النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ظاهرة (التدوير) موجودة في شعر التفعيلة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    3

    ظاهرة (التدوير) موجودة في شعر التفعيلة

    منطلق هذه المداخلة كان نتيجة قراءتي لنقاش دائر بي الأستاذين خشان وصابر... وقبل يومين فقط لم أكن مسجلا في المنتدى/الموقع ... وأردت أن يكون هذا الموضوع أول مشاركة لي في هذا الصرح المعرفي.
    لقد نفى الأستاذ خشان وجود ظاهرة التدوير في الشعر الحر ويستند إلى ما أوردته نازك الملائكة في كتابا (قضايا الشعر المعاصر...ولعلهما ينطلقان من المفهوم التقليدي للتدوير وكما عُرف في القصيدة العمودية.
    صحيح أن التدوير ،في القصيدة العمودية، هو عبارة عن توزيع كلمة على شطرَي البيت الواحد ؛ فيكون جزء منها - وليس نصفها كما يقول الأستاذ خشان - في آخر الشطر الأول والجزء الآخر في بداية الشطر الثاني... ولعل خير مثال للتدوير في شعرنا العربي القديم ما تكرر في رائعة أبي العلاء المعري: (غير مجد في ملتي واعتقادي..)..ونكتفي بثلاثة من الأبيات المدورة في القصيدة ونؤكد بكل بيت منها أن الكلمة لا تقسم (نصفين) فليس ثمة تساو في التقسيم وإنما قد يأتي جزء في شطر أطول من جزء في شطر آخر ..وفي ما يلي بيان ذلك:
    الجء الأول أطول من الثاني:
    صاح ، هذي قبورنا تملأ الرُّحـ = ـب فأين القبور من عهد عادِ ؟
    الثاني أطول من الأول:
    ضجعة الموت ، رقدةٌ يستريح الـ = ـجسم فيها ، والعيش مثل السهادِ
    بعض التساوي بين الجزئين:
    كل بيتٍ للهدم ماتبتني الور = قاء والسيّد الرفيع العمادِ
    ولا يفوتنا أن نؤكد أن تجزيء الكلمة يحدث صدفة ولا يتحكم فيه شيء غير انتهاء العروضة ( آخر تفعيلة في الشطر الأول).
    وفي القصيدة الحرة تدوير أيضا... لكنه لا يمس تركيب الكلمة وصيغتها فيكون جزء منها في سطر وجزء في سطر آخر ، ونسق اللغة العربية الكتابيّ لا يسمح بذلك، وإنما يتخذ التدوير له ، هنا، اتجاها خاصا إذ يمس التفعيلة دون الكلمة..فيُرخَّص للشاعر الإتيان بجزء من التفعيلة في آخِر السطر وبجزئها الآخَر في بداية السطر الشعري الذي يليه.
    ولنتأمل المقطع التالي وهو من قصيدة (جيكور والمدينة) لبدر شاكر السياب:
    1) شرايين في كل دار وسجن ومقهى
    2) وسجن وبار وفي كل ملهى
    3) وفي كل مستشفيات المجانينِ
    4) في كلّ مبغى لعشتارِ
    5) يُطلعْن أزهارهنّ الهجينهْ....
    القصيدة على وزن المتقارب،وهو من البحور الصافية (تكرار تفعيلو واحدة (فعولن))، ويكون تقطيعها على الشكل التالي:
    1) شرايي/ن في كل/ لدار /وسجن/ ومقهى/
    2) وسجن/ وبار/ وفي كل/ لملهى
    3) وفي كل/ لمستش/فيات ل/مجاني/ نِ
    4) في كلّ/ لمبغى /لعشتا/ رِ
    5) يُطلعْ/ن أزها/رهنّ ل/هجينهْ....
    هكذا يبدو التدوير واضحا عند انتقال الشاعر من السطر الثالث إلى الرابع (ن+في كل = ف+عولن) وكذا بين السطرين (4) و(5).
    ونخلص أخيرا إلى القول بوجود التدوير في الشعر الحر ولكنه يختلف عنه في الشعر العمودي بكونه واقعا على التفعيلة ولا يصيب الكلمة..


