالي *** تفردنا بأوساط المعالي )
وهو مما استحسن حتى أن أكثر الشعر صرع البيت الأول منه، ولذلك متى خالفت العروض الضرب في الوزن جاز أن تجعل موازنة له إذا كان البيت مصرعا كقول امرىء القيس
( ألا عم صباحا أيها الطلل البالي ... وهل ينعمن من كان في العصر الخالي )
أتى بعروض الطويل مفاعيلن وذلك لا يصح إذا لم يكن البيت مصرعا)
انتهى من الإيضاح في علوم البلاغة (4/455 – ضمن شروح التلخيص)

وقد ذكر القزويني هذا بعد قوله: (وقيل السجع غير مختص بالنثر ...، ثم قال: ومن السجع على هذا القول: ما يسمى التشطير... ومنه ما يسمى التصريع..) الخ.

وفي المثل السائر لابن الأثير (1/195- نسخة الكترونية)
(واعلم أن صناعة تأليف الألفاظ تنقسم إلى ثمانية أنواع هي السجع ويختص بالكلام المنثور والتصريع ويختص بالكلام المنظوم وهو داخل في باب السجع لأنه في الكلام المنظوم كالسجع في الكلام المنثور).


فالحاصل:
أن الترصيع أحد أقسام السجع.
وأن التصريع خاص بالشعر. وعلى القول بأن السجع ليس خاصا بالنثر بل يكون في الشعر أيضا، فإن التصريع من السجع كذلك.
والله تعالى أعلم.
-------------





وفقك الله .