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    أخي الكريم بلقاسم

    أرحب بك في منتداك هذا أيما ترحيب
    أنا أتحرج من الخوض عميقا في شعر التفعيلة لاختلاف الآراء فيه.
    ثمة وجهتا نظر حول التدوير في شعر التفعيلة، إحداهما تتصدرها نازك الملائكة، والأخرى هذه التي تفضلت
    1) شرايين في كل دار وسجن ومقهى
    2) وسجن وبار وفي كل ملهى
    3) وفي كلمستشفيات المجانينِ
    4) في كلّ مبغى لعشتارِ
    5) يُطلعْن أزهارهنّ الهجينهْ

    أجدني أقرأ هذا على النحو التالي:

    شرايين في كل دار وسجن ومقهى
    وسجن وبار وفي كل ملهى
    وفي كل مستشفيات المجانينِ في كلّ مبغى لعشتارِ يُطلعْن أزهارهنّ الهجينهْ


    ولست أصر على شيء في هذا المجال.


    أستبشر خيرا بهذا الموضوع مقدمة للبحث في تفسير لورود التدوير في الشعر العمودي في بحور أكثر من سواها
    فهو يرد في الخفيف أكثر من وروده في مجزوء الخفيف أكثر من الرمل وفي مجزوء الكامل أكثر من الكامل
    ولعل ثمة وشيجة بين كثرة التدوير والترفيل في مجزوء الكامل مقارنة بالكامل.

    أكرر ترحيبي بأستاذي الكريم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    110
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقاسم مكريني مشاهدة المشاركة
    ونخلص أخيرا إلى القول بوجود التدوير في الشعر الحر ولكنه يختلف عنه في الشعر العمودي بكونه واقعا على التفعيلة ولا يصيب الكلمة..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ربما أجد فكري يستطيع تقبل هذا الرأي بسهولة

    فشعر التفعيلة و هو التجديد الجلي الذي استساغه الشعراء و النقاد في حدائق الشعر الفصيح

    يقوم أساسا على التحرر من قيد الترتيب في أوزان البحور

    و أقصى ما يكون من هذا التحرر هو التدوير الواقع على التفعيلة

    لكن : هل ستصل بنا محاولات التجديد في الشعر إلى كتابة شعر حر يكون على جزء من التفعيلة, ثم نستدل على هذه المحاولات ببعض سطور ورد فيها التدوير ؟

    و بدون هذا التدوير نصل أيضا إلى كتابة فقرات إن لم تكن نصوصا كاملة دون تقسيمها, خاصة إن كان محور النص فكرة واحدة و كاتبه يمتلك الحس الفطري بالوزن في كتاباته الشعرية.

    و لا أنسى الترحيب بالأستاذ بلقاسم مكريني في هذا الصرح الفكري

    و هو الباحث المتميز في اللسانيات

    فأهلا و سهلا و مرحبا أستاذي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم بلقاسم

    أرحب بك في منتداك هذا أيما ترحيب
    أنا أتحرج من الخوض عميقا في شعر التفعيلة لاختلاف الآراء فيه.
    ثمة وجهتا نظر حول التدوير في شعر التفعيلة، إحداهما تتصدرها نازك الملائكة، والأخرى هذه التي تفضلت
    1) شرايين في كل دار وسجن ومقهى
    2) وسجن وبار وفي كل ملهى
    3) وفي كلمستشفيات المجانينِ
    4) في كلّ مبغى لعشتارِ
    5) يُطلعْن أزهارهنّ الهجينهْ

    أجدني أقرأ هذا على النحو التالي:

    شرايين في كل دار وسجن ومقهى
    وسجن وبار وفي كل ملهى
    وفي كل مستشفيات المجانينِ في كلّ مبغى لعشتارِ يُطلعْن أزهارهنّ الهجينهْ


    ولست أصر على شيء في هذا المجال.


    أستبشر خيرا بهذا الموضوع مقدمة للبحث في تفسير لورود التدوير في الشعر العمودي في بحور أكثر من سواها
    فهو يرد في الخفيف أكثر من وروده في مجزوء الخفيف أكثر من الرمل وفي مجزوء الكامل أكثر من الكامل
    ولعل ثمة وشيجة بين كثرة التدوير والترفيل في مجزوء الكامل مقارنة بالكامل.

    أكرر ترحيبي بأستاذي الكريم.
    اخي الفاضل الأستاذ خشان خشان
    لك مني جزيل الشكر على الترحيب بي في هذا الصرح المعرفي المتخصص في مجال أعتبره أرضية لازمة كمنطلق لكل شاعر يرغب في تقنين أدواته والتحكم فيها وتطويعها لصالحه.
    كما أن لي كبير الشرف أن أناقش مثل هذه القضايا مع واحد من أكبر المتمكنين من علم العروض على صعيد الرقعة العربية ... ولم أهتدِ إلى الموقع/المنتدى إلا مؤخرا (نفس الأسبوع الذي سجلت فيه وساهمت بأول مشاركة)..
    أستاذي الكريم
    أضيف موضحا -لإخواني الشعراء الأفاضل - أن طبيعة التدوير في الشعر الحر تختص بشعر التفعيلة دون قصيدة النثر ... وبطبيعة الحال فتسمية هذه الأخيرة تكشف عن اقترابها من النثر ..وهي متنصلة من قيد التفعيلة..
    كما لاحظتُ أن بعض الشعراء الذين يراعون التفعيلة في قصائدهم الحرة يمارسون التدوير عن غير وعي أحيانا... ذلك أني علقت مرة - إيجابيا - على قصيدة لأحد الزملاء المبدعين .. وكان قد نظمها على أحد البحور الصافية .. ولم يفهم الظاهرة حتى شرحتها له بالشواهد والتطبيقات من قصيدته.. فاستغرب وجود جزء من التفعيلة في سطر والجزء الآخر في السطر الذي يليه...
    وأشير ،أخيرا، إلى أن حدود الأسطر في قصيدة السياب هي كما قدمتُها منقولة من الديوان الورقي مباشرة وذاك ما جعلني مطمئنا إلى احتوائها ظاهرة التدوير..
    مودتي الخالصة.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    3
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم الزهراء مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ربما أجد فكري يستطيع تقبل هذا الرأي بسهولة

    فشعر التفعيلة و هو التجديد الجلي الذي استساغه الشعراء و النقاد في حدائق الشعر الفصيح

    يقوم أساسا على التحرر من قيد الترتيب في أوزان البحور

    و أقصى ما يكون من هذا التحرر هو التدوير الواقع على التفعيلة

    لكن : هل ستصل بنا محاولات التجديد في الشعر إلى كتابة شعر حر يكون على جزء من التفعيلة, ثم نستدل على هذه المحاولات ببعض سطور ورد فيها التدوير ؟

    و بدون هذا التدوير نصل أيضا إلى كتابة فقرات إن لم تكن نصوصا كاملة دون تقسيمها, خاصة إن كان محور النص فكرة واحدة و كاتبه يمتلك الحس الفطري بالوزن في كتاباته الشعرية.

    و لا أنسى الترحيب بالأستاذ بلقاسم مكريني في هذا الصرح الفكري

    و هو الباحث المتميز في اللسانيات

    فأهلا و سهلا و مرحبا أستاذي
    أختي الفاضلة الأستاذة مريم الزهراء
    أشكرك على ترحيبك بي.. وعلى مرورك الكريم بهذه الصفحة ومداخلتك المغنية للموضوع.
    حقيقة التدوير كظاهرة موجودة في شعر التفعيلة أمر ثابت وليس رأيا شخصيا... وقد أشرت - في تعقيبي السابق - إلى أن الشعراء الذين يراعون التفعيلة في قصائدهم الحرة يمارسون الظاهرة عن غير وعي أحيانا...وهنا يكون للسليقة حضورها...وربما كان تطبيق الظاهرة سابقا على اكتشافها... تماما كما كان شعراء الجاهلية ينظمون الشعر بناء على أنساق صوتية/نغمية/إيقاعية لم يتم اكتشافها واستقراؤها وتقعيدها إلا بعد قرنين أو أكثر (الخليل بن أحمد الفراهيدي وبحور الشعر)....
    أشرت في ردك إلى أن شعر التفعيلة يقوم على (التحرر من قيد الترتيب في أوزان البحور)..وهو أمر صحيح إذا كان المقصود ركوبا للبحور في صورتها التقليدية...ولكنه شعر مقيد بالتفعيلةومنها أخذ تسميتة..ومن ثم كان الفرق بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر...
    ليس في الشعر الحر كتابة/نظم شعر (يكون على جزء من التفعيلة) ..باستثناء ما تسمح به الترخيصات الممنوحة في الشعر العمودي (الزحافات والعلل والضرورات المقبولة)..وكما لا نستعمل نصف تفعيلة أو جزءاً منها فقط هناك فليس ذلك من حقنا هنا...وليس في التدوير إضاعة أونقص لجزء من تفعيلة أبدا.
    تحيتي ومودتي.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط